في وقت يقتل فيه الأطفال من دون سبب، ويقتل فيه ربّ منزل لأنّه حاول أن يؤمّن رغيف الخبز لعائلته ، وتدمّر فيه أسقف منازل أناس تشرّدوا لأنّهم لا يمتلكون السلطة أو المال، وفي زمن تخطف فيه حياة الشباب وأصوات الأحرار.. أهو حقّ أم ذنب إذا طالبنا بحقّ حيوانات لا ذنب لها؟
مشهد الكلاب المقتولة في منطقة الغبيري لا يعكس سوى تصرّف أشرار زعجهم نباح الكلاب، وكأنّ صوت النباح أخفّ من أصوات ضمائرهم الّتي ستؤلمهم بعد هذا التصرّف، خصوصاً بعدما تمتزج تلك الأصوات مع آلاف الأصوات الّتي ناشدت بحقّها يوماً .. فمشهد الكلاب وهي تطلق أنفاسها الأخيرة لا يغيب عن ذاكرة المُشاهد الّذي ضاقت أنفاسه وهو ينطق أحرف العدالة بصعوبة.
فكثر هم الّذين رفعوا لافتات الإنسانية ورحمتها، وكثر هم الذين عارضوا هذا التصرّف الإجرامي، رافعين أصواتهم بوجه كل مسؤول، وكل جهة لم تتخذ التدابير اللازمة بحق مرتكبيها. وربّما العتب الأكبر ليس على أبطال الجريمة، وإنّما على البيئة الّتي رسخت معتقداتهم الخاطئة، ولم تقل لهم إنّ في هذه الحياة كائنات بريئة تستحق العيش بكرامة.
ربّما الحيوانات لا تمتلك عقولاً تسمح لهم بأن تفكر بكل خطوة تقوم بها، لكنّ الدموع الّتي ذرفت من أعين كلاب لفظت أنفاسها الأخيرة بعدما مزج أبطال هذه الجريمة السمّ بطعامها.
ولأنّ الحق لا يتحقق إلا عندما ترفع أصوات مؤيديه بوجه كل ظالم، توحّدت أصوات الشعب، وأصوات أصحاب الضمائر الحيّة.. لتكون أبرز هذه الأصوات، تلك الفنية الّتي علت من على منابر مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرز هذه الشخصيات، كانت الفنانة إليسا، الّتي لاحظنا مشاركتها الدائمة لمنشورات تضامن مع هذه القضية، الممثل جوليان فرحات، الذي كان من أول المعلّقين على هذا الموضوع، إذ نشر فيديو له وهو يخاطب "بلدية الإجرام" بحسب قوله، والممثل طارق سويد وغيرهم من الوجوه الفنية والإعلامية.
فإلى متى ستبقى أنانية العيش والراحة مسيطرة على بعض القلوب؟