نجمة وموهبة تمثيلية كبيرة تسير في درب بمفردها بعيدا عن حسابات السوق، ولكن اعتبارها أن الفن إستكشاف دفعها لأن تبحث في نفسها عن كل ما هو جديد في عالم الأدوار المختلفة والجديدة عليها، حتى أصبح مشوارها الفني مُزين بباقة من الأعمال والأدوار المتميزة والتي لا أحد غيرها يستطيع تقديمها.. هي الممثلة بسمة التي غابت عن الساحة الفنية لسنوات بعد زواجها وولادتها وتواجدها في أميركا، ولكنها لم تدع نفسها تغيب غيابا تام بل كانت تظهر في أعمال ما بين الحين والآخر. في حديثها لـ"الفن"، تكشف لنا أسباب الغياب كاملة وتفاصيل قبولها المشاركة بـ"إختفاء" وموقفها من المشاركة بأكثر من عمل، وعن عملها في هوليوود وتفاصيل كثيرة أخرى في هذا اللقاء....
في البداية..لماذا غبت عن الساحة الفنية في السنوات الماضية؟
غيابي كان للزواج ومن ثم الإنجاب والسفر الى أميركا، وعندما وجدت العمل المناسب الذي أعود به الى الساحة الفنية، لم أتأخر في ذلك، وإخترت "إختفاء" لتوافر كل العناصر الفنية المتميزة فيه، فالسيناريو رائع والدور الذي ظهرت فيه جديد ومختلف بالنسبة لي عما سبق وظهرت به من قبل، كما أنني شاركت في بطولة مسلسل "إستيفا" و "نصيبي وقسمتك" ومسلسل أميركي، ولم أغب غيابا كاملا عن المجال الفني.
تعملين بحسابات مختلفة في إختيار أدوارك، فأنت ظهرتِ بمسلسل "إختفاء" بعد مرور عدة حلقات وهذا حدث معكِ بالفعل من قبل في مسلسل "قصة حب" مع جمال سليمان.. فماذا وراء ذلك؟
ليست هناك أية أسباب سوى أنني اختار الدور المميز الذي يقدمني بشكل جديد بعيدا عن أي حسابات أخرى تخص مساحة الدور أو موعد ظهور الشخصية في الأحداث، فكل هذه العوامل ليست مهمة طالما أن الدور الذي أُقدمه مختلف والعمل بشكل عام مميز، وأهم ما يشغلني هو مدى تأثير الدور في الأحداث وأبعاده والخط الدرامي ونقلات أحداثه، و لا أفكر في أمور أخرى.
وما الذي دفعك للظهور بمسلسل "إختفاء" بالتحديد عن غيره من الأعمال التي عُرضت عليكِ؟
عوامل كثيرة دفعتني لقبول هذا العمل بدءا من معرفة هوية البطلة والجهة المنتجة والإخراج والتأليف وكل هذه التفاصيل التي كانت كفيلة بحماستي واتجاهي الى قبول المشاركة في هذا العمل الذي وجدت معالجته الدرامية رائعة، فضلا عن عنصريّ التشويق والغموض اللذان توافرا في هذا العمل في الوقت الذي تخطف فيه الاعمال الدرامية من هذا النوع، قلوب الجمهور.
ألم تشعرين بالقلق أو الخوف من العودة بعد غياب لدراما رمضان؟
لم أشعر بأي قلق وكما ذكرت لك أنني لم أغب تماما بل شاركت في أعمال أخرى قبل "إختفاء"، وفي الفترة التي أعقبت غيابي عن الساحة الفنية، اضافة الى انني تعاونت مع الكثيرين من فريق عمل المسلسل سابقا وجمعتني بهم كواليس رائعة وكأنني كنت أتواجد في بيتي.
وهل شخصية "سلافة" تُشبهك في أي من تفاصيلها؟
كلا، ولا علاقة لشخصية "سلافة" التي ظهرت بها في الأحداث بي من قريب أو بعيد، كما أنني أختار شخصيات بعيدة كل البعد عن شخصيتي الواقعية لأن هذا الأمر مهم بالنسبة لي في معرفة أبعاد الشخصية لأول مرة وهذا الأمر إيجابي للغاية حتى في أداء هذه الشخصيات.
هناك الكثير من مسلسلات رمضان التي حصلت أحداثها في فترات زمنية سابقة، هل هذا التوازي صدفة أو مقصود؟
أعتقد أنها من قبيل الصدفة، خصوصا أن الأزمنة فاتت ومرت والأحداث مختلفة ومتغيرة ما بين عمل وآخر، وفي الوقت نفسه إقبال الدراما على مناقشة هذه الأحداث في أزمنة وسنوات ماضية، نابع من الحنين لهذا الزمن الذي يظهر بشكل مميز على الشاشة، وفي الوقت نفسه التشابه الوحيد والتماس يأتي من خلال مناقشة أحداث في أزمنة ماضية ولكن هناك تباين في هذه الأزمنة ويجب عدم إغفال هذا التفصيل.
كيف تنظرين الى قرار عرض "إختفاء" على فضائية "sbc" السعودية؟
أرى أن هذه الخطوة متعلقة بالإنفتاح الذي يحدث في السعودية من إنشاء دور عرض سينمائية الى إقامة حفلات غنائية هناك. أعتقد أن الأمر إيجابي ومهم.
وهل فعلا إعتذرتي عن المشاركة بمسلسل "الرحلة"؟
هذا غير صحيح ولم يُعرض عليّ العمل من الأساس كي أعتذر عنه، وهناك من قالوا إنه تم إستبعادي من العمل وهذا لم يحدث، كما أنني لم أكن لأُقدم مسلسلين في موسم واحد لشعوري بضرورة التركيز على مسلسل "إختفاء" فقط.
ألا ترين أن رفضك للظهور بأكثر من عمل في موسم واحد أمر سلبي في ظل ضرورة العودة بقوة الى الساحة الفنية؟
لم أغب عن الساحة إنما كنت أعمل بهدوء ومن خلال المشاركة في عمل كل عامين، ومن ثم لا أحب تشتيت نفسي على أكثر من جبهة على الرغم من أنني أتمنى الظهور بأعمال كثيرة ولكن هذا سيعود عليّ بإرهاق كبير.
تعودين الى السينما بفيلم روائي طويل ضمن السينما المستقلة يحمل إسم "بعلم الوصول".. فماذا عن تفاصيله؟
الفيلم يناقش قضية مهمة ومختلفة عما سبق تقديمه في السبنما ولكنني لا أستطيع الكشف عنها، كما أن موافقتي على المشاركة بهذا العمل حصلت منذ وقت طويل، كما أن دوري في العمل يحمل تفاصيل وابعاد جديدة وفيه مساحة تمثيل كبيرة، وإصرار المخرج وتمسكه الشديد بمشاركتي في العمل دفعانني الى قبول العمل أيضا، اضافة الى أنني أحب تقديم سينما من منظور جديد وبأفكار خارج الإطار.
ولكن تقديم فيلم سينمائي مستقل هل يدل على عرضه بمهرجانات سينمائية فقط؟
لا أعرف ذلك وهذا قرار المخرج والمنتج لأنهما أحق بهذ القرار، ولكن فكرة الفيلم المختلفة كما ذكرت، لا تجعل المؤشرات تذهب فقط باتجاه عرضه بالمهرجانات السينمائية ولكن عرضه بدور العرض السينمائية سيكون قرارا مناسبا أيضا.
وفي النهاية.. في ظل نجاحك الكبير وحضورك بأعمال هوليوودية، ماذا وراء عودتك الى الفن بمصر؟
ليست هناك أي أسباب سوى التواجد إلى جانب إبنتي والرغبة في الاهتمام بها ورعايتها، خصوصا أن شعوري بالأمومة كان من اللحظة الأولى وقررت عدم تأثير فني على ذلك، وفي الوقت نفسه رغبتي في تربية إبنتي في المجتمع المصري والنشأة في بلدها كانت ضرورية، ولكن وجودي في مصر لن يمنعني من إستكمال عملي في الأعمال الأميركية لأنني اذهب كثيرا الى هناك من أجل زوجي.