يقول البعض إن اللغة العربية هي أقرب اللغات إلى "اللغة السامية الأم"، وذلك لأنها احتفظت بعناصر قديمة أكثر من أي لغة سامية أخرى.
ومع اقتراب اليوم العالمي للغة العربية الذي يحتفل به في 18 كانون الأول لا بد من تسليط الضوء على ما يواجهه المجتمع اليوم من مشاكل لغوية، فكان لموقعنا حديث مع الاعلامي والاستاذ الجامعي بسام براك.
استاذ بسام، كونك مدرب القاء في مؤسسات اعلامية، كيف تصف اليوم الالقاء في هذه المؤسسات؟
لا رقابة اليوم على المؤسسات الاعلامية. والمذيعون والمذيعات لا يتمتعون بهذه الرقابة، لأن الاهمية أصبحت للسرعة. اليوم اصبحنا نتوجه الى الاعلام الاكتروني أكثر من التلفزيون والراديو.
اذاً هل باستطاعتنا أن نعتبر أنّ اللغة العربية تنحدر اليوم؟
اللغة لا تنحدر، انما الناس هم الذين ينحدرون ، اللغة موجودة لكن الاعلام هو الذي تغير ووظيفته تغيرت ، البارحة كانت الاهمية للغة، واليوم الاهمية باتت للسرعة. وخير دليل على ذلك وجود الكلمات المقتضبة، الاهمية للصورة، لقطات الفيديو من دون التعليقات، استخدامنا الاحرف اللاتينية...السرعة حجبت اللغة، وهما لا يلتقيان.
بإعتبارك استاذا جامعيا، هل تعتبر أنّ الحق يقع على الجامعات ؟ وما هي الاقتراحات اللازمة للتغيير؟
الجامعات تقوم بدورها البديهي ولا تقصّر. ولكن عليها أن ترفع نسبة العلامة للغة العربية "أي القيام بالمفاضلة"، ليشعر الطالب بدوره أنه أمام استحقاق. أما في ما يتعلق بموضوع الاساتذة والدكاترة، فهم أيضاً يدخلون في العالم الرقمي "وما عاد عندن القدرة إنن يوظفوا لغتن". ونحن للاسف في دوامة الافتقاد الى اللغة العربية.
كيف تصف المواقع الاعلامية اليوم؟
المواقع الاعلامية باتت تعاني من مشاكل بسبب هاجس السرعة، وأصبح العمل فيها بعيداً عن العمل التلفزيوني والاذاعي.
لكن هل يمكننا أن نشمل؟ أليست بعض المواقع لها تاريخها، وتعمل جيّداً على مدار الساعة مع المدققين المحترفين؟
حتّى المدقق بات يعاني من مشكلة التدقيق، لأن الامور تغيرت ، وأنا أحزن على ما نحن عليه اليوم.
ما رأيك بالتقارير التلفزيونية التي يبثّ بعض منها على شاشاتنا اليوم باللهجة العامية؟
لست متعصباً لهذا الحد، ولكن للأسف الاعلامي اليوم لا يعاني من مشاكل اللغة فقط، ولكن من مشاكل نطق، ولهجات مناطقية. وعلينا تسليط الضوء على هذا الموضوع ، و أخيراً أقول من يدرك الفصحى، يدرك العامية.