بعدما امتعت الجمهور العربي بصوتها المميز وأشبعتنا من الطرب والأصالة.. تنفض الفنانة المغربية ليلى غفران عنها غبار الحزن والألم وتعود مجدداً إلى جمهور كان وفياً لها خلال كل ما مرت به ودعماً كبيراً لها في مأساتها وضعفها. تعود اليوم غفران إلى الساحة الفنية باصرار وعزيمة قويتين لتضيف إلى الفن نكهتها الخاصة والفريدة، بعدما كانت لها نجاحات عديدة مع أهم صناع الأغنية العربية تجسدت بأكثر من 10 ألبومات غنائية منها "عيونك قمري"، "أنا اسفة"، "كل شيء ممكن"، "هذا اختياري"، "ملامح"، "اكتر من أي وقت"، "الجرح من نصيبي"، "أحلامي"... موقع "الفن" التقى غفران وكان لنا معها هذا اللقاء الذي تحدثت فيه عن الفن والعودة إلى الساحة الغنائية ومشاريعها المستقبلية وغيرها من المواضيع ...
أخبرينا أوّلاً كم مضى على غيابك عن لبنان؟
دائماً ما أقوم بزيارة بيروت مرّات عديدة من أجل لبنان نفسه وبهدف التسوّق أيضاً. كما أنني أتواجد حالياً في لبنان حيث أقوم بتصوير حلقة مميزة وشيّقة ضمن برنامج حرب النجوم مع الملحن والصديق هيثم زياد وسيشاركني الحلقة الفنان أحمد دوغان.
هل تحبين لبنان من أجل التسوّق فقط؟
لا تقتصر محبّتي للبنان على التسوّق فحسب بل نظراً لما يتّسم به هذا البلد من روعة وجمال في طبيعته ناهيك عن شعبه الطيب.
هناك ألبوم جاهز في الستوديو لم تضعي صوتك عليه. لماذا؟
(مين اللي بعتك عليي)، ضاحكة. لا أستطيع أن أغني إلا ما أشعر به. ولا أغني إلا ما أراه يرفع من معنوياتي ومن شأني ومن نجاحاتي وتاريخي. فأنا لا أغني لمجرّد التواجد على الساحة الفنية. بنيتُ ليلى غفران الفنانة بصعوبة وما وصلت إليه اليوم هو نتيجة مجهود كبير، لذا أحترم جمهوري ولا أريد أن أخسره لمجرّد تقديم أغنيات بل أريد أن يفتخر بأغانيّ، كما سأقوم باختيار ما يتناسب مع صوتي وأصدر الألبوم في الصيف المقبل.
غنيت العديد من اللهجات، هل ستعاودين تقديم اللهجة المغربية؟
لا شكّ أني غنيّت اللهجتين، الخليجية والمغربية، إذ إنّ أوّل أغنية قدمتها خلال مسيرتي كانت تنتمي الى اللهجة المغربية. ومن أبرز الأغاني المغربية التي قدّمتها كانت أغنية "يا ولادي". وبالطبع سأقدّم أغاني مغربية الى جانب تلك المصرية والخليجية.
وكيف تصفين محبتك للفنانة سميرة سعيد. هل لأنها مغربية؟
لا فالموضوع لا يتعلق بالجنسية، بل لأنّ سميرة سعيد فنانة كبيرة وعطاؤها الفني مفعم بالنجاح، وهي محترمة جداً وتحب فنها مثلما أحبّه، وأراها عاشقة للغناء.
وأنت أيضاً عاشقة للغناء في زمن قلّ فيه الطرب. كيف استطعت أن تجذبي جمهور الشباب بأغنيات طرب قصيرة؟
بداية، كي أتمكن من جذب الجمهور، عليّ التواجد بينهم، لذا أحبّ التعامل مع الناس ودائماً ما أخرج الى الشارع لأختلط بهم، وأكتشف كيفية تفكيرهم، كما إنّني أتواصل مع الشباب بشكلٍ مستمر. وأعتبر نفسي إنسانة طبيعية، الأمر الذي يدفعني لمعرفة أجواء الشارع وما الذي يريده الجمهور لأتمكّن من انتقاء أغنياتي بشكلٍ جيّد.
هل تعتبرين نفسك مغربية أم مصرية الجنسية؟
لن أكون أنانية في هذا الموضوع. فأنا أحمل الجنسيتين، وأحترم البلدين، الأوّل الذي ولدت فيه والثاني حيث نجحت وجعل من ليلى غفران ما هي عليه اليوم.
لماذا برأيك أصبحت مصر مقلّة بالفنانين؟
السبب واضح، فعددٌ لا يستهان به من الفنانين في زمننا يلجؤون الى الغناء بهدف الشهرة فقط. أما الأصوات المميزة فهي قليلة والكلمات المتقنة ضئيلة أما الألحان العذبة فهي شبه غائبة. هو مجرد تواجد من أجل اللاشيء، إذ لم يعد الفنّ رسالة كما كان في السابق.
وبرأيك هل أنّ السبب يعود لمجرّد الاعتماد بشكلٍ كبير على الشكل الخارجي؟
طبعاً، فالاتكال على الشكل الخارجي من أبرز تلك الأسباب، حيث أنّ الفن كان رسالة وتاريخ، فيما أضحى اليوم منظراً لا أكثر.
أيّ ملحن أعطى ليلى غفران ما يليق بصوتها؟
لا شكّ أنّ الموسيقار سامي الحفناوي والموسيقار فاروق الشرنوبي قدّما لليلى غفران ألحاناً مميزة وتتناسب مع صوتي، وأكنّ لهما كل الحبّ والإحترام والتقدير، فلولاهما لما كنت حصدت هذا النجاح، خصوصاً أن الحفناوي لحّن لي قبل أن أكون مشهورة ودعمني أيضاً ووقف إلى جانبي، في وقتٍ لم يكن هو أيضاً معروفاً.
لماذا لم تدخلي مجال السينما خصوصاً أنّ مصر معروفة بكونها هوليوود العالم العربي؟
ببساطة، لأنّ السينما تتطلب طاقات كبيرة وتحتاج إلى جرأة، أما أنا فلست جريئة بتاتاً.
كيف تصفين نفسك غير جريئة وأنت من قام بأجرأ تاتواج؟
تبتسم وتقول، خضعت للتاتواج في وقتٍ كنت أتّسم بالجرأة، فاتبعت صيحات الموضة، لكن بعد فترة حاولت إزالته من خلال الليزر، لكنه ما زال موجوداً.
هل يمكن أن تتزوجي بعد لأنك عزباء اليوم؟
بالطبع، فالقلب لا يتوقف عن الخفقان في الحبّ لأكثر من مرة، فعندما يتوقف القلب يتوقف الحبّ.
هل يرجع سرّ إحساسك في الأغنيات إلى شعورك بالحبّ؟
ليس بالضرورة أنّ الحبّ هو فقط تجاه شخص معين، قد يعود شعوري الى حبي للجمهور، وهذا كفيلٌ بتزويد الأغاني التي أقدّمها بإحساسٍ عالٍ.
لمن تحبين أن تجددي له أغنية من الملحنين الكبار؟
أحبّ أنّ أجدّد أغاني لكلّ الملحنين، وأخصّ منهم الملحن الكبير بليغ حمدي.
هل لديك أغنية من ألحانه؟
لا، للأسف.
لو أردت أن تجددي له أغنية ما هي؟
أغاني بليغ حمدي لا تحصى ولا تعدّ، فكلّها تجذبني لغنائها من جديد، لكن قد أختار "الحب كلّه حبيتو فيك" للسيدة أم كلثوم.
أخيراً ماذا تقولين لقراء موقع الفنّ؟
أحبكم جداً وكل سنة وأنتم طيبين.