هي تلك الجميلة التي تطلّ على طلابها برونق الاضواء و صلابة خشبة المسرح، هي المعلّمة بما تحمل الكلمة من معنييّن، معلمة الصف التي تُعطي الدروس بشغفٍ شيكسبيري وذكاءٍ موليريّ ، وهي المعلمّة التي تعلّم في الوجدان كبصمة حبٍ لا تزوّر ولا تُمحى. "مريم حموّد" كم تُشبهُ مهنتها، عدسة تلتقط الحركات و المشاعر، تعرف الإبتسامة و تتضامن مع الدمعة الصادقة، يليقُ بها المسرح، تُغرم بها الكاميرات، ينساب حبر القلم عشقاً بين يديها، و تلازم المهنيّة إلى حدّ الوحدة، أميرة الجامعة، هكذا عُرفت ، هكذا كانت دائماً على وعد محبة الطلاب. مريم، لم تكتف بحدود حريّة الفن و الإخراج، أرادت أن تُطلق إلى أكثر الأماكن لا نهائية ، إلى حيث الأرواح حُرّةٌ حُرّة إلى هناك، مكانُ اللاأمكنة و زمان كل الأزمنة، تعيشُ طليقة الفكر بجرأة الإبداع. "الصبيّة" التي أخذها الموت من محبيها، لم ترحل سوى بالفاني، بجسدٍ يعيشُ على توقيتٍ أرضيّ مهما طال فهو بغمضة عين و خفقة قلب، أما الباقي فهو هنا، بالوفاء، بالإبتسامة الزهريّة المرسومة بفخر المشاعر، بسلام الصحُبة ، و مقعد العشاق، بشمعةٍ مندورة و صلاةِ مشتاق.
و لأن الوفاء هو الخالد السرمدي الأكبر، أقام قسم الفنون و التواصل في الجامعة اللبنانيّة الدوليّة في بيروت، بحضور نائب رئيس الجامعة الدكتور علي طربيه و المخرج المسرحي المعروف روجيه عساف ، أقامت حفلاً تكريمياً لذكراها، بحيث تمّ عرض أهمّ أعمالها المسرحيّة و السينمائية . كما قدّم الطلاب مشهداً مسرحياً تخليداً لها . وبعد أن القت شقيقتها "ربيعة حموّد" كلمة العائلة، و بمبادرة رائعة من الجامعة، تمّت تسميّة قائعة صفوف المسرح في الجامعة بإسم "قاعة مريم حمود".
كم يليقُ بها الوفاء، و كم ستحفظها الذكرى.