باليوم الّذي ولد فيه يسوع المسيح، ما أجمل أن تجتمع الديانات، تحت شعار المحبّة والسلام. نعم، أتحدّث عن يسوع المسيح الّذي يؤمن فيه الدين الإسلامي ويسميه "النبي عيسى"، والذي هو الإله المتجسد في الدين المسيحي.
فبالرغم من وجود بعض المصطلحات التي تميّز الديانتين، إلاّ أنّ الاحترام لا يخلو من اللافتات الّتي تُرفع مطالبة بعدم تفريقنا بسبب اختلاف معتقداتنا الدينية.
وعلى سيرة الاحترام، أكثر ما لفتني خلال مواكبتي لأخبار الفنّانين والفنّانات هو صورة الفنانة اللبنانية كارول سماحة الّتي نشرتها على إحدى صفحاتها الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي ترتدي الأزياء الميلادية، والتي علّقت عليها الفنانة السورية أصالة، آخذة بتعليقها نحو الجانب الإسلامي، قائلة " كل سنة والدنيا بسلام بعيد رسول المحبة والسلام".
التعليق قد يكون بسيطاً، ولكن أن تعلّق أصالة عليه بالطريقة الّتي تؤمن بها، هو الّذي أظهر وجود عقول تحترم بعضها، ووجود أصوات تتعالى بوجه كل من أراد تفريق الديانات.
دائماً نفرح عندما نلتقط صورة الجامع إلى جانب الكنيسة، ونحترم صورة الصليب مع الهلال سوياً، ونفرح أكثر عندما نرى شخصيتين من أهم الشخصيات اللواتي يمتلكن أرقاما جماهيرية كبيرة، أن تكونا بهذا الوعي.
فكم نحن بحاجة إلى أن نتميّز بمعتقداتنا الدينية، ونبقى على خط الاحترام. لأستذكر منها قصيدة "أنت وأنا"، فأنت إنسان وإنسان أنا.. لماذا نحن خصمان هنا". فكم يكون الإنسان تافهاً عندما يهاجم أخاه الإنسان بسبب أفكار تختلف عن أفكاره، وكم هو جميل أن يحترم البشر بعضهم مهما اختلفت ألوانهم، أجناسهم، ودياناتهم. فقد حان الوقت أن تتوحّد الأصوات، وأن تصافح الأيدي بعضها، ويعايد الأفراد أخوتهم بالإنسانية بمناسبة كل فرحة تسعدهم.