نوه وزير الاعلام العماني الدكتور عبد المنعم الحسني، في حديث خاص الى الزميلة وداد حجاج في "اذاعة لبنان" التي مثلت وزارة الاعلام في الدعوة التي وجهتها وزارة الاعلام العمانية لزيارة السلطنة، ب "الخطوة التي يقوم بها وزير الاعلام اللبناني ملحم الرياشي بتحويل وزارة الاعلام الى وزارة للحوار والتواصل"، وقال: "اننا نعيش الان عصر التحولات النوعية، وعالمنا العربي محطة اساسية للكثير من هذه النقلات، فما اجمل ان نعود دائما الى طاولة الحوار الحضاري الراقي والتواصل بيننا، ربما نختلف في بعض الافكار لكننا دائما نتفق ان هذا الاختلاف لا يفسد للود قضية"، معتبرا "اننا في امس الحاجة في هذه المرحلة الى فكرة الحوار والتواصل واللقاء مع الاخر".
وردا على سؤال عن كيفية تعامل وزارة الاعلام العمانية مع جيل الشباب، في ظل ثورة المعلومات قال: "ان وزارة الاعلام العمانية تتعامل مع جيل الشباب بانفتاح، فاعلام الثمانينات غير اعلام التسعينات والالفية وغير ما نعيشه الان، نحن امام جيل شباب يطلع على عالم مفتوح حيث تأتيه المعلومة من كل انحاء العالم، ودور المؤسسات والجهات المشرفة على العمل الاعلامي هو احترام رأي الشباب واستيعاب ارائهم وافكارهم، وبث التوعية المستمرة باننا كلنا في قارب واحد اسمه الوطن، وهناك الكثير من التحديات وربما المنغصات في كل ما
نسمع ونقرأ، لكن في عمان ايمان قوي بشبابنا واجيالنا، لذلك هناك الكثير من المبادرات كمشاريع دولة للاهتمام بجيل الشباب والتواصل والتحاور معهم"، مشيرا الى "اننا كعرب امام كوارث كثيرة والكثير من المآسي التي تهيمن على المسرح العالمي"، مبديا تفاؤلة بان "الرسالة الاعلامية العربية لا بد ان تكون رسالة انسانية حضارية"، منتقدا "السياسة الاعلامية التي تحتفي بالموت وتنشر كل ما هو مقزز وسيىء، وهذه واحدة من التحديات التي تواجه المؤسسات الاعلامية الان، وللاسف الشديد نحن كمؤسسات اعلامية عربية صدرنا رسالة الصراع والموت والقبح، بينما نحن في امس الحاجة لتصدير المحبة والجمال والسلام والاحتفاء بالحياة، هذا هو دورنا والرسالة التي يمكن ان نصنعها لابنائنا اولا، ثم بعد ذلك للاخر من خارج دولنا العربية".
ونفى الوزير الحسني ان "تكون الصناعة الاعلامية العمانية خجولة مقارنة مع الدول العربية الاخرى، لان عمان تسير وفق نهجها السياسي الداخلي والخارجي، وعمان عبر مسارها التاريخي الحاضر والقديم لا تحب الثرثرة، ولا نلهث وراء الفقاعات الجوفاء ونحن نتحدث عندما يكون للحديث معنى، ورسالتنا الاعلامية تقوم دائما على الهدوء والتوازن".
واشار الوزير الحسني الى ان "كل الدراسات والبحوث على مستوى العالم العربي والعالم اثبتت ان الوسائل الاعلامية الرسمية لا تزال تحظى بالمصداقية تجاه الجمهور"، مؤكدا ان "الاعلام الرسمي حاجة ضرورية، لكن بالمقابل على الاعلام الرسمي ان يتابع ويواكب ما يحدث في العالم وهذا هو التحدي الذي تواجهه المؤسسات الاعلامية الحكومية".
اضاف: "ليس صحيحا ان بلداننا العربية هي اكثر بقعة سوداء، هناك الكثير من الابداعات والكفاءات والطاقات الشبابية الابداعية التي لا يهتم الاعلام الخاص بالاضاءة عليها، فمن هنا ضرورة ان تقدم المؤسسات الاعلامية الرسمية ابناءها كنماذج مشرفة".
وختم الوزير الحسني: "ما يواجهه العالم الان من تحديات ليس فقط في عمان بل في كل العالم، هو بضرورة متابعة الاعلام الالكتروني ووضع تشريعات وقوانين لضبط هذا الاعلام عبر مواثيق مهنية اخلاقية، وعلينا ان نعترف ان الحل لا يكون بحجب بعض المواقع، بل من خلال سن تشريعات معاصرة مواكبة لهذه الثورة التقنية الحديثة"، محذرا مما تقوم به بعض هذه المواقع من "تهديد لاوطاننا من خلال رسائل الفتن والعنصرية والكراهية التي تبث".
يذكر أن الزميلة حجاج قد زارت سلطنة عمان بدعوة رسمية من وزارة اﻻعﻻم العمانية،وزارت من ضمن جولتها اﻻعﻻمية "دار أﻻوبرا السلطانية " الصرح الموسيقي والثقافي والسياحي الكبيرفي مسقط،و "بيت الموسيقى العمانية التقليدية " التابع لوزارة اﻻعﻻم العمانية والذي يهتم بحفظ وارشفة الموسيقى العمانية التقليدية والتراثية بأحدث الطرق التقنية،وكذلك زارت "جامعة السلطان قابوس"المدينة الجامعية الضخمة والتقت رئيس قسم الموسيقى فيها الدكتور ماجد الحارثي.