إستحوذتفسير الأحلاممنذ القدم على إهتمام الناس بها على إختلاف مكانتهم السياسية والعلمية والسلطوية والفردية، فقد كان الكُهان والعرًافون يفسرونالأحلامويطابقونها مع ما يمكن أن يحدث في الدولة أو المجتمع أو مع الحاكم أو مع عامة الناس.

من يفسر الأحلام؟

هكذا قرأنا وسمعنا حكايات أسطورية قديمة توقف عليها حال الدولة مثلا في القيام بحرب ما أو خوض معركة أو التخلي عن المدينة التي يقطنونها خشية تعرضهم لنكسة حربية أو مرض معد أو جفاف وغيرها من الحكايات التي صح البعض منها أو لم يصح. ولاننسى أن الأحلام تكون إما بيضاء أو سوداء.

وتفسير الأحلامتمت مقاربته من زوايا مختلفة، منها عبر التنجيم وربط الحلم بما سيحدث في المستقبل ومنها جاء تفسيرها علمياً وفق علماء النفس ، وهناك تفسيرات دينية ارتبطت بأن الرؤيا من عند الله والحلم من الشيطان وتوسع المسلمون كثيراً في هذا المجال وكانت لهم العديد من الكتب التي تفسر الأحلام.

وقد يكون أرسطو أول من كتب عنالأحلامالشفافة وهيالأحلامالهادئة الجميلة التي لاتحتاج الى جهد لتفسيرها، فيما تكون أحيانا غير مفهومة أو تنذر بالخطر. ومن هنا لابد لنا من معرفة ما يمكن أن يدور بشأنتفسير الأحلامومعناها ومغزاها والى أي مدى قد تؤثر على الأنسان، إذ من الممكن أن يرى شخص حلما يغيًر مجرى حياته كليا، وقد يرى أشياء يعتقد أنها سترتبط بمصيره طوال حياته.

تفسير الأحلام وفق العلم

يعتبر كتاب «علم الأحلام» لمبتدع التحليل النفسي في الفكر العالمي، النمسوي سيغموند فرويد، واحداً من أشهر الكتب العلمية في تاريخ البشرية نشر في العام 1900 تحديداً، ويعد أولَ محاولة علمية لدراسةالحلمبصفته فعلاً نفسانياً، مرتبطاً بالحياة الواعية. وأكثر من هذا: أول محاولة للبرهان على صواب أن نكتشف «فيالحلمدلالة تسمح بالتأكيد على أن النوم ليس سوى استمرار لحياة اليقظة». ويرى الباحثون أن قيمة هذا العمل -حتى وإن كانت الدراسات العلمية اللاحقة عليه طوال القرن العشرين قد تجاوزته- إنما تأتي من «رفض اعتبار النوم مجرد ظاهرة فيزيائية بسيطة وعمياء».

يتضمن كتاب «علم الأحلام» في صفحاته الكثيرة أولاً، جزءاً تاريخياً يتعلق بدراسةالأحلام، وهو الجزء الذي لا تزال له كل أهميته حتى أيامنا هذه، والى هذا، يتضمن «تحليلاً للعناصر المكوّنة للحلم بأشكالها الأساسية البسيطة ولكن أيضاً بأشكالها المركبة، ثم نظرية حول تشكّلالحلموسيرورته والأسباب التي تحدده، وخصوصاً الدلالات التي يرتديها». ويرى فرويد، من خلال هذا كله أن الحلم إنما هو، في شكل جوهري، تمثيل للرغبة المتحققة:

يرى فرويد -ودائماً وفق دارسيه ومفسري أعماله، وهم كثر، لا سيما بالنسبة إلى كتابه الأشهر هذا، كثرة معارضي الكتاب وناقديه ورافضيه كلياً- أنالحلميمثل طبقات عدة، وللوصول إلى اللب يجب اجتياز الكثير من هذه الطبقات، ذلك أن تمثيل رغبة ما سرعان ما يتحول إلى رمز لرغبة أخرى ليست في حقيقتها سوى رمز لرغبة ثالثة، تتبعها رابعة وخامسة... وهكذا، حتى الوصول في نهاية الأمر إلى الرغبة الجوهرية المختبئة خلف رمزية الرغبات الأخرى جميعاً، وهي الرغبة الجنسية»

وقد ذكر الطبيب النفساني الهولندي فريدريك فان إيدن في كتابه الصادر عام 1913 عن وجود تسعة تعريفات واضحةللأحلامبما فيها العادية المألوفة والرمزية والقوية. وقد دوًن بضعة حالات من أحلامه الواضحة الخاصة به وهنالك خبراء مختصون بعالم الأحلام يعتقدون ان العقل الباطني يختزن حادثة ما تبقى حبيسة في دماغه لفترة طويلة حتى يكاد ينساها ثم تأتي على شكل حلم قوي التأثير في النفس تاركة حيرة وقلقا قد يدوم طويلا.

يقول الدكتور ماثيو والكر (مديرمختبر بحوث النوم والإضطرابات النفسية) نحن لسنا واثقون عما يحصل في الدماغ أثناء رؤية الحلم، ولكن الجزء الأمامي من الدماغ يتعامل مع العقل وإستنتج باحثون عديدون أنالأحلامتكون بمثابة علاج للكوابيس المتراكمة في العقل الباطني حيث يزيلها الحلم من داخل العقل الباطني كما لو يتخلص المرء من حمل ثقيل على كتفه. وأفضل مايمكنك فعله هو أن تتذكر بالكامل مارأيته في المنام،.

ويفضل العلماء والخبراء المختصون بعالمالأحلاموتأثيراتها النفسية، بأن يسعى الفرد بنفسه لطرد كل تفكير مؤذ للنفس والعقل والصحة بمجملها، وتجاوز المنغًصًات الحياتية ومحاولة التوجه الى سلوك آخر مثل الأستماع لبعض الموسيقى الهادئة وأخذ حمام فاتر والخروج الى متنزه قريب مع من تحب من الأصدقاء أو العائلة أو حتى مع أحد حيواناتك المفضلة، على أن تجنب نفسك الخوض بالتفكير بما يمكن أن يزعج العقل حتى تأتي النتيجة كما تحب. وفي كل الأحوال تبقى الأحلام عالما واسعا قد يكون مجهول العوالم أو غير مفهوم تماما ولكنه أحيانا يعكس حالة حقيقية للفرد بدون إرادة منه، فنم عزيزي القارئ قرير العين وتذكر أن الخالق معك في اليقظة والمنام.

أشهر مفسري الأحلام

تؤكد دراسة ابن خلدون أن علم تعبير الرؤيا كثير التناقل؛ "وكان محمد بن سيرين فيه (في ذلك العِلم) من أشهر العلماء و هو " أبوبكر محمد بن سيرين البصري التابعي الكبير " و الذي اشتهر بالورع و هو امام فى التفسير و الحديث و الفقه و تعبير الرؤيا و اتصل بمجموعة من الصحابة منهم زيد بن ثابت , انس بن مالك , ابو هريرة , عبد الله بن الزبير , عبد الله بن عباس , عبد الله بن عمر , و توفي في عام 110 هجريا .

2- النابلسي : هو عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي و هو احد علماء الدين و الادب ولد و عاش فى دمشق من العام 1641 م الى 1730 م .

3 - الظاهري : هو خليل بن شاهين الظاهري درس الحديث ي مصر و هو من مواليد القدس عام 1410 م و توفى عام 1468 م فى طرابلس و له مجموعة من المؤلفات فى تفسير الاحلام و من اشهرها " الإشارات إلى علم العبارات " .

4- ميللر : هو غوستااف هندمان ميللر عالم نفس ألماني ولد عام 1857م وتوفي عام 1929م