عشقت الموسيقى والغناء منذ صغرها، وتميزت بخامة صوتية ملفتة، فتم قبولها في برنامج "ستار أكاديمي" فكانت رقماً صعباً بين الجميع، وبسبب قدراتها الصوتية وحضورها المميز وصلت إلى النهائيات من دون المرور بمرحلة الخطر، ولكن لم يحالفها الحظ لنيل اللقب.
قدمت على مسرح الأكاديمية أغاني لا تنسى، فكانت وقفتها الأولى إلى جانب الفنانة الراحلة وردة الجزائرية حيث شاركتها الغناء بأغنية "حرمت احبك". وعلى المسرح ذاته توالت إبداعاتها فغنت لأم كلثوم فأطربت الأسماع، وغنت لصباح فأعادت للجمهور اللون الجبلي وغنت لنجوى كرم فأثبتت قدرتها على أداء اللون الغنائي الحديث. وإضافة إلى الغناء فإنها تهوى الرسم والموسيقى والكتابة والعزف على البيانو والرقص والسباحة. مؤخراً، اقتحمت عالم التمثيل لتخوض تجربتها الأولى في الدراما التلفزيونية إلى جانب نخبة من نجوم سورية ولبنان في مسلسل "قناديل العشاق".
الفنانة السورية الشابة والجميلة سارة فرح حلت ضيفة على موقع "الفن" وكان هذا الحوار:
تسجلين أول حضور لك على الشاشة الصغيرة كممثلة .. كيف ذلك؟
حقيقة، دخولي مجال التمثيل لم يكن مخططاً له وجاء مصادفة، كما أن جميع الترتيبات جرت بسرعة كبيرة، فعندما تواصلوا معي كنت حينها في فرنسا وأخبروني عن الدور بأن هناك شخصية جميلة جداً تتضمن مشاهد غنائية تحتاج لصوت قوي ونرى أنك ستؤدينها بطريقة جيدة". احتواء الشخصية على مشاهد غنائية هو ما شجعني على خوض هذه التجربة وساعدني باتخاذ قراري بأريحية.
علاقة وطيدة تربطك بالمخرج سيف سبيعي، هل هي حديثة الولادة أم قديمة؟
تعرفت إليه عندما أتى لتشجيعي بالاستديو في البرايمات النهائية لبرنامج "ستار أكاديمي"، وحينها أصبحنا أصدقاء، بخاصة أن قلائل فقط قدّموا الدعم لي في البرنامج.
تقولين إن سيف عرابك ما السبب؟
أثق جداً بخياراته الفنية وهو بنظري صاحب "دماغ حر"، كما أني أطلب مشورته في جميع أموري وتفاصيلي الفنية، "وأحياناً يبهدلني، بس بالنهاية كتير بيهمني رأيه".
تلعبين في العمل شخصية "رواء" هل اسمها على مسماها؟
"رواء" فتاة طيبة صاحبة دمعة سخية، تعالج أمورها بصمت وتروٍ وبكاء، وتصنف أنها ثاني أجمل فتاة بعد "إيف"، تكن مشاعر المحبة لـ"كوكب" صاحبة المنزل الذي تعمل به هي و"إيف" أيضاً، فهي مقربة جداً منهما، كما أنها أهل للثقة وتحمل المسؤولية. لكن تلك الشخصية الطيبة موجودة ضمن ظروف اجتماعية لذلك عليها الكثير من إشارات الاستفهام والتعجب، وبالعموم الشخصية جميلة جداً وأنا أحبها جداً وتعني لي الكثير. وبرأيي من الضروري الحديث عن هذا الموضوع، سبق وتم التطرق له بالدراما لكن بطريقة تجارية تتضمن إجحافاً بحق المرأة، أما هنا فيتم معالجته بطريقة إنسانية، إذ يتناول العمل موقفاً اجتماعياً شائكاً لكن بطريقة إنسانية ويوضح الظروف التي تودي بامرأة للقيام بتصرفات سيئة، وأسباب تعاطيها مع المحيط رغم انكسارها في الحياة.
دمعتك سخية كدمعة "رواء"؟
دمعتي سخية بالحياة، وكنتُ حقيقية جداً بعدة مشاهد، فكنتُ "سارة" وليس "رواء" وكثير من المرات بكيت من قلبي، وبمشاهد أخرى كنت "سارة" و"رواء" معاً، فلم أكن مجرد فتاة قرأت نصاً وأتت لتجسيده حرفياً.
بالطبع واجهتِ الكثير من الصعوبات في عالم الدراما فما هي؟
واجهتُ صعوبات كبيرة، وشعرت بمسؤولية كبيرة كوني أخوض مجال التمثيل للمرة الأولى، فالشخصية هي الباقية تحت اسم سارة فرح، فإما أن أكون بقدر هذه المسؤولية وإما لا. كما أني عانيت كثيراً من مسألة فصل الحواس، فببعض الأحيان قدمت مشهداً ضاحكاً وباكياً ورومانسياً باليوم ذاته، "ما كنت عم أعرف وزع طاقتي صح"، الأمر الذي أتعبني جسدياً ونفسياً حتى بعد انتهائي من التصوير.
صفِي لنا شعورك عندما وقفت أمام الكاميرا لأول مرة كممثلة؟
حاجز الكاميرا مكسور بالنسبة لي، لكن مسؤولية وقوفي للمرة الأولى أمام ممثلين محترفين وكاست كبير هي الأصعب، بخاصة أني لا أمتلك خبرة بهذا الموضوع، الأمر الذي جعلني أشعر ببعض الرهبة. حرصت كثيراً على ألا أظهر بالصورة النمطية للفتاة الجميلة التي تم اختيارها لأداء دور معين حتى تلمع، فكانت لديّ مسؤولية كبيرة تجاه نفسي كوني أحترم نفسي وأتعاطى مع أموري الفنية باحترام ومسؤولية، صحيح لا أمتلك خبرة في هذا المجال لكني فنانة ولست فتاة سطحية فهناك فكرة منوطة لدى الأغلبية بأن الفتاة الجميلة بلهاء.. لا أبداً. أريد أن أصل للناس كممثلة وليس فقط كمغنية صاحبة الوجه الحسن، ما يشكل تحدياً لي، وحرصت على أن أثبت نفسي لنفسي قبل المحيط بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية حرصت على أن يكون رأي الأستاذ سيف إيجابياً، فأنا أحترم رأيه كثيراً إلى جانب المسؤولية التي حملني إياها بناء على أنني فنانة. لكن بالنهاية هناك أشخاص كثر قدموا لي الدعم والمساعدة وكسبتُ صداقات جميلة جداً.
الشخصية تتضمن جرأة، هل أنت متخوفة من ردة فعل الجمهور؟
لستُ متخوفة كوننا نؤدي دوراً ضمن مسلسل بالنهاية، لكني أتمنى أن يرى الناس العمل بطريقة حقيقية وليس كموضوع شائك أو كقصة مرفوضة بالمجتمع، كما أتمنى أن تصل شخصيتي للجمهور كإنسانة وليس كفتاة سهر. دوري جريء، تخوفت بعض الشيء وأعدت حساباتي عدة مرات قبل موافقتي، بخاصة أنها إطلالتي الأولى درامياً، بالمقابل لو لم تكن الشخصية مثيرة للجدل ما كنت وافقت على المشاركة، فلا أحب أن أطل إطلالة عابرة مرور كرام أو ضمن قصص اعتيادية طرحت مسبقاً.
كيف عملت على تفاصيل الشكل الخارجي لرواء؟
بشكل عام اعتمدنا الأشياء البسيطة حتى أنني أظهر بعدة مشاهد من دون ماكياج وإنما بالحفلات الغنائية والاستعراضية اعتمدنا لوك المغنية الرئيسية، وركزنا على ماكياج العيون كون "رواء" تغني دائماً عن الغرام والحب "وعيونا بتحكي وبتبكي وبتحب".
هل من الممكن أن تكرري التجربة بأدوار لا تحوي مغنى؟
إذا أديت شخصية "رواء" بطريقة صحيحة واقتنعت بأدائي وتمكنتُ من تصديق نفسي، وتمكنت من إيصال الشخصية للجمهور بطريقة صحيحة سأكررها طبعاً، و"كلشي فن أنا بحبو".
هل متخوفة من مقارنتك بممثلين محترفين؟
لا أبداً، وبعض الأشخاص ضمن اللوكيشن شبهوا أدائي بالفنانة كاريس بشار من ناحية طريقة التمثيل، وأنا سعيدة جداً بهذه المقاربة لأني أحبها جداً وأحترم فنها، فإذا تمت مقارنتي بشخصية مهمة لها قيمة على الصعيد الفني فبكل تأكيد سأفرح.
هناك من اعتبر أنك سحبت فرصته بماذا تردين عليه؟
قدمتُ اعتذاري لأشخاص شعرتُ بأنهم أحسوا بذلك، وأرى أنه من حقهم الطبيعي أن يشعروا بذلك ومن حق أي إنسان أن يطمح للحصول على دور جميل. أتمنى ألا أكون دخيلة على هذا المكان وأن أكون جديرة بهذه الفرصة المقدمة لي، "وبتمنى ما حدا يزعل مني لأني مو فايتة طاحش عحدا"، على العكس تماماً.
درست في كلية حقوق لكنك لم تكمل دراستك فما السبب؟
"ما لقيت حالي وما قدرت ما غني"، فاتجهت للغناء.
ألم تحاولي التوفيق بين الغناء والدراسة؟
لم أتمكن من التعاطي مع المحاماة والقوانين، فهي تختلف عن ميولي الموسيقية.
لم لم تصقلي محبتك للموسيقى بطريقة أكاديمية؟
تقدمت للمعهد العالي للفنون المسرحية لكني لم أنل فرصة لعدم الكفاءة الصوتية، فتوجهتُ بعدها بمدة قصيرة للمشاركة ببرنامج "ستار أكاديمي" كي أثبت وجودي وقدراتي الصوتية. درست بيانو وفوكاليس والموسيقى بشكل شخصي، وتلقيت دروساً خاصة بتلك المجالات مع أساتذة محترفين، وحالياً أفكر بدراسة الموسيقى في فرنسا، والمشروع فعلي وقيد الدراسة.
إذاً تعزفين على البيانو؟
نعم أعزف على البيانو ومؤخراً بدأت بتعلم العزف على الغيتار.
إلى أي مدى أثر فيك والدك بخاصة أنه عازف على العود؟
جداً وبالطبع أثر بي موسيقياً، فهو فنان جميل جداً يتقن العزف والغناء وهو من لقنني أول أغنية "أنا وشادي" وبعدها "لالي لالي" عندما كنت في الصف الخامس.
ألم تفكري بتعلم العزف على العود؟
أحب ذلك، ومؤخراً بدأت أميل للعود أو القانون، أي للآلات الشرقية وليس الغربية.
إلى أي مدى ساهم "ستار أكاديمي" في تغيير حياتك؟
المحطة الأهم في مسيرتي لحد الآن. فهذه التجربة ساهمت بتكوين وبناء شخصيتي وغيّرت من ردود أفعالي وخففت من عصبيتي وكبرتني ووعتني على أخطائي، وأنا فخورة جداً بها، ولا أندم على مشاركتي بها رغم العديد من الأمور والتصرفات التي عقبت عليها أنا شخصياً، لكني بالمقابل بررت لنفسي كوني كنت صغيرة بالعمر وردات فعلي غير مدروسة. ومن جهة أخرى هذه التجربة جعلتني أؤمن بنفسي كفنانة وأعطتني محبة ودعم ودعاء من ناس بكل أنحاء الوطن العربي بغض النظر عن بعض الأشخاص الذين لم يتقبلوني وهذا حقهم الطبيعي. بالمقابل البرنامج وضعني بخانة صعبة كونه قائماً على فكرة اليوميات 24/24، وهو قائم على فكرة الاستعراض أكثر من المقدرات الصوتية ما سبب الظلم لبعض الأشخاص، وربما لو لجأنا لبرامج أخرى تركز على الصوت مئة بالمئة لكان الوضع أفضل.
لولا هذا البرنامج هل كنت ستصلين إلى ما أنتِ عليه؟
هو من أهم البرامج التي قدمت على الشاشات العربية، وسبقه "سوبر ستار"، فهو البرنامج الوحيد الذي يركز على يوميات الجمهور ويبقيهم على صلة مع المشتركين 24 ساعة.
لو عاد بك الزمن إلى الوراء هل تفكرين بالمشاركة ببرامج أخرى؟
من الممكن أن أقدم على برنامج يركز على الصوت وربما تأخرت بالتقديم كوني دخلت إلى "ستار أكاديمي" بعمر صغير جداً، وخبرتي كانت بسيطة، وموهبتي غير مصقولة، وكذلك وقوفي على المسرح وطريقة حملي للمايك، فالخطأ يظهر سريعاً ويبدو أوضح بسبب وجود أشخاص من أعمار مختلفة. كما أن البرنامج ركز عليّ بشكل خاص أكثر من سواي واستغلني إعلامياً لأني فتاة مثيرة للجدل كوني أغني على المسرح لأم كلثوم وباليوميات تظهر طفولتي.
تغنين وتمثلين وتكتبين الشعر وتعزفين وتلحنين وترقصين، فهل تصفين نفسك بمتعددة المواهب؟
لا أستطيع العيش من دون فن بكل أشكاله وألوانه وأنواعه وحالاته، وأتمنى أن أبدع بهذا المكان.
هل ممكن أن تسيري على خطى شريهان وأمل عرفة مثلاً؟
أتمنى ذلك، فأنا أحبهما كثيراً، وسبق وسئلت من هي أكثر مغنية مثلت بطريقة صحيحة؟ فأجبت بسؤال يقول من هي أفضل ممثلة غنت بطريقة صحيحة؟ بالتأكيد الجواب أمل عرفة. فهي من الممثلات اللواتي يمتلكن صوتاً جميلاً ويغنين بطريقة جميلة، والأعمال التي غنت بها إلى جانب التمثيل حققت جماهيرية عالية ونجحت بفظاعة. أمل عرفة قادرة "تشيل دور" تمثيل وغناء بكفاءة عالية فهي ممثلة رائعة وأنا أعشق فنها، وكذلك منى واصف التي كانت تقدم عروضاً استعراضية وتمثل وكذلك مودل وكانت جميلة جداً، وأغلب فناني المسارح الاستعراضية يتقنون التمثيل والغناء والرقص وأتمنى يوماً ما أن أتشبه بهم ولكن بطابع خاص بي.
لقبك جمهورك بأكثر من لقب أيها تفضلين ولماذا؟
ياسمينة الشام لأني شامية أولاً، وأشعر بأنه يشبهني كثيراً.
غنيتِ بعدة لهجات، هل الأمر إيجابي؟
أرى أنه ضياع للمغني بهويته الغنائية، غنيت بالعراقي، واللبناني القريب على السوري، والجزائري باللهجة البيضاء القريبة على الفصحى، ولغاية اليوم لم أتخذ لنفسي خطاً واضحاً، وهذا الأمر يظلمني كمغنية، وهذا ما أعمل عليه حالياً، وهو بناء هوية حقيقية لسارة فرح.
متى ستطلقين ألبوماً كاملاً خاصاً بك؟
أحضر حالياً لـ"ميني ألبوم" اعتمدت خلاله على طريقة جديدة بالتوزيع وستايل مختلف، وهو "غربي مشرق" بعض الشيء، وأعمل حالياً على خلطة تتناسب مع عقليات الشباب الجديدة الميالة إلى الراب والكلاسيك والجاز ويمتلكون لهفة للغربي.
ماذا عن الارتباط؟
لا شيء، مو وقتها (ضاحكة).
مكثت لفترة في لبنان فاعتقد البعض أنك غادرت البلد.
لم أستقر بشكل كامل في لبنان لكني ارتبطت بعقد مع شركة معينة هناك، ما اضطرني للتواجد بكثرة هناك، وبالمقابل كنت دائمة التواجد في سورية، وحالياً أنا مستقرة بشكل شبه دائم في دمشق.