إعتبر المخرج السوري محمد ملص أن السؤال الخطأ الذي حصل في الثقافة، هو مع أو ضد والذي يعتبر أعلى درجات الجهل والإرتزاق، فيما السؤال الحقيقي يجب أن يكون حول حرية تعبير المثقف عن رأيه.
أضاف ملص في حوار مع باسل محرز ضمن برنامج المختار عبر المدينة اف ام، أن السينما السورية لا تزال تحبو ولم تتحول بعد إلى سينما مرتبطة بالناس والشارع، وسوقها الداخلي في درجة الصفر، الأمر الذي يتطلب دعماً رسمياً وعقلية منفتحة تنجم عن إيمان وقناعة، بأن السينما أداة خطيرة ومؤثرة.
وأشار الى أنه ورغم عمله مع الجهات الحكومية، إلا أنه لا يرى أنها أولت السينما الإهتمام اللازم، فالأفلام لا يجب أن تكون حبيسة الخزائن أو حكراً على المهرجانات، وإنما كعلاقة مباشرة مع الجمهور تعبر عن حقيقة الإرتباط بين الثقافة والإنسان.
وأوضح ملص أن نجاح السينما يتطلب سوقاً ونقداً وإمكانيات فنية وإدارة ناجحة، ونحن لدينا نقص في كل هذه الجوانب إضافة لتجاهل الجمهور، ما جعله يبتعد عنها معزياً السبب إلى الإدارات التي لا تعرف أن تخدم السينما.
وتحدث ملص عن فيلمه الأخير "سُلّم إلى دمشق 2012"، معتبراً أن خطوة هامة نحو سينما تشبه جيل الشباب، الذي ترك له مساحة كبيرة في بناء الشخصية والحوار والبطولة ليشبه الفيلم الواقع, مضيفاً أن ما حدث في العالم العربي خلال السنوات الماضية يبيّن أننا لم نكن واعين ولا قارئين جيدين لتاريخنا وحاضرنا، رغم أنه تم تنبيهنا بطرق كثيرة.
وحول ترؤسه لجنة التحكيم في مهرجان وهران السينمائي الدولين، قال ملص إنه تابع الأفلام السورية المشاركة بإهتمام شديد، منطلقاً من واجبه الوطني والأخلاقي حيث تميز فيلم بإنتظار الياسمين للمخرجه جود سعيد، رغم بعض الملاحظات لأنه قدم رؤية وصورة مهمة فيما لم يتكمن فيلم فانية وتتبدد، للمخرج نجدة أنزور، من فعل ذلك لأنه وضع نفسه أمام ظرف مرحلي، مضيفاً أن عدم حصول أي فيلم على جائزة لا يجعله فيلماً غير جيد.
وختم حديثه أن مشاريعه لا تزال كثيرة وتحمل درجة من الإستقلالية، تزيد من صعوبة تحقيقها ولكنها تشبه ما يريد وأن حلمه الأخير يتحقق عند تحرير الأراضي المحتلة، وأعلن أنه بصدد إقامة دورة تدريبية قريباً للشباب تركز على "الكتابة عبر الكاميرا"، وصياغة فكرة الفيلم وجدانياً.