تجتمع إبداعات الفنانين نذير طنبولي وشيكو با ومحمد أبو النجا، ليُضفي كل منهم تأثيراته الثقافية الخاصة وتعبيره الذاتي على عمل مشترك، يستكشف بعض الجوانب والسمات التي لا تُحصى للهوية الإفريقية.
وتأخذنا لوحة "مشاهد البهجة" للفنان نذير طنبولي إلى عالم غرائبي من الألوان المنسابة، والأشكال البشرية والشخصيات الأسطورية. يعود طنبولي إلى مصر ليستكشف ويُبحر في هذه الجوانب والأماكن واللحظات التي تمتاز بأنها مألوفة وغير مألوفة. وتزخر إبداعاته الفنية هذه بحس من الذهول البريء والروح الحيوية، من خلال استخدامه البارع للألوان والخطوط والتراكيب.
ويُسخّر الفنان شيكو با من السنغال طيفاً من الوسائل لإنجاز رسوماته الجذابة وغير المقيّدة، والساخرة كثيراً، والتي تتأمل في الحالة الإنسانية للهوية والقيود الجغرافية. ويُشكّل كل عنصر، بما في ذلك التذاكر، وعلب التغليف، وإعلانات الجرائد، وشنط التسوّق والأقمشة، متناقضات مرئية وبنيوية في الملصقات الفنية التصويرية الأثرية المعاصرة للفنان شيكو. وتحتضن الأعمال الفنية النابضة بالحياة والحركة، ألوان مُلفتة وتراكيب تعكس الطاقة والتوترات لجذور الفنان من غرب إفريقيا.
أما أعمال الفنان المصري محمد أبو النجا، فتسعى لتصوير روحه باستخدام جوانب الألفة وتفاصيل الحياة اليومية والأماكن والتصرفات الاعتيادية، ويبدو ذلك في العلامات والتراكيب والأشكال الحسية على سطح منحوتاته الورقية اليدوية. ويُعبّر أبو النجا عن قصته الفنية من خلال سلسلة من الكتب، يجمع فيها عناصر لنهجه العاطفي في مسعاه وراء تحقيق السعادة الشخصية.