هي إمرأة المسافات البعيدة التي جسدت المشهدية بيراعها الخصب لتكون عنصرا هاما في صلب كتاباتها، وهي الروائية التي نزلت من قصور الخيال الى قعر الواقع وجعلت من ابطالها اناسا حقيقيين يعيشون في يومياتنا.
الكاتبة رولا بطرس سعد في روايتها الاخيرة " فستانها الاحمر" تفوقت على ذاتها ودخلت شارع الاحتراف .
هل الروائي هو ابن الممارسة والتقنية في اللغة ام انه ابن الفطرة؟
لا اعرف الاجابة على هذا السؤال لان الحالة التي مررت بها لا تشبه حالات الروائيين، فأنا بدأت في عمر متقدم وكانت بدايتي في الخواطر والوجدانيات، وتأخرت في اكتشاف موهبتي.
الم تكن موهبة الكتابة تراودك منذ مطلع العمر؟
ابدا، كانت الفكرة بعيدة عني كليا، كتبت لأول مرة بإيعاز وتحت إلحاح وطلب من شخص معين .
من هو هذا الرجل الذي جعل منك روائية؟
هو ابن عمي " انطوان بشارة " عندما كنت اخضع لعلاج بسبب اصابتي بمرض عضال، سألني اذا كان لدي حلم اود تحقيقه، ومن هنا حرّضني على الكتابة، فكانت المسألة مجرد تحدّ بيني وبين نفسي.
لأي مدى تعتبرين نفسك إمرأة التحدي؟
برافو عليك..هذه المسألة موجودة بشخصيتي، فأي شيء يعرض عليّ وأجد نفسي مقتنعة به اعتبره تحدياً بيني وبين نفسي.
رولا بطرس سعد تجيدين عدة لغات، لماذا إخترتِ العربية؟
بصراحة ترددت كثيرا قبل الكتابة بالعربية لكنني وجدتها الاقرب إليّ وهي مقروءة أكثر من غيرها، خصوصاً أنني كنت أمتلك مخزونا فائضاً منها.
لأي مدى مخزونك الثقافي ساهم بإثراء شخصيتك الروائية؟
بصراحة هذا المخزون ظل نائما حوالى 25 عاماً. فأنا كنت من عاشقات قراءة الروايات والكتب السياسية، ولم اكن على علم بأن هذا المخزون سوف ينفجر بهذا الشكل وهذه الخصوبة.
روايتك " خط أحمر "، حملت الكثير من الانتقاد من ناحية الجرأة في طرح الموضوع؟
صحيح، كانت جريئة جدا لانها ناقشت موضوع التعدي على الاطفال، واحداثها حقيقية وواقعية استوحيتها من قصة صديق تعرض لهذا الموقف من قبل صديق والده، ولمست المعاناة الصعبة التي مر بها.
إستعملت هذه الرواية كمرجع نفسي؟
صحيح، ونالت قسطاً وافراً من الانتشار. حتى ان الدكتور بيارو كرم الاختصاصي النفسي عاين بمضمونها الكثير من مرضاه.
في روايتك "فستانها الأحمر" اعتمدت على الخيال كثيرا؟
في هذه الرواية دمجت الخيال بالواقع مما خلق جوا من التشويق عند القارئ، فكانت الاحداث مترابطة والاسلوب متماسكاً، فأحيانا يضطر الروائي الى اللجوء الى الخيال في بعض الاماكن من روايته، وهذا واجب محتم.
هل لديك طقوس معينة اثناء الكتابة؟
(تضحك)، هل تصدق أنني اكتب اثناء الشرح لطلابي في الصف! لا لست من الروائيات الشاعرات اللواتي يمارسن طقوساً معينة اثناء الكتابة لان ذاكرتي مهيأة في كل حين للكتابة، ودائما تجد القرطاس والقلم في حقيبتي.
لديك طاقة خفية من التمرد في أسلوبك الروائي؟
ليس تمرداً، بل هي قدرة على الترويض خصوصاً للمواقف الصعبة التي تعتبر من أولويات المشهدية الدرامية.
هل شخصيتك الروائية تشبه شخصيتك الاعلامية؟
أبداً ومطلقاً، لانني خيالية جدا في الرواية، والمشهدية حاضرة في ذهني، بينما كمذيعة انا جدية وواقعية وموضوعية ألتزم بضوابط الاخلاق واحترام الضيف.
حدثيني عن برنامجك " تعا ننسى " على قناة مريم؟
هي دعوة لنسيان الضيف مجاله العملي المهني، والبحث والمناقشة في موضوعات بعيدة عن همومه المهنية. وضيوفي من أصحاب المقامات الرفيعة ومن مختلف مرافق الحياة.
هل ظلمتك الحياة أم أنك أنتِ من ظلمت نفسك؟
بصراحة الحياة هي من ظلمتني لأنني تربيت تربية صارمة، حتى أنني تزوجت من أول انسان دق بابنا.