مغترب لبناني شاب يعود إلى بيروت بناء على نصيحة جدّه، ليأخذنا في: "رحلة عبر الزمن"، إلى تاريخ بيروت، منذ أيام الأمير فخر الدين المعني الثاني، وصولاً إلى مرحلة إعادة الإعمار بعد الحرب في التسعينيات.
هي قصة بيروت.. روتها لنا مشهدية: "رحلة عبر الزمن"، ضمن مهرجانات بيروت الثقافية وبلدية بيروت، في العرض الرابع ليل السبت الفائت، عبر أكبر شاشة في العالم (ثلاثية الأبعاد)، وهي الأولى من نوعها ولا مثيل لها في العالم، والتي دخلت موسوعة "غينيس" للارقام القياسية، فالهدف من هذه الشاشة الضخمة جعل المشاهد ينغمس كلياً في الجو، ويشعر بالفعل أنه في رحلة، بحيث تكون عيناه محاطتين بالكامل بالمشهدية، من دون أن يرى طرف الشاشة أو يلحظ حدودها.
المشهدية (السمعية –البصرية) المبهرة، التي استمرت لساعة ونصف الساعة في "ميدان سبق الخيل"، ابتكرها داني الجرّ (نفذتها شركة 3D Mapping Factory بقيادة إميل عضيمي)، لتشكل الجزء الثاني من قصة بيروت التي رويت العام الماضي خلال الدورة الأولى من المهرجان.
طيلة هذه المشهدية، نستمع إلى الممثل جورج خباز الذي كتب نصوص العرض وأدّاها بصوته، الى جانب الممثلين جوزيف بو نصار، وعمر ميقاتي. نصوص حِيكت بالاستعارات اللفظية والمجازية لتسرد لنا تاريخ بيروت، بالإضافة الى وقفات راقصة لشباب لبنانيين وأيضاً موسيقى حيّة (تأليف غي مانوكيان)، بقيادة المايسترو إيلي العليا، ومشاركة أكثر من 100 عازف/ة وراقص، كما تم عزف مجموعة أغنيات تراثية تحاكي الحقبة التاريخية، وكانت للسيدة فيروز وزكي ناصيف حصة وافرة منها.
والأهم في هذا العمل المبدع والمبهر بكل تفاصيله، الإلتفاتة التكريمية لأعظم الفنانين/ات الذين مروا في تاريخ لبنان، من نبيه أبو الحسن وعاصي الرحباني إلى عليا نمري وفريال كريم وإبراهيم مرعشلي وليلى كرم وشوشو ونصري شمس الدين.. أطلّت وجوه هؤلاء عبر الشاشة العملاقة لتذكر الجيل الحالي بهم، وليبقى تاريخ بيروت محفور بأعمالهم القيّمة.
"رحلة عبر الزمن"، هو تجسيد حقيقي وعميق لمدينة إسمها بيروت.. مدينة لا تموت رغم المآسي وأحزان أهلها والحروب والاحتلالات التي عاصرتها.. هي فكرة أن ثقافة الحياة والإبداع والإبهار، صناعة لبنانية.