أكد "مهرجان دبي السينمائي الدولي" مشاركة 14 فيلماً في مسابقة "المهر الخليجي القصير"، خلال دورة المهرجان الرابعة عشرة (6-13 ديسمبر).
وتُضاف الأفلام الستة الجديدة إلى المجموعة الأولى من الأفلام التي أُعلن عنها في وقتٍ سابق، لتُبهر الجمهور بأفلامٍ قصيرة آسرة ومؤثرة من منطقة الخليج.
ومنذ انطلاقتها، عملت مسابقة "المهر الخليجي القصير"، إحدى فئات جوائز "المهر"، محفّزاً لإنشاء سينما مميّزة في المنطقة، وذلك من خلال توفير منصة لعرض الأعمال المشاركة على جمهورٍ عالمي. وتغطي الأفلام المشاركة هذا العام مواضيع متنوعة مثل الحب والكبرياء والخوف والأمل، لتقدم أعمالاً غنية باختلافاتٍ ثقافية ومنظوراتٍ عميقة ومتنوعة.
نبدأ أفلام المجموعة الثانية من الأفلام المشاركة مع فيلم "لغة" للروائي والمخرج ورسّام التحريك العراقي مرتضى کزار، في عرض عالمي أول. يحلّل فيلم التحريك هذا الطريقة التي تغيّر فيها الحروب منظور البشر، مصوّراً شاباً أطلق عليه من هم حوله بـ "حَكَمْ الكفيف"؛ يعيش في بغداد ويقضي نهاره على أسطح المباني، مُصغياً إلى أصوات المدينة. ينجو "حكم الكفيف" من عشرات الانفجارات ليقرّر اكتشافَ لغة جديدة للتواصل مع العالم، محولاً ماكنة الخياطة لتصبح آلة للطباعة بلغة المكفوفين المعروف بـ "لغة برايل".
وبعد النجاح الذي حققه فيلمها "السحور الأخير" تعرض المخرجة المغربية/السعودية هناء صالح الفاسي فيلمها "حلاوة"، الحاصل على منحة برنامج "إنجاز"، في عرضه العالمي الأول. يصور العمل فتاة مسلمة تقرر إخفاء وصولها إلى سن البلوغ عن عائلتها المحافظة لتتجنب ارتداء الحجاب. من جهة أخرى، تواجه مشادة مع زميلة مشاغبة في المدرسة، لتكتشف أن زميلتها تتعرض إلى تعنيف من والدها.
وفي عرض عالمي أول أيضاً، يشارك المخرج والكاتب والممثل الكويتي أحمد إيراج بفيلمه "حاتم صديق جاسم"، حيث ينقلنا إلى مدينة الكويت متحدثاً عن شاب كويتي اسمه جاسم ينتظر صديقه المصري حاتم في المطار. يصل حاتم متشوقاً إلى الكويت، كونه عاش وترعرع فيها هو وأُسرته لسنين طويلة ثم غادرها، ويزورها كلما سنحت الفرصة. الصداقة التي تربط الشابّين يمكن أن تُعتبر مثالاً يُحتذى، ولكن حادث سير إعتيادي على الطريق سيغيّر مجريات الأمور لنواجه مشهداً يلخص خلافات شعوب المنطقة. يشارك في التمثيل رانيا شهاب.
ومن الكويت أيضاً يقدّم المخرج مساعد خالد فيلمه القصير الرابع "سارونه"، في عرضه العالمي الأول. يروي الفيلم قصة سارة، طفلة في السادسة من العمر، تحاول الهروب من بيتها بعد أن ترزق عائلتها بطفلة.
ويشارك للمرة الأولى في المهرجان، المخرج العراقي/البلجيكي ضياء جودة مع فيلمه القصير «سبيّة» في عرضه العالمي الأول، والحاصل على منحة برنامج "إنجاز"؛ ففي الوقت الذي لم يكن العالم يعرف الكثير عن الأيزيديين، وهم أقلية دينية تسكن مناطق في شمال العراق منذ مئات السنين، قام تنظيم "داعش" الإرهابي المتشدّد في شهر حزيران 2014 باحتلال مدينة الموصل العراقية، التي يعيش فيها غالبية الأيزيديّين، مستبيحاً العرض والأرض والدم وأماكن العبادة المختلفة في واحدة من أكثر المشاهد قسوة في تاريخ البشرية.
يروي "سبيّة" حكاية امرأة تعيش على سفح جبل في شمال العراق برفقة ابنتها الوحيدة، بعد أن خرج زوجها مع رجال آخرين لقتال الجماعات الإرهابية. وفي حين قررت عائلاتٍ أخرى النزوح إلى أماكن أكثر أمناً، فضلت هذه السيدة البقاء والصمود في منزلها، فأحياناً يفضل الإنسان الموت بعزة وكرامة على أن يعيش غريباً، عبداً ذليلا أو سبيّة.
وينضم المخرج السعودي مُجتبى سعيد، إلى المهرجان ليعرض فيلمه الثاني "الظلام هو لون أيضاً" في عرضه العالمي الأول. يسلّط الفيلم الضوء على الصياد العجوز "هورست" (85 عاماً) الذي يعجز عن الاعتراف بتقدّمه في السن، ويسعى إلى الهيمنة على غابته، إلاّ أنّه ينهزم بمواجهة الطبيعة ومنطق الزمن. يعود "هورست" إلى الغابة ليُهمين عليها من جديد، فيجد نفسه حبيساً في شَرَكِها، وتبدأ حدود قدراته الجسدية بالتضاؤل أمام جبروت المكان اللامتناهي ليضيع مرتبكاً في عالم يلفّه الظلام.
ودعا مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي، الجمهور إلى متابعة عروض الأفلام المشاركة في "مسابقة المهر الخليجي القصير" لما يتمتع به مخرجوها من موهبة وإبداع، وأضاف "تمثّل الأفلام القصيرة ومقاييسها الفريدة منصة لعرض الإعمال المميّزة والتي ستأسر جمهور المهرجان من هنا أدعو الجميع إلى متابعتها."
من جهته، قال "صلاح سرميني"، مبرمج الأفلام القصيرة في المهرجان، "تقدم مسابقة المهر الخليجي القصير منبراً فريداً، يستطيع من خلاله صانعي الأفلام نقل أعمالهم إلى العالمية. منذ انطلاق مسابقة "المهر الخليجي القصير" قبل ثلاثة أعوام، شهدنا نجوماً مبدعين تشاركوا موهبتهم وأعمالهم الفريدة مع جمهور المهرجان. ولا يختلف هذا العام عمّا قبله، كوننا سنشهد أعمالآً قصيرة مشاركة بقصص متميزة وبإبتكار ملحوظ."