لاشكّ في أن السينما اللبنانية تنطلق اليوم بزخمٍ كبير، حيث نجد العديد من الأعمال التي تتنوع في موضوعاتها وصورتها.
ولاشكّ في أن السينما اللبنانية تستقطب اليوم أمرين مهمين، الجمهور بهدف إعادة ثقته بالأفلام اللبنانية من حيث القصة ومن حيث التقنيات ومن حيث الممثلين.
والأمر الثاني والذي يتّسم بالكثير من الأهمية، هو وضع السينما اللبنانية على خارطة السينما العربية والعالمية أيضاً، من خلال إستقطابها لعدد من الأسماء العربية اللامعة التي تلعب أدوارا مهمة في الأعمال اللبنانية.
وبالنسبة للفيلم الذي نحن بصدد الحديث عنه وهو فيلم " نار من نار "، فإن ما يميّزه هو البراعة في نقل مشاعر تتصف بالجياشة والتي تدور في فلك الصداقة والحب والخيانة والحرب والهجرة والسينما بجوّ من الهدوء يجعلك تتسمر أمام الشاشة في إنتظار النهاية.
الفيلم الذي كتب قصته وأخرجها المخرج اللبناني جورج هاشم، تتناول علاقة صداقة قويّة جمعت أندريه ووليد إبّان الحرب اللبنانية، إجتمعا قبل أن يفترقا بسبب الحرب على حب إمرأة واحدة تدعى "أميرة"، تخون زوجها أندريه مع صديقه وليد.
لم يكن حب إمرأة واحدة هو فقط ما جمع أندريه ووليد، بل شغفهما بالسينما فناً طمحا إلى مزاولته.
لقاء غير محسوب العواقب، هكذا يمكننا توصيف لقاء أندريه ووليد بعد سنوات طويلة من الفراق، لقاء كشف الحقيقة، حقيقة خيانة الصديق لصديقه مع زوجته، والتي هي القصة التي سردها أندريه في فيلمه الأول، من دون أن يدري أن وليد سيكون حاضراً في العرض الأول للفيلم.
لقاء كانت عواقبه كبيرة، لم تقربهما بل فرقتهما من جديد وإلى الأبد.
وعلى هامش العرض الصحفي للفيلم، كان لموقعنا هذا اللقاء مع المخرج جورج هاشم:
ما هي الرسالة التي تودون إيصالها من خلال هذا الفيلم؟
أولاً تكمن الرسالة في تعاطي الفيلم بجانب من جوانبه بالسينما فهو بعيد كثيراً عن الأهداف المباشرة وليس هناك من هدف واحد أو أساسي ودائماً في بداية فيلم أو كتابة قصة يكون الامر مغامرة وهي عملية تتعاطى أكثر مع لاوعي الكاتب.
الفيلم بحد ذاته سرد قصة بشكل جدي وعميق ونقلها إلى الناس والذي هو بحد ذاته عملية شاقة ومحفز ودافع كافي يجعل الفيلم وسيلة لتمرير فكرة معينة.
كيف تصف تجربة التصوير بين لبنان وفرنسا؟
بما أن الفيلم تدور احداثه في مكانين وزمنين مختلفين، فمن الطبيعي ان يُصوّر في مكانين، وفي الفيلم هما لبنان وفرنسا. إنتاجياً من الطبيعي أنه عندما يكون الشخص في بلده يكون التصوير مبدئيا أسهل، الا انه يصطدم ببعض المشاكل وخصوصا في التصوير الخارجي كوننا لسنا بلدا انتاجيا، أما في باريس فيكون الأمر من هذه الناحية أسهل خصوصا لأنها مدينة كبيرة، ولكن بمجرد أن يكون لديك إذن بالتصوير الخارجي الجميع يحترمون ذلك لأن لديهم عادةً سينما وتصوير وهم معتادون على هذا الامر، علما أن تكلفة الإنتاج هنا تكون أكبر.
ما هي توقعاتكم للفيلم؟
أصابع اليد خمسة وكلها مختلفة، وكذلك لكل فيلم جمهوره وأتوقع اذا نقلت وسائل الإتصال والإعلام الصورة الصحيحة عن الفيلم ان الجمهور سيتلاقى معه وهذا كافي.
الفيلم من بطولة الممثلين اللبنانيين رودريغ سليمان، وجدي معوض، فادي أبي سمرا ورامي نيحاوي، وتشاركهم الممثلة الجزائرية عديلة بن ديمراد.
وهو كان قد بدأ تصويره عام 2012 وكان العرض الأول العالمي له في العام الماضي ضمن "مسابقة المهر للفيلم الطويل" في مهرجان دبي السينمائي الدولي بدورته الـ13.
ومن المنتظر طرحه في دور السينما اللبنانية بدءاً من 11 كانون الثاني/يناير 2018.