بمناسبة الاحتفال بيوم الموسيقى العربية الدولي 2018، أحيت فرقة "بيت الموسيقى" في جمعيّة النّجدة الشّعبيّة اللّبنانيّة بقيادة الدّكتور هيّاف ياسين أمسية من التّقليد الموسيقيّ المشرقيّ العربيّ، على مسرح مركز الصّفديّ الثّقافيّ في طرابلس – لبنان، تميّزت بكثير من الجمال والاتّقان والحرفيّة.
فبدعوة من المجمع العربيّ للموسيقى (جامعة الدّول العربيّة)، والاتّحاد العربيّ للمرأة المتخصّصة وبالتّعاون مع بلديّة طرابلس، قدّم قرابة العشرين طفلًا ومراهقًا من "بيت الموسيقى" أمسية محترفة من تراث عصر النّهضة الموسيقيّ، على مختلف آلاتهم الجميلة من عود وبزق وسنطور وكمنجة وإيقاع... بالإضافة إلى ذلك النّمط من الغناء العربيّ الأصيل المتقن، الّذي أذهل جمهورًا غصّت بهم القاعة حتّى امتلأت كلّ الأماكن، فاضطّر بعضهم إلى البقاء واقفًا طيلة الأمسية على يمين ويسار المسرح وفي تلك المساحات الضّيّقة المتبقية...
وقد أظهر الجمهور الغفير تعطّشًا حقيقيًّا لعصر الطّرب والغناء المتقن، بدا من خلال تفاعلهم الواضح طيلة الحفلة، بتلك الصّرخات والآهات والتّصفيقات الّتي كانوا يقاطعون بها فواصل الأداء بشكل متكرّر.
ويُذكر أنّ فرقة "بيت الموسيقى" قد قامت بأداء سلسلة من الموشّحات الأصيلة كَـ "يا نحيف القوام" المجهول التّلحين من تراث عصر النّهضة، كما القصائد الصّوفيّة مثل "وحقّك أنت المنى والطّلب" بحسب أداء الشّيخ أبو العلا محمّد، وأدوار خالدة كدَوْر "أصل الغرام نظرة" لملحنّه محمّد عثمان (1855-1900)، بالإضافة إلى مواويل مصريّة قديمة مثل "اللّيل أهو طال" أو مواويل بغداديّة سبعويّة مثل "فتّح بخدّك ورود"، بالإضافة إلى موشّحات عصريّة مثل "الورد في وجنتيك" من ألحان د. هيّاف ياسين، بالإضافة إلى مختلف القوالب العزفيّة كالسّماعيّات والبشارف والتّقاسيم والتّحميلات والرّقصات.