بدأت عجلة الدوران مجدداً في مجرى سير حلقات مسلسل "قناديل العشاق"، فتبلورت قصة إيف الهاربة من منطقة جبل لبنان الى ولاية دمشق، وبدأت أحداث المسلسل تأخذنا الى منعطفات حساسة تصور واقع الفوضى الذي كان سائداً في تلك الحقبة من الزمن.
ما بين الصراع والمكائد، تبرز شخصية إيف (سيرين عبد النور) المدمرة وقد استطاع المخرج سيف الدين سبيعي، التركيز على تعابير وملامح الثأر الواضحة في وجه سيرين، بالمقابل تأخذنا الأحداث الى أماكن أخرى من حيث الأداء الدرامي، فتتألق ديما إندلفت بشخصية الزوجة الغيورة على مصلحة زوجها، بينما تعيدنا الأحداث الى هروب الرجل الدمشقي بالرغم من جدية شخصيته ورصانته الى البحث عن رغباته في أوكار الليل، فكانت سيرين أي إيف تقدم المتعة مع فريق بناتها مقابل تحقيق ثأرها.
في الحلقة الرابعة، تبلورت بفضل حرفية المخرج الصورة الداخلية لحارة الشاغور وبدت الحبكة الدرامية التي صاغها الكاتب خلدون قتلان أكثر تشعباً خصوصاً عند المواقف الوطنية التي تدعو الى توفير عنصر الأمان بالرغم من كل المعاناة التي كان يعانيها الشعب آنذاك، من وطأة الاحتلال العثماني.
بعيداً عن الأجواء الاجتماعية والأمنية، يصور المسلسل دفء المشاعر في قلوب نساء الشام خصوصاً الدور الرائع الذي تلعبه وفاء موصللي وبالتالي ينقلنا العمل بفضل حركة الكاميرا الى عبق حقبة القرن الثامن عشر، إبان حكم سليمان باشا العظم والفترة الانتقالية لحكم أسعد باشا العظم.
تمكن الكاتب في مشهد زيارة سيرين قبر ابنتها أن ينقلنا عبر مجرى الأحداث من الميلودراما بالحبكة الى الدراما بدأت صورة إيف تتوضح أكثر فأكثر في هذه الحلقة، فهل يا ترى تمسّك إيف بزمام إدارة الأمور في الحلقة التالية؟