هو النجم الآتي من مدائن الطرب الأصيل، وصاحب الموهبة المكللة بالعراقة وحسن الأداء، وهو الفنان الحساس.
صبحي توفيق الفنان المقل بأعماله لأسباب إنتاجية، يفتح قلبه لموقع الفن ويكشف خبايا واسرار الفن اليوم بصراحة تامة.
الغياب... غير المبرر
صبحي توفيق يصدق فيك مطلع أغنية سيد درويش "زوروني كل سنة مرة"؟
الغياب أحيانًا عند الفنان هو بمثابة الإحترام والتقدير لفنه ولمستوى رسالته الفنية والإبتعاد عن الإنزلاق في رتابة ورداءة المطروح على الساحة الغنائية. المساومة ليست بالوارد، واية خطوة ناقصة تشكل عقبة في مشواري الفني، وبالتالي تؤثر على صورتي في أذهان الناس.
لكن صبحي توفيق صوته إبن هذا الزمن الفني اليوم؟
الصوت الاصيل والموهبة الحقيقية إبنا كل الأزمنة والأمكنة، لأنهما مثل حبة الألماس، لكن المحيط العام اليوم يميل إلى الإستهلاك والإيقاع السريع. وطبعًا هذه الحالة تنعكس تلقائيًا على نوعية الغناء. أنا أجاري العصر ضمن قناعاتي الفنية وأسعى دومًا لتقديم الأفضل.
كيف تقيّم حالة النجومية الفنية اليوم؟
"شوف" النجومية تقوم على عوامل تقنية في الغناء. أولها القبول عند الناس والموهبة الصادقة والأداء والإحساس. فإذا توفرت هذه العناصر كان حاملها نجمًا.
هل الأغنية العربية عمومًا واللبنانية خصوصاً في حالة صحية جيدة؟
طبعًا المناخ الغنائي العام ملوث، إنما بفضل شريحة من الفنانين الأصيلين الذين يسعون للفن النظيف، توجد استثناءات لها قيمتها وما زالت محافظة على مستواها الفني. أنا حريص على اختيار الكلمة البناءة لأنها الأساس واللحن الجميل وهاتان القاعدتان هما ركيزتا الأغنية.
من ماذا تخاف على الصعيد الفني؟
الحمد لله من كان سلاحه رب العالمين لا يخشى شيئاً ويصبح الخوف عنده مجرد كلمة. أنا محافظ على طقوسي الغنائيّة، على مفرداتي وحريص جداً على تقديم الأفضل.
رحلة وذكرى
ما بين الفترة الزمنية التي انطلقت منها وحتى اليوم ماذا تغير بخريطة الأغنية؟
حصلت حالة اليوم من الفوضى على الساحة الغنائية لأسباب عديدة، أولها عدم وجود جهات رسمية تنظم الوضع الغنائي، ثانيًا هيمنة بعض شركات الإنتاج بفترة ما على الساحة الغنائية وهذا ما سبب وفرض الذاتية. بالامس كانت الأغنية محاطة بأصوات عملاقة قدمت للمكتبة الغنائية إرثًا شكل مرجعًا للأصوات الشابة، اليوم لا توجد رقابة وانحدر مستوى الكلام والألحان وأثرت برامج الهواة على خلق أزمة سير خانقة في الشارع الغنائي.
هل تؤمن بالحظ في حياة الإنسان؟
الحظ بالنسبة لي فرصة، إنما الفرصة وحدها لا تصنع مستقبلاً، بالعكس الإجتهاد والمثابرة هما الطريق نحو الغد.
لو كنت وزيراً للثقافة كيف تتعاطى مع الوضع الفني؟
لا تهمني السياسات والمناصب، إنما على وزارة الثقافة أن تكون أكثر فعالية تشدد على وضع ضوابط وقوانين حازمة وتؤلف لجنة رسمية من المختصين بالفنون لتشرف على رفع مستوى الفن عمومًا.
أين هو دور النقابة من هذا الأمر؟
النقابة الفنية عندنا في لبنان تعمل إنما الظروف لا تساعدها على فرض رسوم وقوانين على الفنانين الأجانب أسوة بالدول الأخرى.
الحياة ... واشياء اخرى
هل تبنى السعادة أم تكون حالة فطرية عندنا؟
برأيي لا توجد سعادة وهذا الإحساس الذي نسميه سعادة يولد من القناعة التي تعدل الميزان في حياتنا.
ما هي الملفات التي تشغلك بعيدًا عن الفن؟
ملفات إجتماعية كثيرة تقلقني وتجعلني أخاف على أولادي مثل ملف المخدرات وتصنيف المرأة وملف إعطاء الجنسية وغيرها.
كيف تقيّم علاقتك بأولادك؟
نحن أصدقاء، نتشارك الآراء وأنا ضد مبدأ العنف بالتربية، على العكس دع الولد يخطئ، طبعًا تحت رعايتك ليتعلم الصواب من الخطأ.
بصراحة وبعيداً عن عيون القراء والناس صبحي توفيق فنان بيتوتي؟
"ليش بتحركش بالجمر تحت الرماد"، إيه بيتوتي لسبب، أنا من أختار حياته وأسرته وهذا الإختيار يفرض علي الإلتزام.