إنها مدينة السلام التي غنتها فيروز جارة الوادي.
.. انها مدينة الشعر والادب المنسكبة سطورا وشغبا وثورة في قصائد سعيد عقل، عادت لتراقص آمال السهر صخَباً وحباً لشعبٍ عشق الحياة وأدمن مغازلة الفرح من الباب العريض.
ومما لا شك فيه، ان تجد بين ثنايا "الزحالنة"، إمرأة اجتمعت فيها كل صفات المرأة الحديدية، التي ما اعتادت ان تضرب بيد من حديد، بقدر ما تواصل صرح زوجها السياسي الراحل الياس جوزف سكاف.
ميريام سكاف، المرأة التي أقسمت للبيك الراحل، السيرَ في نهجه سياسياً واجتماعياً وثقافياً، قررت ان تخوض غمار قيادة "مهرجانات زحلة الدولية"، وها هي تخرج في الامسية من المهرجان، متميزة بدرجة تفوق.
أمسية من أجمل سهرات الصيف في رحاب سهل زحلة وعلى ضوء القمر، شقّ فيها السوبر ستار راغب علامة والفنانة نانسي عجرم، غمار الليل وسحره.
أجمع كل من حضر الحفل، على جماهيرية السوبر ستار الذي احدث حالة هستيرية بين الجمهور، الذي وعلى الرغم من كل الاجراءات الامنية، لم يتمالك نفسه، وحاول ان يفلت من براثن مسؤولي الامن ليتقدم من المسرح بهدف الوصول الى راغب والحصول على صورة معه.
"راغب"، الوطني بإمتياز، والضليع في شجون السياسة وشؤونها، أبى ان يكون مؤتمره الصحافي مجرد محطة عابرة تغطّي عملا فنيا، بل وجّه من خلاله رسالة تضامن ودعم للجيش اللبناني، داعيا الجميع الى الوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية وتنظيم التظاهرات في مختلف المناطق اللبنانية دعماً لها. "راغب"، لم يكتف بهذه اللفتة في المؤتمر، بل بدأ وصلته بأغنية: "بوس العلم"، ليعود ويؤكد على المسرح قائلا: "فشر كل حدا يقدر يتطاول على الجيش اللبناني".
أستاذ المسرح وملكه بإمتياز... خبرة سنوات جعلت منه ضابط إيقاع بخمس نجوم، يجيد التحكم بجسده وصوته، كما يُعتبر من اكثر من يجيد محاكاة الجمهور على المسرح. صدقاً ان الحضور أُصيب بحالة هيستيرية مع كل أغنية كانت تصدح بصوت راغب الذي قدّم مجموعة من اغنياته الحديثة والقديمة.
وحين قرر ان يقدم أغنية: "يا ريت فيّي خبّيها"، استدعى السيدة ميريام سكاف إلى المسرح، فاعتلته برقيّها المعهود، وغنّى لها بلوحة قلّ نظيرها، استحوذت على اهتمام الجمهور وأهل الصحافة والإعلام.
وحين لمح مقدّم البرامج هشام حداد، قال له بالحرف الواحد: "إنت أهضم زلمة". وكذلك كانت لي حصة مع السوبر ستار الذي واكبته لسنوات ليناديني بالاسم على المسرح، في دلالة على مدى تقديره لاهل القلم وعلى الاقل هو ليس بجاحد وناكر للجميل كغيره.
اما النجمة نانسي عجرم، فبدورها ملأت المسرح أنوثة وسحراً وألقا وجمالا... هي التي حملت الجمهور كبارا وخصوصا صغارا، إلى عالم الاحلام الوردي الذي تعيشه من خلال الواقع واغنياتها الرومنسية العابقة بحب الحياة وفرحها.
"نانسي عجرم"، تلك النجمة التي أثبتت انها فنانة يليق بها كل الاحترام والحب والتقدير، ما رفضت صغيراً او كبيراً ليلتقط إلى جانبها صورة حتى ولو منعهم من ذلك رجال الامن المولجين تنظيم السهرة.
"نانسي"، قدمت أغنياتها وسط تفاعل الجمهور الكبير. واكثر ما يذهلك ان نانسي تغني بأداء محترف كما لو أنك تسمعها من خلال الالبومات، اي انها من الفنانات القليلات اللواتي لا يقترفن مجازر بحق النشاز بل محترفة من الطراز الرفيع.
في الختام، لا بد من كلمة شكر لكل القيّمين على هذا الحدث في دورته الأولى، نظرا إلى دقة التنظيم والاحتراف والمهنية. وحتما سيكون لـ "مهرجانات زحلة الدولية"، مكانة مرموقة على خارطة المهرجانات اللبنانية الراقية وصاحبة الباع الطويل في هذا المجال.
ملاحظات:
- تنظيم المهرجان كان لافتاً بحيث تلقّى اهل الاعلام والصحافة عناية خاصة من قبل المنسق الاعلامي الزميل سعيد الحريري.
- السيدة سكاف اختارت أن تتخلى عن مقعدها في الصفوف الامامية وجلست بين الجمهور.
- اختيار مكان الحفل كان جيداً ومقسماً بطريقة منطقية. بالاضافة إلى وجود موقف كبير للسيارات بجانب المسرح وهذا نادراً ما نجده في المهرجانات.
- بحادثة فريدة من نوعها، سبق اعتلاء كل فنان المسرح، مؤتمر صحفي مقتضب، اجاب فيه كل من راغب ونانسي على بعض الأسئلة كما تم تكريمهما من قبل السيدة سكاف.
- الاضاءة كانت مميزة وتماشت بشكل دقيق مع اجواء الاغاني التي قُدّمت على المسرح.
- لفتنا حضور ابنة رئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، وهذا يزيد املنا برغبة الرئيس الاهتمام أكثر بالفن.
- لم تبرع الزميلة يمنى شرّي بتقديم الحفل، كما صعقنا عندما رحبت بكريمة رئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم قائلة :" اريد الترحيب بنجلة السيد ميشال عون" من دون ان تذكر اسمها أو توضح انها ابنة رئيس الجمهورية. ليعود الفنان راغب علامة يوضح عند اعتلائه المسرح ان السيدة ميراي هي الحاضرة .
- ومن الامور التي تميز بها مهرجان زحلة الدولي هو باحة الاستقبال التي تواجد فيها العديد من اكشاك الطعام والتي كانت الأسعار فيها مدروسة جداً بعكس معظم المهرجانات الأخرى.
لمشاهدة ألبوم الصور إضغطهنا