قد يرى البعض أن مُصطلح "الشللية" مُعبر عن فكرة الجماعة والإرتباط ولكن حينما يرتبط بالأعمال الفنية فهو لا يعني سوى "الشلل" وقد أثبتت الكثير من الأعمال صدق هذا الأمر خلال السنوات الأخيرة التي إنتشرت فيها تكرار التعاونات مع نفس فريق العمل سواء الفنانين أو المؤلفين أو المخرجين الأمر الذي وصفه كثيرون بأنه يُصيب الجمهور بالملل والرتابة، وكي نكون عادلين فهناك من يرون أن السيناريو هو ما يتحكم في الإختيارات بالنسبة لتكرار التعاون من عدمه.. "الفن" يرصد لكم في التحقيق الآتي رؤية بعض صُناع الفن عن فكرة الشللية بخاصة مع وجود كم كبير من التكرار الفني في الأعمال الدرامية المقرر عرضها هذا العام في شهر رمضان، إلى جانب رصد هذه الأعمال بالأسماء والتفاصيل في السطور المقبلة:
"أعمال كثيرة يُكرر فيها صُناع الدراما هذا العام تعاوناتهم مع بعضها البعض والأمر ليس أكثر من إستسهال وعدم البحث عن المتاعب بالتعاون مع أشخاص جُدد طالما أنني أجد راحتي الفنية مع من تعاونت معهم من قبل".. هذا هو الفكر السائد في الوقت الحالي بخاصة مع هذا العدد الكبير من التعاونات المُكررة، فالفنان عادل إمام يتعاون في مسلسله الجديد "عفاريت عدلي علام" مع المؤلف يوسف معاطي للمرة الخامسة ومع إبنه رامي إمام للمرة الرابعة، هذا ويُكرر يوسف الشريف تعاونه مع المخرج احمد نادر جلال للمرة الثالثة ومع المؤلف عمرو سمير عاطف للمرة الرابعة من خلال مسلسل "كفر دلهاب"، كذلك تتعاون الفنانة إيمي سمير غانم مع زوجها الفنان حسن الرداد للمرة الرابعة من خلال مسلسل "نوح" بعد مسلسل "حق ميت" وفيلمي "زنقة ستات" و "البس عشان خارجين"، اما عمرو سعد فيُكرر تعاونه الثالث مع المخرج مجدي احمد علي في مسلسله الجديد "ايام حسن الغريب"، وتُكرر الفنانة وفاء عامر تعاونها مع شقيقتها أيتن للمرة الخامسة من خلال مسلسل "الطوفان" إلى جانب أنه التعاون الثالث ما بين ماجد المصري واحمد زاهر اللذان يُشاركان في نفس المسلسل، ويُكرر كريم عبد العزيز تعاونه مع المخرج وائل عبدالله في مسلسل "الزئبق"، وامير كرارة مع المخرج محمد بكير بعد عدة تعاونات سابقة، وطارق لطفي مع المخرج احمد مدحت للمرة الثانية على التوالي، وكذلك الحال بالنسبة للفنانة يسرا والمخرج هاني خليفة اللذين يتعاونان هذا العام في مسلسل "تحت أمر السيادة"، والأمر يتكرر مع غادة عبد الرازق في مسلسل "أرض جو" مع المخرج محمد جمعة الذي تتعاون معه للمرة الثانية، ويُكرر المخرج محمد شاكر خضير تعاونه مع المؤلف تامر حبيب للمرة الثالثة على التوالي من خلال مسلسل "حتى لا تطفئ الشمس"، والأمر نفسه مع الفنانة دنيا سمير غانم التي تُكرر تعاونها مع المخرج احمد الجندي من خلال مسلسل "الضايعين" إلى جانب أن فريق عمل المسلسل يُعتبر هو نفسه الذي ظهر في أعمالها السابقة.
الشللية إستغلال للنجاح
هذا وقررنا الحصول على بعض آراء صُناع الفن في رأيهم بفكرة الشللية بشكل عام، وكانت البداية مع الناقدة خيرية البشلاوي والتي قالت: "دعنا نتحدث في البداية عن الأسباب التي زادت من إنتشار فكرة الشللية وأولها نجاح بعض الأعمال الدرامية وإستغلال هذا النجاح لتقديم أجزاء أخرى لا يكون هدفها تقديم إفادة للجمهور بل إستغلال للنجاح وإستسهال من المنتجين، وأنا رأيي أن تجديد الدماء على الساحة الفنية أمر ضروري ومحاكي للإبداع ولا بد من إعادة التفكير من جديد من جانب كل صناع الفن أن يعمل كل منهم بضمير وتركيز وعدم إستسهال لأن لدينا مواهب كثيرة في مصر تستحق التواجد على الساحة".
الشللية والتكرار
ومن ثم جاء رأي المؤلف عبد الرحيم كمال وقال فيه: "يجب في البداية أن نُفرق بين فكرة الشللية وتكرار التعاون لأن هناك فارق السماء والأرض بين العنصرين، فالشللية تعني الجماعة أو شلة معينة لا تظهر إلا مع بعضها البعض في أعمال فنية وهذا غير موجود بنسبة كبيرة لدينا في الأعمال المصرية، كما أنني لا أهاجم تكرار التعاون بين النجوم وبعضهم البعض طالما أن ممثلاً يرتاح مع مخرج وممثلين آخرين وحققوا النجاح فليس بها ضرر، ومن ناحية أخرى ليس هناك فنان يظل يُكرر تعاونه مع نفس فريق العمل طوال العمل لأن ذلك روتين وغير مفيد للفنان والجمهور، ولا أعتبر تعاوني مع الفنان يحيى الفخراني لعدة مرات في أعماله الدرامية الأخيرة شللية بل أنه تكرار للتعاون بيننا والحمد لله الأمر تكلل بالنجاح والعام الماضي تعاونت مع عمرو سعد في يونس ولد فضة وهذا دليل على التنوع والإختلاف".
تغيير مُستمر
أما المُنتج محمود شميس.. فيقول: "أعتقد أن سبب تكرار التعاون سواء بين النجوم وبعضهم البعض أو النجوم والجهات الإنتاجية أو الإخراجية سببها الراحة الفنية التي يشعر بها البعض حيال المشاركة مع مخرج أو جهة منتجة أو فنان معين، فهناك من يقلقون من التعاون مع شركات إنتاج جديدة عليهم أو مخرجين غير الذين تعاونوا معهم، لكن في الوقت نفسه أنا مع تجديد الدماء على الساحة الفنية ومن الضروري أن يكون هناك إختلاف وإبتعاد عن فكرة الشللية لأن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، وانا كمنتج أكون حريصاً على التنوع والإختلاف فيما أُقدمه للجمهور من دون أن أُكرر تعاوناتي مع نفس الفنان بل يكون هناك تغيير مستمر سواء مع الإخراج أو النجوم الذين أتعاون معهم".
السيناريو هو البطل الرئيسي
ومن جانبه يقول المنتج جمال العدل رأيه: "أعتقد ان السيناريو هو الأساس والبطل الرئيسي لأي عمل فني من وجهة نظري، وطالما أن هناك سيناريو جيد وبه كل العناصر المؤهلة للنجاح فتكرار التعاون مع فنانة أو مخرج لا يُعتبر شللية بخاصة أن شركة العدل تعاوننا مع أكثر من فنانة لأكثر من مرة وحققنا نجاحات كبيرة، فنحن نتعامل مع الفن على أنه عملة نادرة نُريد الحفاظ عليها وهذا الكلام أقوله بمنتهى الموضوعية، وهناك دلائل تُثبت صحة كلامي أن هناك دماء جديدة كثيرة تعاوننا معها سواء في التأليف أو التمثيل أو الإخراج وحققوا النجاح وكانت الأعمال التي أنتجناها بمثابة الإنطلاقة لهم".
موضوع خطر ويجب معالجته
هذا ويؤكد المخرج احمد خالد موسى أن فكرة الشللية خلقت حالة من الجمود والروتين الفني، ويستكمل رأيه قائلاً: "أرى بعض الفنانين يتعاونون مع نفس المخرج والجهة المنتجة وكذلك نفس القناة الفضائية وهذا أمر غير جيد على الإطلاق لأن ذلك بمثابة قتل للإبداع وإستسهال للبحث عن مواهب جديدة سواء كان في التأليف أو الإخراج أو التمثيل، لذا أرى فكرة الشللية موضوعاً خطيراً ويجب معالجته، وطالما أننا عالجنا فكرة البطولة المطلقة وسيطرة النجم الأوحد طيلة حلقات المسلسل الدرامي خلال السنوات الماضية وسيطرت البطولات الجماعية على الساحة فمن السهل أن نُغير من فكرة النمطية التي خلقتها الشللية".