بعد سلسلة نجاحات في المسرح والدراما التلفزيونية، تطل الممثلة صولانج تراك خلال شهر رمضان من خلال مسلسل "لآخر نفس" من كتابة كارين رزق الله واخراج أسد فولادكار.
وتقدم صولانج في هذا العمل شخصية "غادة" الزوجة التقليدية، المتشنجة دائماً.حالات كثيرة تعيشها هذه الشخصية وتؤديها صولانج بطريقة أكثر من مقنعة . فماذا تقول صولانج عن هذه التجربة؟ وكيف وجدت أصداء العمل و"غادة"؟ التفاصيل في هذا اللقاء:
بعد مشاركتك في مسلسل "نص يوم" العام الماضي تطلين هذا العام مع كارين رزق الله في "لآخر نفس". ما هي العناصر التي جذبتك للمشاركة في هذا المسلسل؟
بصراحة، منذ أن عادت كارين إلى الساحة الفنية بنمط جديد من الأعمال أحدثت ضجة كبيرة في الوسط والناس اعجبوا باعمالها كثيراً. وهذا الأمر شجعني بالاضافة إلى أن هذا العمل لبناني مئة بالمئة وكل الممثلين لبنانيين. سبق وعملت ضمن مسلسلات مشتركة وأردت أن اختبر تجربة العمل اللبناني.
تؤدين شخصية "غادة". نشعر أحياناً انها الضحية وأحياناً نكرهها ؟
لقد أحببت شخصية غادة كثيراً. وبالفعل انا ركزت في تقديمي للشخصية على هذا التناقض الذي ذكرته. كنت اعمل على تبرير، اذا صح التعبير، هذه القساوة في الشخصية. فلا أحد يولد بهذه العدائية بل هي نتيجة لما عاشه الانسان.
هل كانت سهلاً عليك أن تجسدي شخصية غادة ؟
شخصية غادة لا تشبهني أبداً وكنت أحاول في هذا العمل أن أبني هذه الشخصية بداخلي، لكي يخرج مني الاداء كما يجب أن تكون غادة وليس صولانج. ولكن غادة شخصية فيها الكثير من التقلبات العاطفية.
من يعرفك جيداً يلاحظ التناقض بين حقيقة صولاج وشخصية غادة. أين ذهبت صولانج الهادئة والمبتسمة؟
هذا كله عليك أن تتخلى عنه وتلبس الشخصية التي تجسدها. لقد غيرت بأسلوب ثيابي وشعري والماكياج. حتى أنني اظهر أكبر بالعمر لأنه لدي ولدان في المسلسل عمر الأكبر بينهما 18 سنة. لقد قدمت بكل ما يلزم لكي أقدم الدور بالطريقة التي يجب أن يقدم فيها.
هل أشرفت شخصياً على مظهر غادة في المسلسل ؟
بشكل عام كنت اعطي رأيي طبعاً. ولكن لا اتدخل عندما يتعلق الأمر بالمشهدية، أي انني لا أطلب أن اضع الماكياج مثلاً اذا كنت أصور مشهداً وأنا أستيقظ من النوع بل أصور المشهد من دونه. ولكن بما يتعلق بالشخصية كنت أفكر بكل تفاصيلها وحتى من ناحية المظهر.
أخبرينا أكثر كيف تحضرين للشخصية. كم مرة تقرأين النص وهل تدونين الملاحظات ؟
في البداية أقرأ النص كاملاً لآخذ فكرة عامة عن العمل، ثم أقرأ كل مشهد بمشهده وأحاول ان أرى الحالة التي تكون فيها الشخصية. ادون طعباً الملاحظات التي تساعدني خلال التصوير لأننا كما تعلم لا نصور العمل بتسلسل انما قد يصافني مشهد مفرح يليه آخر محزن وعلي أن اقدم نفس الأداء. ولكي أنجح بهذه المهمة أقرأ المشهد كثيراً حتى اتشبع منه وأشعر انني تمكنت من الحالة التي تعيشها الشخصية بهذا المشهد. وانا عادة لا أكثر الكلام قبل تصوير المشهد لكي لا أخرج من الحالة التي سأجسدها بالشخصية.
كيف كان التعاون مع المخرج أسد فولادكار ؟
كان جيداً فهو شخص هادئ. هذه المرة الأولى التي اعمل فيها معه، وفي البداية كنت اتعرف إلى طريقة عمله وكنت أحاول أن افهم ماذا يريد مني ولكن في نهاية العمل أدركت انني كنت مرتاحة جداً في التعامل معه وأحببت التجربة كثيراً. أسد شخص بريء وليس لديه أحكام مسبقة ولديه طريقة لبقة جداً في مخاطبة الآخرين حتى عندما يريد أن يوجه ملاحظة لا يجرح أبداً.
كيف كانت أجواء التصوير ؟
بالفعل كانت ممتعة ولقد استمتعنا كثيراً. على الرغم من أننا تعبنا بالعمل وصورنا حتى ساعات متأخرة وأحياناً كان التصوير في وقت مبكر جداً ولكن بشكل عام كانت الأجواء مرحة.
كيف كان التمثيل مع بديع أبو شقرا ؟
بديع ممثل رائع. علاقتنا كانت جيدة. كنا أحياناً نصور مشهد مشاجرة بين غسان وغادة وعندما ننتهي يقول لي "كيف الواحد ما في يحبك ؟!" وأنا كنت أعتذر منه لأنني أصرخ بوجهه في المشهد. حتى معا كارين كنا نضحك كثيراً في الكواليس. لقد تقربنا جميعنا من بعض خلال التصوير واصبحنا أصدقاء بالفعل.. مش قادرين نكره بعضنا بهذا المسلسل.
كيف وجدت العمل عند العرض ؟ هل ظهر بصورة جيدة كما كنت تتوقعين ؟
من الصعب كثيراً ان تحكم على العمل الذي تشارك فيه. فهناك أمور أنت وحدك تلاحظها لأنك كنت متواجدا لحظة التصوير. ولكن حسب ما سمعت ووصلني العمل يلاقي نسبة مشاهدة جيدة جداً ومسلسل "الهيبة" أيضاً.
هل انتقل كره الجمهور للشخصة إلى حياة صولانج ؟
لقد توقعت ان يكرهني الجمهور بسبب الدور وان أسمع ذلك عندما ألتقي بأحدهم في الشارع.. ولكن تفاجأت ان الجميع أثنى على ادائي التمثيلي في العمل وفي تقديم الشخصية. يقولون لي "خففي نكد .. ولكن برافو تقديمن الدور بطريقة جميلة جداً".
الا تخشين أن يتم حصرك بالادوار "الشريرة" التي تعرقل دائماً اجتماع البطل والبطلة ؟
لقد فكرت بذلك خصوصاً بعد شخصية "غادة". اعتقد ان هذا التفكير لم يعد موجوداً كما في السابق. اتمنى ان ينفتح أكثر المخرجون والمنتجون علة فكرة أن الممثل عليه أن يؤدي كل الشخصيات ولا يجب أن يحصر بشخصة واحدة، حتى لو كان مظهري الخارجي يساعدني لكي أجسد دور المرأة القوية.
بعد "نص يوم" و"لأخر نفس". أين شعرت بالراحة أكثر ؟
الأجواء في كل عمل مختلفة عن الآخر. في الأعمال المشتركة تتشارك أكثر من جهة في انتاج العمل وبالتالي تكون الأمور أكثر منظمة ومحترفة. ولكن التجربة اللبنانية تتعدى كونها مجرد تصوير، بل تخلق بين الممثلين صداقة لا تنتهي مع انتهاء التصوير بل تستمر. أما بالأعمال المشتركة فتشعر أنك تأتي لتقوم بعملك ثم تغادر.
هل ستتمكن غادة في نهاية العمل من استعادة زوجها غسان ؟
غادة ستقوم بالمستحيل لاستعادة زوجها. سترى تغييراً جذرياً بشخصية غادة. وكما ذكرت تعيش غادة كل الحالات العاطفية.. أما قرار عودة غسان فهو بيد بديع أبو شقرا !
ما هي نظرتك للادوار التي ستطلين فيها من الآن فصاعداً ؟
بالتأكيد سأبحث عن الجديد وسانوع بالأدوار. أنا لا أريد أن أحرق صورتي ولهذا رفضت أكثر من عمل لأنني لم أكن مقتنعة بالدور. ولهذا تأخرت لكي أجد عملاً مرتباً مع فريق عمل جيد ومحترف.
بعض المشاهد الحميمية في "لآخر نفس". هل لديك مشاكل مع أدوار الاغراء وهذه المشاهد؟
احياناً تكون هذه المشاهد في مكانها بالنص. فظهرت في "لآخر نفس" في أحد المشاهد وأنا أحاول إغراء بديع وقد نفذ المشهد بطريقة محترمة جداً وفيها احساس كبير. لا أحب الاغراء المبتذل غير المبرر درامياً.
هل من مشاريع جديدة في المسرح ؟
لن اتخلى عن المسرح أبداً. بدأت التحضير لعمل من المتوقع أن يعرض خلال شهر شباط 2018. لا يمكنني أن افصح عن تفاصيل الأعمال لأنه لم يوجد شيء أكيد بعد.
وسينمائياً ؟
هناك مشروع سينمائي قيد الدرس بين لبنان وكندا ولكن لا يوجد بعد أي اتفاق رسمي.