تستقبل مدينة صور الجنوبية في لبنان تجمّعا فنيا سينمائيا ومسرحيا وموسيقيا يشارك فيه فنانون من أنحاء العالم، حيث أطلقت جمعية "تيرو" للفنون وإدارة مسرح إسطنبولي فعاليات مهرجان تيرو الفني الدولي في المسرح الوطني اللبناني في مدينة صور يوم السبت، وذلك بحضور وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري ممثلاً بالمستشار إلياس دمّر، ونائب القائد العام والقطاع الغربي في اليونيفيل، ووفدٍ ممثلاً قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، ووفد من بلدية صور وسفارة الأرجنتين والمركز الثقافي البرازيلي وادارة الريجي، وحشد من الأهالي والطلاب، كما وأرسل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برقية تهنئة بالمناسبة.
وقد بدأ الاحتفال بعرض موسيقي لفرقة أليسار وبمشاركة الفرقة الإندونيسية، ومن ثم عرض فيلم قصير عن مشروع إعادة تأهيل سينما ريفولي، وقدمت جوقة الأطفال في جمعية شركاء نحن في لبنان عرضا موسيقيا مع الفنانة مي نصر، وإختتمت فرقة وصل بعرض مسرح إعادة تمثيل تناول قصص الجمهور.
وقال المستشار إلياس دمّر "اليوم نشهد مناسبة تاريخية تتمثل بتأسيس أول مسرح وسينما مجانية في لبنان، ونحن سنقف مع هذه المبادرة المثالية من حيث المسرح والسينما والمكتبة العامة والورش التدريبة والمهرجانات التي تقوم بها جمعية تيرو للفنون، والتي تعتبر ثورة ثقافية وفنية بإمتياز، وهي تجربة رائدة يجب أن تعمم على جميع المناطق اللبنانية من أجل الإنماء الثقافي المتوازي وكسر المركزية، وكي تكون الثقافة والفنون حق للجميع في لبنان".
وقال مؤسس المهرجان الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي "إن المسرح الوطني اللبناني سيكون مسرحاً للناس مفتوحاً للجميع من دون اي مقابل، وبالنسبة لنا هو حلم طال انتظاره واليوم أصبح حقيقة، والمهرجان هو تجمّع فني سينمائي ومسرحي وموسيقي يشارك فيه فنانون من أنحاء العالم، يقام بالشراكة مع وزارتي الثقافة والسياحة وبلدية صور في سينما ريفولي التي عملت الجمعية على إعادة تأهيلها بعد 29 عاماً على إقفالها، وستكون جميع نشاطاتها مجانية للجمهور".
وتشارك في المهرجان عروض أدرينالين للمؤلفة والمخرجة الأردنية أسماء مصطفى، وآغا محمد خان لناڤيد ميمار من إيران، واحتضار للمخرج العراقي مصطفى الهلالي، واللحن الأخير للمخرج الجزائري كمال فراد، وأوتير للمخرجة الأرجنتينية ميلودي مورو، وعرض مهرجين لجمعية كلاون مي إن من لبنان، إضافة إلى عرضين من نتاج ورش تدريبية هما طلعة وزوايا.
ويشارك 39 فيلم قصير من 12 بلداً تتنوع بين الروائي والوثائقي والتحريك من بينها رجل يغرق لمهدي فليفل من فلسطين وآخر أيّام رجل الغد لفادي باقي من لبنان، وليلة حبّ لحلمي نوح من مصر، والعبور لأيمن نايفة من فلسطين، وبيت بيوت ليارا بوريللو من لبنان، ودونسيا لأروب دويفيدي من الهند، وآسية لمحمد الحارثي من عمان، وموج 98 لإيلي داغر من لبنان الحاصل على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان كان عام 2015. كما وسيعرض الموسم الثالث من سلسلة وثائقي الإنترنت "زيارة" .
هذا ويعتبر المهرجان جزءاً من مشروع الثقافة والفنون من أجل التنمية والتغيير الاجتماعي في جنوب لبنان الذي تنفذه جمعية تيرو للفنون بالتعاون مع مؤسسة دروسوس، والذي يشمل أيضاً برامج تدريبية في مجالات المسرح والسينما والرسم يستهدف الأطفال والشباب في مدينتي صور والنبطية والبلدات المحيطة بهما.