ملاّح الاغنية الشرقية الموسيقار نور الملاح رائد من رواد صناعة الاغاني وصاحب الجملة المميزة في عالم الموسيقى .
تمايزت الحانه بنمطية خاصة سواء من ناحية المقدمة الموسيقية او الجملة فيها، وهذا التمايز دفع بالعديد من نجوم الفن الجميل للتهاتف على الحانه.
قليل الاطلالات الاعلامية، بعيد منذ فترة عن الساحة الفنية، ساكن في صومعته منعزل في صياغة الحان جديدة . لقب بالطرزي اي حائك الهوية الفنية لاي فنان يقصده . موقعنا تَرصّد مكان اقامته وعاد بهذا اللقاء المميز.
هل انتهى عصر نور الملاح الفني اليوم؟
عصر نور الملاح الفني اصبح تاريخا وذاكرة لان مجمل الاغاني التي لحّنتها مازالت موجودة حتى اليوم ومازال الجيل الجديد يردد "حلف القمر" و"وعم يسألوني عليك الناس" و " شمس المغارب " وغيرها من الاغاني .
لماذا أُبعد نور الملاح عن الساحة الغنائية ؟
لست مبعدا لاننا نحن صناع هذا الكار، ولكن غياب الكبار ورحيلهم واحتجاب الموجودين اطال الله باعمارهم، أثّر على الساحة الغنائية وخلق هذه الفوضى العارمة في شوارعها.
برأيك، الى اين تتجه الاغنية الشرقية عموما ؟
فقدت الاغنية الشرقية هويتها بظل التعريب والانصياع وراء الانماط الغربية، للاسف الشديد هذه الاغنية ماضية الى زوال اكيد.
كثيرون من عمالقة الفن الجميل يتقدمهم الموسيقار محمد عبد الوهاب اخذوا عن الغرب في موسيقاهم؟
صحيح، حتى الرحابنة ترجموا بعض الاعمال الموسيقية الغربية الى العربية وانما اضافوا اليها الاستقلالية، وصبغوها بالروح الشرقية، وكانت خِياراتهم للاعمال الفنية الغربية القيمة.
انت مع التزاوج الفني ما بين الغرب والشرق موسيقيا؟
الموسيقى لا تعرف الجنسيات، وهذا التزاوج يضفي حالة من الخصوبة ان عرفنا توظيفه في مكانه الصحيح.
تعاونت مع ماجدة الرومي بالعديد من الاعمال وكنت اول من واكبها في بدايتها الفنية، ماذا تقول عنها؟
ماجدة الرومي فنانة ذكية جدا ترعرعت في بيت الفنان حليم الرومي الذي اطلق اسم فيروز على الفنانة نهاد حداد. ماجدة لا تدخل في لعبة الالوان الغنائية لانها تدرك تماما مساحة هويتها الفنية، وانا سعيد بأني اول من تعاون معها وأعطاها هوية فنية مستقلة.
ماجدة الرومي خليفة "الست" فيروز؟
المقارنة بينهما فيها الكثير من الاجحاف لسبب ان الست فيروز انطلقت في زمن مختلف عن زمن ماجدة وبالتالي عايشت اجيالا متلاحقة، بينما ماجدة ما زال امامها الكثير من الفرص لتعطيها. اما من ناحية الصوت فكل منهما لها مزايا موسيقية مختلفة عن الاخرى، ولكن كلتاهما من الاصوات العريقة في عالمنا العربي.
برأيك، فنانو اليوم اكثر حظا من فناني الامس؟
اي فن تحدثني عنه اليوم ومطربوه مجرد عاملون مثل العمال بأية صنعة همّهم الوحيد جمع المال والثروات .الله يرحم الفن وزمانو، "اليوم عنا تجار بالفن". الاغنية الشرقية فقدت قبطانها واصبحت مجرد ريشة في مهب الريح.
كيف تشبه الساحة الفنية الغنائية اليوم ؟
اصبحت الساحة الفنية بالعموم " شي تكتك شي تيعا" والفنان الناجح هو من يجيد لعبة التجارة . ساحة مليئة بالمافيات والتفاهات والفن المبتذل...وهذه الصورة تنبطق على حال الفن في العالم العربي كله.
هل تعتبر ان حقوق نور الملاح مهدورة في الوسط الفني؟
انا كفنان مظلوم اعلاميا، لكنني محظوظ فنيا لان اعمالي اثبتت ذاتها على الساحة الغنائية . بصراحة كنت طوال عمري على عداء مع الصحافة المزيفة لانني لم أنصع الى العاملين فيها، ولكن بالمقابل، عندي صداقات مع اعلاميين يُقدّرون فني ولهم وزنهم على الساحة . انا وبصدق لا انتظر شيئا اليوم بالرغم من عتبي على القيّمين على الفن واولهم وزارة الثقافة ومتأكد بان اعمالي سوف تبقى للتاريخ حتى بعد رحيلي لان من يزرع الحب لا يحصد الا الفرح.
كيف تفسّر غياب الفنانة ميشلين خليفة؟ وما سبب هذا الغياب؟
اولا هذا الزمن ليس زمنها، لانه زمن الاصوات الصغيرة، وثانيا لان ميشلين هي نفسها فضّلت الابتعاد حتى لا تدخل في معمعة الشارع الغنائي .انا قدمت لها اغنية "انا عارفة " وما زالت هذه الاغنية مطلوبة حتى يومنا هذا . الاغنية الجيدة تثبت استمراريتها بفضل مهارة مؤلفها.
كيف ينظر الموسيقار اليوم نور الملاح لصوت جورج وسوف؟
للاسف اليوم يشتغلون على اسم جورج وسوف اكثر من صوته لانه من الاسماء الكبيرة، أطال الله بعمره .
تقصد بأنهم يستغلون شهرته واسمه؟
لن اعلّق على هذا السؤال لاسباب فنية احتفظ بها، انما اعود واقول لك صوت جورج وسوف من الاصوات الكبيرة بالوطن العربي التي تحتاج الى خصوصية بالتعاون معها فنيا.
هل ما زالت علاقتك بالوسوف جيدة؟
علاقتي به صداقة قديمة تجلّت باحلى الالحان والاغاني، تشوبها بين الحين والاخر اجواء من التوتر. انما والحمد لله اعترافاته بقيمة وجودة اعمالي شهادة اعتز بها . كلّفني منذ فترة باعداد بعض الالحان له وانا على بيّنة واستعداد لهذه المهمة، لانني وإياه من الممكن ان نقلب الموازين في الشارع الغنائي، بهذه العودة.
تعترف دوما بان احتجاب ربيع الخولي خسارة للفن؟
هذا الصوت هو خسارة كبيرة للفن لانه من اروع الاصوات التي كانت ستسجل علامة في عالم الغناء، انما الدعوة الدينية اخذته الى الكنيسة وهذا شأن عظيم جدا. ان معظم الاصوات الجميلة في الزمن الفني الجميل اعطت الدين من مختلف الطوائف ابتهالات رائعة. ميزة صوت ربيع انه من الاصوات التي كانت تؤدي على المسرح لايف وكأنها تسجل في الاستديو.