بعد أن كنا علمنا بمشاكل كثيرة حدثت مؤخراً في نقابة الفنانين المحترفين، حيث إمتنع المعنيون بهذه المشاكل حينها عن التصريح للإعلام، وبما أن الأمور أصبحت متداولة ولو بشكل خجول، قررنا أن نتواصل مع رئيس مجلس إدارة النقابة الممثل جهاد الأطرش لنعرف منه حقيقة ما يجري في النقابة والقصة كاملة.
الأطرش قال لنا :"بعدما تم إنتخاب مجلس إدارة جديد للنقابة في شهر تشرين الثاني الماضي، جاء إحسان صادق رئيساً للنقابة، وفي الماضي كانت هناك ثقة عمياء بكل المجالس السابقة، وحين يكون هناك أمين صندوق فأنت وضعته أمين صندوق لثقتك به، كانت السيدة سميرة بارودي نقيبة في السابق لفترة من الزمن، وفي عهد النقيبة شادية دوغان كانت بارودي أمينة صندوق، وهناك إشتراكات ومصاريف النقابة كنا نوقّع ونقول "شكراً لإعلامنا بهذا الأمر".
وأضاف :"المجلس الجديد الذي تم إنتخابه، فيه أشخاص يريدون التدقيق أكثر من خلال إستلام أمانة الصندوق، فأحبوا أن يغوصوا في الملفات والبيانات والإيصالات، فوجدوا هناك أخطاء كثيرة وأموراً غير واضحة، ومثلما أنا أسميتها "تجاوزات إدارية ومالية"، أرسلنا بطلب السيدة سميرة بارودي، وإجتمع أعضاء المجلس معها في النقابة، وكانت هناك مواجهة لم تخلُ من الجدية، فإعترفت السيدة سميرة بأن ذلك حصل فعلاً، ولكنها أشارت إلى أنها كانت تبلغ الأعضاء الذين بدورهم كانوا يوافقون جميعهم، فقلنا عندها إننا لا نريد أن نظهر الموضوع على الإعلام، ولكن أعضاء النقابة أرادوا أن يعرفوا المزيد، فإطلعوا على الأمر لأن هذا من حقهم".
وتابع الأطرش :"السيدة سميرة بارودي أجرت إتصالات ببعض الأشخاص الذين "بتمون عليهم" وطلبت منهم أن يدعوا أن مجلس النقابة فاشل، وأن لديه مخططات لإبعادها عن النقابة، وهكذا كان، فإضطر المجلس أن ينشر بعض الأمور التي تدين بارودي، فإشتكوا لوزير الثقافة الذي كان مشغولاً جداً، وأحال الموضوع إلى إستشارة قانونية لدى القاضي يوسف الجميّل، تأخرت الوزارة في إصدار هذه الإستشارة، والمجلس قابل المدير العام وقال له إننا قانونيون ونحن منتخبون ونريد أن نتابع مهماتنا، وأصبح أعضاء المجلس يجتمعون، وصرنا ننشر عبر المواقع، تعقيباً على كل إدعاء من بارودي أو صادق، أن هناك إختلاسات أو أخطاء إدارية".
وأضاف الأطرش في حديثه إلى موقع "الفن" :"حضر صادق إلى المجلس، وبما أنه لم يعد بإمكانه التوفيق بين أمور زوجته والنقابة، ووقعت خلافات بينه وبين الأعضاء تضمنت ألفاظاً نابية، طلبنا منه التنحي، ولكنه رفض ولم يتنحَّ، وإقترح أن يبقى رئيساً ولكن يغيب عن الجلسات، فواجهناه بالمادة 40 التي تنص على أن التغيب 3 جلسات من دون عذر شرعي يعده مفصولاً، فقال حسناً أحضر جلسة وأغيب جلستين، المجلس رفض الأمر وأعلن تغيير المهام فوراً، فإنتخبوني رئيساً للمجلس بعد أن كنا عرضنا على صادق أن يكون رئيساً فخرياً للنقابة، وإنسحب صادق وغاب، وأبلغه المجلس بأنه تغيب عن حضور 3 جلسات من دون عذر شرعي".
وقال الأطرش :"وكنا إستدعينا خبيراً مالياً، وإجتمعنا عدة مرات، لأن لدينا فترة 10 سنوات علينا أن نعود فيها إلى البيانات والإيصالات، وتفاجأنا أول من أمس، بحضور محامية من قبل السيدة بارودي، إجتمع بها زملائي لأني لم أكن حاضراً حينها، وأحضرت معها خبيراً محلفاً لتكشف على الإيصالات، أمين الصندوق لبنان خليل كان لديه إرتباط فني فإعتذر عن المجيء إلى النقابة، فإنتظرت المحامية في النقابة إلى أن حضر الأساتذة شكري أنيس فاخوري، فادي سعد، فرنسوا رحمة، أحمد دوغان وصبحي توفيق والذين إجتمعوا بها، عند المساء وضعت المحامية الشمع الأحمر، على خزانة داخل غرفة أمين الصندوق كي لا يدخل إليها أحد خوفاً من أن يحصل تزوير في الإيصالات، وهذا أبعد ما يكون لأننا نستند إلى هذه الإيصالات وبالتالي لن نتلاعب بها، أعتقد أن القاضي هو الذي سمح للمحامية بوضع الشمع الأحمر".
وأضاف :"حضرت المحامية صباح أمس إلى النقابة، وحضر كل الأعضاء من ضمنهم طوني كيوان الذي هو نائب الرئيس، ودخلت المحامية وتم تختيم الإيصالات التي يريدونها وإطلعوا عليها، وهي عن مدى سنتين، وذلك بحضور بعض أعضاء المجلس، وستعود المحامية الأسبوع المقبل لمتابعة البحث في الإيصالات وإلقاء الضوء على ما جرى من تواقيع فردية أو تجاوزات".