تتألف المالديف، ويطلق عليها كذلك اسمجزر المالديف، من سلسلة مزدوجة من ست وعشرين جزيرة مرجانية في المحيط الهندي، باتجاه شمال جنوب، وتقع على بعد نحو 700 كيلومترا (430 ميل) جنوب غرب سريلانكا، و400 كيلومترا (250 ميل) جنوب غرب الهند.
تتسمجزر المالديفبأنها من أكثر المناطق الجغرافية انتشارا في العالم وهي أصغر دولة آسيوية، من حيث عدد السكان والمساحة البرية. وهي المكان الاكثر انخفاضا على وجه الارض، كما أن أكثر من 80% من أراضي البلاد مؤلفة من الجزر المرجانية التي ترتفع أقل من متر واحد فوق مستوى سطح البحر. ويتألف الحيد من المخلفات المرجانية والمرجان الحي. ويعمل ذلك كحاجز طبيعي في وجه البحر، مشكّلاً البحيرات.
المالديف مقصد السياح
مدينة ماليه ،هي عاصمة مالديف وأكبر مدينة وعاصمة البلاد والميناء الرئيسي. تشغل مساحة صغيرة ولكنها فريدة وتشبه المدن الكبيرة لما تتميز به من نظافة وترتيب ونظام، تكثر فيها المساجد، والأسواق، تتخللها شوارع صغيرة متشابكة تبدو كالمتاهة لمن لا يعرفها الأمر الذي له سحره الخاص، جزيرة ماليه يبلغ طولها 2 كيلومتر وعرضها 1 كيلومتر وحدودها مكتظة بالابنية، وعدد سكانها حوالي 65,000، لكن مع العمّال الأجانب والسياح، يصل تعدادهم إلى 100,000 شخص.
جزيرة أدو المرجانية أو مدينة أدو، هي ثاني مدن المالديف، ويمثل مصيفها أفضل مكان ينطلق منه السياح لزيارة بقية جزر المالديف وسكان الجزيرة يسمون "أدو" وهم مستقلون جداً، ويتكلّمون لغة مختلفة عن سكان العاصمة وحاولوا مرة الانفصال من الجمهورية. لعبت بريطانيا دوراً كبيراً في تغيير شكل المدينة وذلك بعد أن اتخذتها قاعدة حربية لها ابان الحرب العالمية الثانية، وفي سنة 1956 انشأت فيها بريطانيا قاعدة جوية، وذلك خلال الحرب الباردة، هذه العوامل اكسبت المدينة الشكل الحديث الذي تبدو عليه الآن.
الأنظمة البيئية لجزر المالديف
تعتبر مياه المالديف موئلا للعديد من الأنظمة البيئية، لكنها تعرف كثيرا بتنوع شعابها المرجانية زاهية الألوان، ويقطن فيها أكثر من 1100 نوع من السمك، 5 أنواع من السلاحف البحرية، 21 نوع من الحيتان والدلافين، 187 نوع من المرجان، 400 نوع من الرخويات و83 نوعاً من شوكيات الجلد، كما تعيش فيها العديد من أنواع القشريات.
هذه البيئة الفريدة تجعل منها مركز جذب للزوار من كافة أنحاء العالم، حيث تتركز السياحة في جزر المالديف حول استكشاف روائعها البيئية العديدة أو الاستمتاع في أحد منتجعاتها السياحية الفخمة على شواطئ المحيط الهندي.
ثقافة المالديف وتقاليدها
تعد الهوية المالديفية مزيجا من الثقافات التي تجسد الشعوب التي استقرت على هذه الجزر، تعززها الديانة واللغة. ويسود الاعتقاد ان المستوطنين الأوائل من جنوب الهند وسريلانكا. وهم يرتبطون لغويا وعرقيا بشعوب شبه القارة الهندية، ويُعرفون عرقيا بديفيس.
ويتضح تأثر الثقافة المالديفية بالقرب الجغرافي من سريلانكا وجنوب الهند. اللغة الرسمية الشائعة هي ديفيهي، وهي لغة هندو أوروبية تتشابه مع "إيلو"، اللغة السنهالية القديمة.
بعد الحقبة البوذية الطويلة من التاريخ المالديفي، أدخل التجار المسلمون الإسلام الى البلاد، وتحول المالديفيون إلى الإسلام في منتصف القرن الثاني عشر. ومنذ القرن الثاني عشر ميلاديا، تأثرت ثقافة ولغة البلاد بالمنطقة العربية بسبب التحول إلى الإسلام وموقعها كتقاطع طرق وسط المحيط الهندي و كان ذلك بسبب التاريخ التجاري الطويل بين الشرق الأقصى والشرق الأوسط.