بحضور فني وشعبي كبير، شيعت دمشق في موكب مهيب ظهر أمس، جثمان الموسيقار الكبير الراحل سهيل عرفة من مستشفى الطلياني إلى جامع لالا باشا، حيث صلي على جثمانه عقب صلاة الجمعة، ووري الثرى في مثواه الأخير بمقبرة الدحداح.
والموسيقار عرفة الذي يعد من صناع الأغنية السورية المعاصرة، وأحد أهم الملحنين العرب، وافته المنية مساء الخميس إثر صراع مع مرض عضال، عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاماً.
وودعت الممثلة أمل عرفة والدها، بالقول: "أبي تحت جلدي وقلبي يغلفه الرماد.. الله معك يا روحي وحبيبي ورفيقي وعزي وسندي.. من اليوم رح تنام بسلام".
دخلت ألحان الراحل التي قدمها منذ نهاية الخمسينات، الوجدان العام، ورددتها الجماهير العربية في كل مكان، فهو صاحب لحن "يا دنيا" و"بلدي الشام" لوديع الصافي، و"يا مال الشام" و"ميلي مال الهوى" لصباح فخري، و"ع البساطة" و"بياع التفاح" و"أخذ قلبي سكارسة" لصباح، و"يا طيرة طيري يا حمامة" لشادية، و"بالأمس كانت" لفهد بلان، و"رمانا بحبو يا قلبي" و"والله لنصب تلفون" لنجاح سلام، و"قدك المياس" لطروب، و"يعطيك العافية يا بو العوافي" لسمير يزبك، و"من قاسيون أطل يا وطني" لدلال الشمالي، و"ودي المراكب عالمينا" لمروان محفوظ، و"صباح الخير يا وطناً" لأمل عرفة وفهد يكن، وعشرات الأغاني الشهيرة الأخرى، التي لحنها خلال مسيرته الفنية الطويلة، وأطلقها بأصوات كبار نجوم الغناء في عالمنا العربي.
وحازت أغنيته الموجهة للأطفال "غنوا معنا يا أطفال العالم"، جائزة الميدالية الذهبية في مهرجان "النقود الذهبية" في إيطاليا، وكرمته جامعة الدول العربية عام 1999 ومنحته لقب الموسيقار.
عين سهيل عرفة في وزارة الإعلام السورية عام 1974 بمرسوم جمهوري، أصدره الرئيس الراحل حافظ الأسد وهو عضو في جمعية الملحنين والمؤلفين في باريس، وفي عدد من الهيئات والجمعيات الفنية، ومن مؤسسي نقابة الفنانين في سوريا.
وتقديراً لإبداعاته، فقد منحه الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق أواخر عام 2007، وحصل على عشرات الجوائز والتكريمات وآخرها بمناسبة عيد الفنانين قبل أسبوعين.