يُعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي الانْصِمامِيَّ الخُثارِيَّ المزمن (CTEPH) ومرض ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي (PAH)، من أمراض فَرْطُ ضَغْطِ الدَّمِ الرِّئَوِيّ النادرة والذي يعتبر مرضًا وخيمًا وتقدميًا يصيب الرئتين والقلب، ويقلب حياة المريض رأسًا على عقب، ويشكل خطرًا على حياته.
بات في متناول الأشخاص المصابين بهذا المرض، نظام علاجي جديد عن طريق الفم قد تمّ استحداثه، وهو مفيد على وجه الخصوص لأولئك المرضى الذين لا يستعيدون عافيتهم أو يعاودهم المرض بعد العملية الجراحية.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جورج دبر، رئيس قسم الطب الرئوي والعناية المركزة في مستشفى "أُوتيل ديو دو فرانس"، أستاذ مساعد في كلية الطب في جامعة القديس يوسف: "هذا هو العلاج الذي تشتد الحاجة إليه لدى المرضى الذين لا تتوفّر لهم خيارات علاجية مؤكدة في الحالات التي لا يمكن معالجتها بالتدخل الجراحي، والتي لا يتغلّب فيها المصابون على المرض أو يعاودهم بعد الجراحة".
أضاف: "غالباً ما يكون تشخيص مرض فَرْطُ ضَغْطِ الدَّمِ الرِّئَوِيّ مدمرًا ومصحوبًا بأعراض منهكة للقوى، حيث يبدأ المريض بالمعاناة والشكوى من ضيق في التنفس والدوخة والاغماء. من هنا، يضحي العلاج الذي يحقّق تحسنًا سريريًأ جديًا ويخوّل المرضى المشاركة في أنشطة يومية يعتبرها الكثير منا أمرًا مفروغًا منه، خطوةً كبيرة إلى الأمام كثيرًا ما تشتد الحاجة إليها".
وتُسخدم أيضًا العمليات الجراحية كعلاج وحيد معتمد لدى بعض الحالات التي تعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي الانْصِمامِيَّ الخُثارِيَّ المزمن (CTEPH)، حيث يتمّ اسْتِئْصال الخَثَرَةِ و بِطانَةِ الشِريان الرئوي الناجمة عن المرض. ومع ذلك، فإن ما يصل إلى 40% من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي الانْصِمامِيَّ الخُثارِيَّ المزمن، لا يمكن معالجتهم كم خلال التدخّل الجراحي، و35% منهم لا يشفون تمامًا أو يعاودهم المرض بعد العملية الجراحية.