لأن شهر رمضان المبارك مختلف تماماً عن بقيّة أشهر السنة، ففي هذا الشهر تجتمع القلوب الكريمة.

وكمثال كرم، إجتمع الناس في حفل سحور الجمعية اللبنانية لرعاية المعوّقين، الجمعيّة المنتمية بصلابة إلى المحبة و لا شيء سوى المحبة. ففي شهر رمضان نصوم سوياً تحت شمسٍ ساطعة تغزو خيطانها اللامعة بيوتنا، شوارعنا، حاضرنا وقلوبنا العاشقة للنور، ونفطر سوياً تحت قمرٍ تصبو نحوه العيون بكل أملٍ و رجاء. تكمن أهميّة شهر رمضان المبارك بالجمع، بعد أن نمضي الأشهر الإحدى عشر الأخرى بالوحدة. فخلال السنة تمرّ علينا أياماً عدّة نتناول الفطور، نتغدى ، و تعشى بمفردنا، في البيت، السيارة، في العمل. لكن هل سبق لأحدٍ أن فطر عند المغرب لوحده، هل سبق أن شاهدتم من يتناول إفطاره بمفرده؟ طبعاً لا. و هنا مكمن المحبة. بدعوةٍ خاصة من السيّدة رندا برّي إجتمع عدد كبير من المدعويين في جمعةٍ رمضانيّة تخلق الألفة مع كل كسرة خبزٍ و مع كل رشة ملح. خبزنا وملحنا، معادلةُ الحياة الأسمى.

كل شيءٍ في حفل السحور كان مكتملاً بالحرفيّة و الإحتراف، عند الدخول تستقبلك الأكشاك المزيّنة بفوانيس رمضان وبأنوار فرح الشهر، الجميع باللباس التقليديّ لنتذكّر أن هذا الحاضرُ هو نتيجة ذلك الماضي الجميل، وبعد أن تمرّ بالمدخل الذي يحاكي الاسواق العتيقة، تستقبلك السيّدة برّي بألطف الترحاب وبإبتسامةٍ تحملُ معاني الضيافة وكرم النفس، الطاولات كلّها بحلّة العيد، المدعوون من كل إنتماءٍ وإختصاص، أهل السياسة، الفن، الإعلام، الإقتصاد والمال، من القطاعات الأكاديميّة، الصحيّة والإجتماعيّة. بدأ الحفل بكلمة للسيّدة برّي التي شددّت على أهميّة شهر رمضان المبارك والمعنى الحقيقي الذي يكمن في الصوم من شعورٍ بالآخرين و خاصةً الضعفاء في الحياة، كما فنّدت السيدة برّي كل أنجازات الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين و التي تترأسها منذ سنين مديدة، كما وعدت برّي بإنجاز المزيد من النجاحات على الصعيد العمل الإنساني و الإجتماعي الذي تعمل من أجله الجمعيّة. وبعد أن تمّ عرض شريط مصوّر عن حالة طفلةٍ كانت قد أصيبت بالشلل من جراء إلتهاب الصحايا، وكيف إستعادت الطفلة قدرتها على المشي بفضل متابعة الجمعيّة لها، قامت برّي بتقديم هدايا للطفلة كعربون محبّة ودعم.

حفل السحور كان ممتازاً، بتحضيراته، بديكوره، بمدعوّيه، بالداعمين، بالمكان و الزمان، ببيروته، العاصمة التي يتشارك أهلها الأعياد بحقيقة وصدق المشاعر بعيداً عن نفاق المجاملات وكذب الإجتماعيات. والسيّدة رندا برّي هي خيرُ من تليقُ به أفراح الأعياد.

لمشاهدة ألبوم الصور، إضغطهنا.