كما كان متوقعاً، تزيّن الحي الثقافي كتارا، في العاصمة القطرية الدوحة يوم أول من أمس، بتحف موسيقية فنية غمرت أرجاء المكان بسحر آلة العود وأوتارها، فرددت أعمدة المكان الأثري الصدى وتوقفت عقارب الساعة عن الدوران ليقف الزمن مشدوهاً أمام براعة العزف وسلالة الألحان.
تحت شعار "الفارابي- المعلم الثاني"، وبحضور حشد كبير من الوزراء القطريين وسفراء الدول العربية والأجنبية في قطر، ونخبة من الفنانين ومحبّي الموسيقى والإبداع، شهدت دار الأوبرا في كتارا يوم أول من أمس حفل افتتاح مهرجان كتارا الثاني لآلة العود الذي يشارك فيه هذا العام عدد من أبرز العازفين وصنّاع العود في العالم، ومن 17 دولة من مختلف بقاع الأرض. تخللت الحفل كلمة للمدير العام للمؤسسة العام للحي الثقافي كتارا ورئيس المهرجان الدكتور خالد السليطي أعلن خلالها عن إنشاء مقرٍّ متخصص لآلة العود في كتارا، وذلك بهدف دعم هذه الآلة والحفاظ على تراثها الفني العريق. في حين، أكد مدير المهرجان، مدير إذاعة صوت الخليج الملحن محمد المرزوقي أنّ مهرجان كتارا لآلة العود يحتل اليوم مكانة مرموقة على خريطة الفنون الموسيقية العربية والدولية، ومنصة فنية يلتقي فيها كوكبة من أمهر عازفي وصنّاع العود، وهذا ما يشكّل فرصة استثنائية للتعارف وتبادل الخبرات وتقديم طرق إبداعية في العزف. كما تمّ عرض فيلم وثائقي قصير عن العالم والفيلسوف أبي نصر الفارابي يتضمّن سيرة حياته وأبرز مؤلفاته ونظرياته وفلسفته وإضافاته القيّمة في الموسيقى، وأبرزهاكتاب "الموسيقي الكبير". وقد شارك في حفل الافتتاح أيضاً العازف التركي الشهير محمد وفرقته الموسيقية وقدّم معزوفة خاصة بالمهرجان تحمل عنوان "موسيقى الفارابي"، وقد جمعت ما بين المقامات العربية والإيقاع التركي في خلطة موسيقية مدهشة مليئة بالإبداع والتميّز. واستكملت الأجواء الساحرة مع مجموعة من الفقرات الموسيقية شارك فيها كل من القطري عبد العزيز الهيدوس، محمد الماجري من تونس، نيقار بوبان من إيران، فرقة ببراير من اليونان، وفرقة أمير حداد من إسبانيا.
والجدير بالذكر، أن مهرجان كتارا الثاني لآلة العود سيتسمر لغاية الثامن من نيسان الحالي، وسيتمكن عشاق آلة العود خلال هذه الأيام من متابعة العديد من الفعاليات والندوات إلى جانب الحفلات الموسيقية التي تحتضنها دار الأوبرا ومسرح الفارابي.