صحيح أنه ينحدر من أسرة فنية إلا أنه استطاع أن يكوّن شخصيته الفنية الخاصة أكان في الغناء أم التوزيع الموسيقي.
وقع العديد من الاعمال الناجحة التي تعاون فيها مع أهم نجوم الغناء في العام العربي منهم أيمن زبيب ووليد توفيق وصابر الرباعي جوزيف عطية، نوال الزغبي وغيرهم .. الفنان مارك عبد النور يطل مجدداً عبر الفن ليتحدث عن فترة غيابه عن الساحة الفنية وعن أعماله الجديدة التي كان آخرها أغنية مسلسل "كاراميل" مع الفنانة نوال الزغبي.. وإليكم التفاصيل:
بعد سلسلة التعاونات الناجحة مع أهم الفنانين، وبعد إصدار أغانٍ خاصة بصوتك .. لماذا ابتعدت فترة عن الساحة؟
لم يكن هناك بُعد عن الساحة الغنائية، ولكن كما تعلم في هذا المجال قد تنجز أغنية في شهر آذار لكن الفنان يطرحها في شهر أيلول. أشهر قليلة ظهرت فيها كأنني غائب عن الساحة كنت احضر مجموعة اعمال لنوال الزغبي وصابر الرباعي وفنان صاعد اسمه فضل فارس ... هذا فضلاً عن الحفلات والأعراس والارتباطات التي كنت ألبي دعوتها واشارك فيها. وبالتالي اعتبر أنني متواجد في كل الاماكن التي كان يجب أن أتواجد فيها.
بعد فترة التحضير هل من الممكن ان يتأخر الفنانون عن طرح هذه الأغاني؟
طرحت أغنية "نوال الوغبي" وهي شارة مسلسل "كراميل" الذي سيعرض خلال شهر رمضان. أما أغنية صابر فهي من ألحان طلال ومن المفترض أن تصور على طريقة الفيديو كليب وتطرح بعد شهر من الآن. أما الفنان الشاب فضل فارس فحضرت معه 3 أغاني.
كيف يطور الموزع الموسيقي نفسه في هذا المجال ؟
عليك أن تبقى متابعاً لكل جديد. الكومبيوتر أصبح عنصراً أساسياً في عملنا بينما في الماضي كانت تحضر الفرقة إلى الستديو لتسجل الأغنية. من هنا عليك أن تكون ضليعاً في البرامج المتخصصة وعليك أن تغني مكتبتك الموسيقية بالمؤثرات الصوتية الجديدة والمبتكرة والايقاعات.. طبعاً كل هذا لا ينفع اذا لم يكن لديك موهبة في التوزيع. لكن كما قلت التطور في هذا المجال ضروري لكي تحافظ على وجودك على الساحة الفنية وتقدم أعمالاً جديدة.
مرت فترة كان توزيع الأغاني يرتكز على عدد كبير من الآلات الموسيقية، لكن أصبحنا نستمع في الآونة الأخيرة إلى توزيع يعتمد على عدد قليل من الآلات ؟
الأمر كله متعلق بالذوق الفني! أنا من الأشخاص الذين يحبون الآلات الموسيقية وكل أغنياتي في الكمنجات، القانون، الناي، ايقاعات مباشرة وغيرها .. لا أعتمد سياسة التوفير في هذا الأمر أبداً. لكن هناك بعض الأغاني التي قد لا يناسبها الاكثار من الآلات وبالتالي كل أغنية لها خصوصيتها وتتبع رؤية الموزع لهذا العمل الفني.
بعض الموزعين ينجحون بالأغاني الايقاعية فيتم حصرهم في هذه الفئة من الأغاني فقط.
انا شخصياً لم أواجه هذا الأمر. في مسيرتي الموسيقية نفذت الكثير من الأعمال المنوعة ولاقت جميعها نجاحاً باهراً. مثلاً "الله شو بحبك" تسمع المقسوم البطيء، "يا سعل" تسمع المقسوم الشرقي اللبناني/المصري، "كرمالك يا حبيبي" الايقاع البلدي، "لو غربوها"، "شو هيدا يلي قبالي" كلها أغاني مختلفة. وبالتالي لم أصبغ بلون غنائي واحد.
هل تنتهي صلاحية التوزيع في حال تأخر الفنان بطرح الأغنية لمدة طويلة ؟
المشكلة هي عندما تبقى الأغنية وقتاً طويلاً مع الفنان ولا يطرحها. الموضة الموسيقية تتغير فإن اليوم رائج الايقاع "Gipsy" والغيتار قد يصح بعد فترة ال "salsa" هو الرائج. وبالتالي بقاء الأغنية طويلاً مع الفنان يضر بقضيته. لكنني فنان وأعرف انه قد يتعرض لبعض الظروف الخارجة عن ارادته وتجبره أن يضع عمله جانباً بسبب المشاكل الانتاجية. برأيي كلفة الأغنية هي الأرخص في هذا المجال والأهم هو الترويج ودعم العمل. الأغنية "المرتبة" نعرف كم كفلتها حتى في التعاون مع الزملاء، لكن الميزانية الأكبر هي للدعم.
هل للموزع حرية في كاملة في التصرف بالعمل أم يخضع لشروط وتوجيهات الملحن ؟
الملحن عنصر أساسي. لكن كل الملحنين أصبحوا يعلمون ان الموزع يكمّلهم ويكمّل عملهم. المحلن اليوم لم يعد يتعب كما في الماضي حين كان الملحن هو من ينفذ الأغنية كاملة من المقدمة إلى الصولوهات والمقاطع. أما اليوم فالملحن يقوم بتلحين مقطع واحد للأغنية بينما يقوم الموزع بالمقدمة والصولو ولحن المقاطع نفسه فهو من يغير الايقاعات ويضيف الأفكار. ولكي أكون عادلاً يمكن القول إن عملنا أصبح متساوياً.
اذا الموزع يستطيع أن يلحن ؟
الموزع هو ملحن لكن الملحن لا يمكنه أن يوزّع. قد يكون في رأسه جمل موسيقية رائعة ولكنه لا يعرف كيف يترجمها من خلال الالات الموسيقية المتعددة. لكن الموزع طالما يقوم بالمقدمة وغيرها في الأغنية فهو يلحن. وبالتالي نحن من نضع هوية الأغنية وليس الملحن.
"كراميل" هو أول تتر مسلسل لبناني تشارك فيه مع نوال الزغبي. كيف كانت التجربة ؟
كانت تجربة جميلة. أنا سبقت واجتمعت مع نوال في عدد من الحفلات لكن لم نتحدث. هي شخص لذيذ جداً ومتواضع وتتمتع باخلاق عالية وهي شخص محترف جداً في الغناء والتسجيل، فقد استغرق وضع صوتها على الأغنية 20 دقيقة فقط.
لماذا أصبح غناء شارات المسلسلات تجربة مهمة للفنان في هذه الفترة ؟
بكل بساط لأن الفنان عندما يطرح أغنية ويصورها كليب ويدعمها بخجل لمدة شهر على الشاشات والاذاعات أمر، وعندما تأتي شركة انتاج تنفذ مسلسلاً ضخماً كلفها الملايين وسيتم عرضه على 10 محطات عربية وفضائية ولمدة شهر كامل. من هنا كمية انتشار الأغنية يصبح أضعاف أضعاف الأغنية العادية.
أغنية "ملكة قلبي" كانت آخر أغنية خاصة لك ورافق طرحها مشاكل كثيرة. فهل ظلم مارك عبد النور نفسه كفنان ؟
انا شخص واقعي جداً. القدرة المادية كانت بهذا الحجم بالاضافة إلى الكليب تم تصويره وكان هناك جهة راعية ولكن بسبب الخلافات تأخر طرح الكليب 8 أشهر! طرح العمل في بداية هذا العام وكما تعلم الناس مهموكة بأمور كثيرة وأهم من الفن. والجمهور لا يتفاعل مع الاغاني التي نطرحها لأن لديهم هموماً أخرى.
وهل من أغانٍ خاصة لك جديدة ؟
في الوقت الراهن لا أعمال جديدة خاصة، لأنني مشغول بالتوزيع والحفلات كما أن الأغنية الأخيرة بحاجة إلى بعض الأشهر لتلقى الانتشار المناسب.