في العصر الذي تُعاني منه الأغنية اللبنانية والعربية من شح في الإبداع، أعادنا نادي أصدقاء زكي ناصيف للموسيقى إلى زمن قدّم فيه أجمل الأغنيات الخالدة حتى يومنا هذا، من لحن وكلمات وأداء، من خلال عرض غنائي قدّمه مجموعة من الشباب والشابات في الجامعة الأميركية لأكثر من ساعة بقيادة العميد المتقاعد جورج حرّو.
الحفل الموسيقى أقيم لتكريم فنانَين كبيرَين من لبنان قدّما أعمالاً طُبعت في ذاكرتنا، الراحلة سلوى القطريب التي رحلت باكراً عن عالمنا تاركةً إرثاً غنائياً كبيراً، والفنان روميو لحّود الذي قدّم للأغنية اللبنانية أجمل الأعمال غناها كبار الفنانين بصوتهم كسلوى القطريب وصباح وملحم بركات.
وقدّم الكورس عدداً كبيراً من أغنيات الزمن الجميل، غلبت عليها أغنيات سلوى القطريب وأغنيات لفنانين كبار من تلحين وكتابة روميو لحود نذكر منها: "خدني معك"، "على نبع المي"، "بكرا بتشرق شمس العيد"، "يا أهل الحبايب"، "قالولي العيد"، "أخدوا الريح" "شو في خلف البحر" والعديد من الأغنيات الخالدة التي تفاعل معها الحضور بشكل كبير.
تأسس برنامج زكي ناصيف للموسيقى في الجامعة الأميركية سنة 2004 بمبادرة من أساتذة الجامعة ومن محبي فن زكي ناصيف، ويهدف البرنامج بشكل خاص إلى الحفاظ على التراث الموسيقي لزكي ناصيف عن طريق حفظ وإعادة نشر أعماله وضمان استمراريتها.
وفي الذكرى الحادية عشرة لرحيل زكي ناصيف تم انشاء نادي أصدقاء برنامج زكي ناصيف للموسيقى برعاية عضو مجلس أمناء الجامعة الأميركية الدكتور علي غندور من أجل تأمين استمرارية البرنامج وتثبيت حضوره في تطوير العمل الأكاديمي في الدراسات والأبحاث الموسيقية.
وبهذه المناسبة موقع "الفن" إلتقى الفنان روميو لحود الذي قال: اليوم هو تكريم للفنان الكبير زكي ناصيف الذي كان له فضل على الأغنية اللبنانية، ويحزنني أنّه لم يأخذ حقه إلاّ بعد وفاته.
وأضاف: سعيد جداً بالتكريم اليوم وأشكر الدكتور علي غندور على هذه المبادرة وليس بوسعنا إلاّ أن نقف إلى جانبه وندعمه بهذه الخطوة، وأرى أنّ الأغنيات التي قدمناها قبل سنوات طويلة هي المستمرة لغاية اليوم فيما الأغنيات الجديدة أصبحت تُنسى بشكل سريع، كما أنّ الشباب حتى اليوم يفضلون سماع الأغنيات القديمة.
أمّا العميد المتقاعد جورج حرّو فتحدث عن هذا الحفل لموقعنا قائلاً: "هدفنا الإضاءة على التراث وإحياؤه لكي يعتاد الشباب هذا النوع من الأغاني ويعود إلى ىسماع الأغنيات الأصيلة.
وتابع قائلاً: برنامج زكي ناصيف مهرجان سنوي يُقدم في العام أكثر من حفل والعام الماضي أسسنا فرقة زكي ناصيف للموسيقى العربية وكان الحفل الأول العام الماضي في شهر شباط، واليوم نكرم الفنانَين الكبيرَين روميو لحود وسلوى القطريب".
وعن الأوركسترا قال حرّو: "الأوركسترا تتألف من 30 منشداً ومنشدة جميعهم من تلاميذ الجامعة الأميركية، ولم نسعَ لإحضار أشخاص من ذوي الخبرات، بل هدفنا أن نعلم الجيل الجديد تقديم الأعمال الأصيلة ليكون هو الحدث".
وعن الطريقة التي تم اعتمادها لإختيار الأغنيات خلال الحفل قال جورج حرو: "كان من الصعب اختيار الأغاني لأن أرشيف سلوى وروميو واسع جداً، وغلبت أغنيات سلوى على البرنامج بالإضافة إلى أغنيات أخرى من كتابة وتلحين روميو لحود وقدّمها كبار الفنانين اللبنانيين كصباح وملحم بركات وطوني حنا وغيرهم.
الدكتور علي غندور كشف عن أهداف نادي أصدقاء برنامج زكي ناصيف للموسيقى وقال: هدفنا أن نبرز ونعزز إرث زكي ناصيف الموسيقي وإلى تعزيز التميّز في تدريس الموسيقى عموماً وخصوصاً الشرقية منها، وقدمنا نشاطات عديدة للحفاظ وتعزيز ونشر التراث الموسيقي المشرقي والمساهمة في النهوض بالتعليم والأبحاث الموسيقية في الجامعة الأميركية.
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً اضغطهنا.