أسابيع قليلة هي المدة التي سيتاح فيها للجمهور اللبناني مشاهدة فيلم "من السماء" للمخرج وسام شرف.
وتدور أحداث الفيلم حول سمير، مقاتل الميليشيات السابق الذي كان يُعتقد أنه ميت ويعود بعد غياب 20 عامًا إلى حياة عُمر أخيه الصغير الذي يعمل كحارس شخصي في بيروت، ووسط أحداث درامية وكوميدية، يواجه سمير تغيرات جذرية في بلدٍ لم يعد يتذكره.
الفيلم من بطولة رائد ياسين، سعيد سرحان، يمنى مروان، رودريغ سليمان وجورج ميلكي، وقام بكتابة السيناريو ماريت ديزير بالتعاون مع مخرج الفيلم وسام شرف، وهو من إنتاج لبناني فرنسي مشترك من خلال شركتي né à Beyrouth Films وAurora Films.
وكان عرض فيلم "من السماء" الأول ضمن قسم جمعية الأفلام المستقلة للتوزيع (ACID) في مهرجان كان السينمائي.
وعن هذا العمل يقول المخرج وسام شرف لموقع "الفن": لا تعرفون كم هو مهم بالنسبة لي أن يعرض الفيلم في البلد الذي انطلق منه كل شيء الأفكار والسيناريو وحتى التصوير. لم يكن هناك امل في امكان تصوير هذا الفيلم ولكن رغم كل الصعوبات قمنا بهذا العمل وحتى لو استغرق 10 سنوات تحضير. كما قمنا بتصويره خلال اسبوعين ولا أحد يمكن ان يفهم ما معنى أن تصور الفيلم بهذه المدة سوى الأشخاص الذين كانوا معي بهذه المغامرة... السينما هي حلم ويجب أن نحلم دائماً".
وأضاف:" لم ابدأ هذا الفيلم بفكرة أو شخصية معينة ثم قمت بتوسيعها وتطويرها بل كنت اكتب أفكارا ثم حاولت ان اجمعها فاكتشفت أنا وشريكتي في كتابة السيناريو ان الفيلم يتحدث عن الحرب وكان هذا الأمر مضحك مبكي. صحيح في كل فيلم أنجزته حتى اليوم هناك السلاح وهذا سببه أنني أريد الانتقام من هذا السلاح بطريقة عبثية .. كان يجب أن نكسر رجولية رجال الحرب ونرفع من انوثة النساء اللواتي شاركنا بالحرب".
وتابع:" الفيلم يسجن الشخصيات بعالم محدد وهم غير قادرين على الهروب والخروج منه. ولكن هناك شخصية واحدة قادرة على ذلك وهي "سمير" فنراه في بداية الفيلم يخرج من خلف الجبل ثم نراه في نهاية الفيلم يخرج من الماء.. نحن اليوم عملنا كفنانين ومخرجين وقمنا بما عجزت الدولة عن القيام به وهو تخطي مشكلتنا وتخطي الحرب. نحن نعيش في مجتمع مريض ... نحن ضحايا الحرب".
وعن تأثر هذا العمل على الجيل الجديد الذي لم يعش الحرب التي عرفها المخرج، يجيب شرف:" هذا الفيلم مهم للذين عاشوا الحرب وللجيل الجديد أيضاً. أنا ألتقي اليوم بشباب عمرهم بين 15 و 20 سنة يحلمون ان تعود الحرب ولكي يصبحوا مثل أشقائهم الكبار "ملوك الشارع" و "أبو ربّا ". ... للأسف لا يدركون ضرر الحرب وما يمكن أن تعرضهم له من أذى. ربما يتعلمون من الفيلم شيئا.. وربما لا ! الحرب تجعلنا نفقد الأمل وهذا الأمر لا يجب أن يحدث !