هي رمز الحياة والفرح والسعادة، والتي ولدت في مثل هذا اليوم من العام 1927، فنانة موهوبة جميلة، بدأت مسيرتها الفنية بسن مبكرة في منتصف القرن الماضي عبر الغناء في لبنان قبل إنتقالها إلى الإستعراض والتمثيل في مصر.
لقبت بالكثير من الألقاب ولكن يبقى أشهرها "الشحرورة"، بعدما أصبح اسمها الفني "صباح"، بينما إسمها الحقيقي جانيت جرجس فغالي.
في عيد ميلاد الشحرورة التي رحلت عن عالمنا قبل أربع سنوات بالجسد، لا تزال أغنياتها وأعمالها محفورة في عقولنا، مواويلها وأغنياتها لا تزال تصدح في كل بلدة وشارع وحي، يخترق صوتها يومياتنا، وصورها التي أصبحت مطبوعة على جدران شوارعنا تزينها إبتسامتها الجميلة وشعرها المموج، تساهم بنشر طاقة إيجابية لنا.
هي صباح الفنانة والأسطورة، أغنيات، وإستعراضات، وأفلام، وشهرة لم تسرقها من تواضعها وحبها للناس، فظلت وفية لعائلتها، حملت هموم الحياة ولم تتعبها، سافرت وأشرقت شمسها في بلدان عديدة رافعة علم لبنان على المسارح العالمية، وعادت الى لبنان تحمل الأمل والنجاح.
صباح بنورها وبإشعاعها وبريقها لم تبخل يوماً على محبيها بأعمالها ولا على أصدقائها بمحبتها، ولا على الصحافة بلقاءاتها وبتقدير مجهوداتهم، لكن الشجرة المثمرة الجميلة الراقية، تلقت الكثير من الصفعات في حياتها، من المقربين والبعيدين، ومن أعداء النجاح الذين أطلقوا عليها الشائعات، لكنها ظلت معطاءة، رغم حالتها الصحية التي أتعبتها قبل سنوات من وفاتها، كانت تستقبل محبيها في فندق متواضع بعدما أنفقت كل أموالها في سبيل العائلة والخير والعطاء.
نعم نفتقد لصباح اليوم وكل يوم، وخصوصاً في عيد ميلادها، عيد ميلاد البهجة والفرح والثراث والصوت الجميل، نفتقد لروحها ولأخلاقها ولتعاملها مع الناس، لتضحياتها، لمبادئها وقيمها الجميلة، نفقتد قيمة إنسانية نتعلم منها.