صوت فني حساس، قدم الاغاني الناجحة في يوم من الايام وأسس له مكانة خاصة على الساحة الفنية.
هذا الصوت ترعرع في بيت فني عريق فأخذت صاحبته عن والدها الملحن جورج يزبك اصول الغناء الشرقي وحسن الاختيار.
مايا يزبك، المتألقة دوماً بعفويتها وطيبة قلبها وصدقها فتحت قلبها لموقعنا وباحت بالكثير من الأمور التي تشغل بالها.
بصراحة مايا، هل بإستطاعة الفنان الاعتزال بهذه السهولة؟
لا، الفنان الاصيل يخلق بمرسوم سماوي فنانا، يحمل مفردات خاصة في معالم شخصيته تميزه عن غيره، هذه التركيبة النفسية تجعله يعاني بينه وبين نفسه عند الاعتزال.
ومايا يزبك، ما هي الدوافع التي حملتها إلى الاعتزال؟
بصراحة أنا اخذتني العائلة وهمومها ومشاكلها لأنني بأعماقي كنت افضل العائلة على أية شهرة.
نادمة على قرارك هذا؟
ابدا، فعندما ارى اولادي امامي متعلمين ويشغلون مناصب اجتماعية رفيعة المستوى، اشعر أنني انجزت انجازا عظيما واسست كيانا حقيقيا.
الشهرة مرض ام حالة من المفاخرة؟
تصبح عند الفنان المغرور حالة من المرض النفسي، علما أن الفن هو حالة من الانفعال الطبيعي، انما الفنان الصادق يبقى على تواضعه ويعلم بأنها مرحلة زمنية تؤدب سلوكياته فهي ليست مفاخرة و" شوفة حال " .
عودتك الى الفن بعد هذا الغياب، كيف تقيّمينها؟
اكيد كانت عودة خجولة، فأنا عدت مع الفنان امير يزبك من دون ان اخطط لهذه العودة او ان احسب حساب المتغيرات التي طرأت على عالم الغناء. انا عدت من ذاكرة غنائية اصيلة لها جذورها وتاريخها.
كيف ترين الغناء اليوم؟
ما بقدر قول الا يا حرام! نحن في زمن غنائي تبدلت فيه كل المعايير واصبح عالما يعتمد على الاغراء المبتذل والملابس الفاضحة والحركات البهلوانية، تناسَوْا حضور الصوت والموهبة.
مايا يزبك غنت الطقطوقة مثل اغنية " حبيبي يا عيني " التي مازالت مستمرة حتى يومنا هذا..
هل تصدق انني حينها كنت اخجل بها، ولكن الموهبة الصادقة تفرض نفسها وترسخ عملها في ذاكرة الناس.
الفنانة نورهان اعطت الاغنية حقها؟
نورهان من الجيل الجديد وانا اؤيد فنيا ان يغني الجيل الصاعد اغنيات خالدة لتبقى مرجعا مستمرا لدى الناس بشرط ان يؤديها بشخصيته الفنية، وهذا ما فعلته نورهان في اغنية " حبيبي يا عيني ".
ما هي معايير الاغنية الناجحة؟
ما بعد الكلام واللحن، البساطة في الاداء، لانها المفتاح الحقيقي لفتح القلوب. مثلا اغاني السيدة فيروز ببساطتها دخلت القلوب.
برأيك هل ما زالت هناك شهرة كما كانت في الماضي؟
المغمغة وبرامج الهواة وانتشار السوشيل ميديا حرقوا وهج الشهرة واصبح المغني بين ايدي الرأي العام بسهولة وباتت شهرة اليوم آنيّة لا تدوم او تعمّر.
غياب الكبار عن الساحة الغنائية أثّر على كيان الغناء؟
طبعا وهذا سؤال احترافي لأن الكبار ليسوا رماة في ملعب الغناء العصري وهذه الاعمال الغنائية لا تشبه تاريخهم والاماكن الموجودة اليوم بكل تجهيزاتها العصرية لا تناسب حضورهم والدليل على ذلك انك لا تستطيع ان تقول لفيروز غنّي في المهرجان الفلاني ولو كان طابعه سياحيا وهي التي صنعت مهرجانات بعلبك ودمشق وغيرها.
هل ما زالت مايا في الحياة العامة تعيش حضورها الفني؟
تصوّر انني ما زلت اصادف معجبين بفني في السوبر ماركت او المطعم او في السوق وما زلت اسمعهم يرددون
الاغاني الخاصة بي.
ما هو شعورك حيال هذا الامر؟
اشعر بسعادة واشكر ربي انني خُلقت في ذاك الزمن الفني الجميل.
ماذا زرعت مايا في شخصية اولادها؟
الثقة بالنفس والتواضع ومخافة الله. لا تهمني القشور في الحياة ولا المظاهر بقدر ما تهمني الاخلاق، والحمد لله نجحت.
برأيك زمن الماضي أجمل أم زمنهم؟
نحن كنا مثلهم مع فارق بسيط هو التكنولوجيا التي لم تكن منتشرة بهذا الشكل في ايامنا. الايام لا تتغير والناس هي هي، انما الظروف هي التي تتغير.