هي أشبه بمؤامرة في حق الشعب العربي، فحين يلتحف الاحساس روعة الأداء والتجديد، اقل ما يقال فيه انه تآمر "تتناغشه" غمرة من الاحاسيس المتناقضة، لربما هي حالتنا البشرية الكامدة، التي وما ان وجدت ضالتها من الاحاسيس حتى ثارت كزوبعة في قلب محيط.
تعود إليسا وهي بالكاد تغيب، تعود وهي المنتظَرة في كل الاوقات ومن المتابعين شاء من يحبها او أبى من لا يحبها، وفي الاحوال مجتمعة هي الرابح الاكبر وكما تقول أغنية "الابا" الرابح يأخذ كل شيء.
في زمننا المستفحل سرعة ضوئية لا مجال للركود والتكرار، لا مجال لمن لا يبحث عن سبيل للتجدد، هي تدرك في قرارة نفسها وهي التي عزمت فمن اهل العزم تأتي الغنائم.
"إلى كل اللي بحبوني" الغنيمة لا بل الوليمة، يتلذذها كل ذواق وتواق لفعل المحبة التي لا تساوم على محبتها.
ليست أغنية بقدر ما هي ثورة من المشاعر تجتاحك، تضمك، تواسيك تضعك في نسك مع الذات لتصفيتها من شوائب الارض، هي النفس الضعيفة التي تجتاحها ملذات الارض فتصرف نظرها عن من يحبها.
هي دعوة من الاعماق بصوت اليسا إلى التعبير عن المحبة وهذا اكثر ما نخشاه في عالمنا العربي.
اليسا تجرأت وفعلتها قالتها "وحشتوني والله وعايزة احضنكن والله لا ما تسيبونيش".
انها دعوة معدية لتلقف المحبين واعادة اعتبارهم، هي اعتراف بقرارة النفس للداعمين لنا في مشوار الحياة.
هي دعوة للفرح وحب الحياة والسهر في خضم المآسي التي تعترضنا في العالم العربي. وكل مدرك ان اوقات الفرح كوميض البرق يبرق لمعاناً لبرهة ولا يعوض.
هي جرعة من الايجابية التي تبعث على الهدوء واعادة الاعتبار لمقولة "ان الحياة ما بتخلى من الناس الطيبة".
هذا الكلام ابت اليسا إلا ان تجسده بإحساس تفوقت فيه على كل الاحاسيس. ولمن يقول ان الاحساس يدرّس فهو مخطئ... واحساس اليسا من نعم الخالق التي لا تكتسب ولا تورث ولا تدرس.
في الاداء سلاسة وانسيابية، خفقان من وتد الشجن واهازيج الفرح.
هي اغنية الموسم ولكل المواسم، هي اليسا المتجددة المتجذرة في لونها الرومانسي المتلون بقزح التجدد.
هي أغنية الصدمة علّها تنقذ ما تبقى من انسانية و مشاعر سلّعتها مظاهر الارض جدباء لنرددها بفم واحد وقلب واحد "يلا نعوض عُمْرنَا يَلا تعَالوا نعِيش".