في الحلقة الرابعة من مسلسل "قناديل العشاق"، بدأت تتفاقم الأحداث وبدأ المشاهد يترقب عن كثب المحاور الثلاث وأولها محور مصير فارس الذي يبدو أنه مصير واضح إن حاولنا القراءة على مهل بالنسبة الى مجرى الأحداث، فالكاتب بحرفيته العالية دخل صلب تشريح الشخصيات وأطماعها بدءاً من الدسائس في صفوف الجسم العسكري الى النزاع ما بين زوجة فارس وأهالي زوجها، الى مكانة الزعيم التي تجسد الحكم الذاتي في الحارة الى حركة ديب قاتل الجنود العثمانيين، لعبة درامية مبحرة الى الأحداث المتداخلة لعبها المخرج بحس الممثل لأنه أصلاً من المخرجين الممثلين، فكانت إدارته لعناصر العمل إدارة موفقة خصوصاً أن المناخ العام للمسلسل هو مناخ تاريخي فيه أحداث تاريخية لا يمكن تزويرها، فما نفذه سيف الدين سبيعي هو التوأمة ما بين الحقبة التاريخية في القرن الثامن عشر والفانتازيا العاطفية والاجتماعية، فهذه الخلطة أضفت نكهة سلسة على العمل ورفعت من جوهر أحداثه.
بالرغم من التسارع في ربط الأحداث بقيت شخصية "ديب" العتال هي الأكثر بروزاً عند المشاهد لأنها تجسد البطولة والرجولة كما تعبر عن وطأة الحياة القاسية التي كان يعانيها المواطن في ظل الاحتلال، وديب هو محور إيقاظ الحب كما يبدو في حياة "إيف" وإعادة الثقة إليها بالرجل بعد رحلتها الطويلة مع العذاب، والظروف السيئة التي أثرت عليها نفسياً. هذا التشويق فرز على جانب الأحداث قصصاً تابعة ما زالت بداياتها مبهمة بالنسبة الى المشاهد وأبرزها قصة وفاء موصللي العاقر وما ينتج عنها من أحداث مشوقة. في الحلقة القادمة، سوف تفتح الأبواب خصوصاً أن فارس الذي ينتظر الإعدام سوف تطرأ على شخصيته مفاجأة تقلب المعادلة بمجرى الأحداث.