طرح المخرج اللبناني فيليب عرقتنجي في بداية شهر شباط فيلمه الجديد "اسمعي" من بطولة شادي بو عياش ويارا بو نصار وربى زعرور. العمل وكما ذكرنا سابقاً يتناول قصة معاصرة تتناول الحبّ والإغراءات في مجتمع شرقي تسعى فيه المرأة إلى التحرر. ولكن ماذا سيقول المخرج عن الرقابة المزدوجة التي تعرض لها الفيلم ولماذا عدّل فيه بعدما حصل على تصريح بعرضه كما هو من الرقابة؟ التفاصيل في هذا اللقاء مع المخرج فيليب عرقتنجي :
فيليب أهلاً وسهلاً بك ومبروك فيلم "اسمعي".
شكراً جزيلاً لك واتمنى أن يكون العمل قد نال اعجابك.
لقد تسنى للصحافة أن تشاهد "اسمعي" قبل أيام من افتتاحه في الصالات. وتفاجأنا بالتعديل الذي أجريته على العمل. لماذا تعرض "اسمعي" في نسخته الجماهيرية لرقابة جديدة ومن كان خلفها؟
الرقابة الرسمية في الدولة اللبنانية ليس لديها مشكلة أبداً مع هذا الفيلم، ولكن هناك طائفة معينة انزعجت من مرور مشهد حميم بعد مشهد آخر يظهر فيه أحد الشيوخ الدروز. فاعترض البعض على وجود المشهدين في نفس الفيلم.
وهل وضع مربعات سوداء على هذه الشخصيات كان قراراً شخصياً أم أجبرت على ذلك؟
أكرر أن الدولة اللبنانية لم تعترض، انما وتنبيهاً من بعض الجهات بسبب المشهد وهذا جعلني أشعر بقلق كبير. ودخلنا بأكثر من سوء تفاهم وقمنا بلأكثر من مشكل من أجل هذا الفيلم مع العلم انني لم أصور "اسمعي" لأضايق أحداً انما لرغبتي بتصوير فيلم عن قصة حبّ.
لكن المربعات السوداء التي وضعتها شوهت العمل وأخرجت المشاهد من أجواء الفيلم ؟
اليوم أسعى لتصوير أفلام غير عدائية ولا تستفز أحداً، فأنا شخص مسالم. وذهبت وقابلت الجهات التي لديها مشكلة مع الفيلم وأخبرتهم أنني أقدم فيلماً عن السمع وقلت لهم انه اذا سمعنا لبعضنا من الممكن أن نتوصل إلى نتيجة. هدفي هو قصة الحب ولو أطلعني احدهم سابقاً بعدم السماح بتصوير هذه الشخصيات لكنت تفاديت الموضوع ..
وهل أنت راض عن النتيجة ؟
أنا لست سعيداً بما حصل ولكنني مرتاح ومطمئن. وهذا الامر الذي حصل معي يطرح اسئلة كثيرة منها "ما هي الرقابة ؟" و"من هي الرقابة في هذا البلد ؟". متى سنتمكن من تصوير أفلام من دون أن نزعج أحداً. لماذا السينما تخيف الأشخاص ولماذا لا تعتبر عملا فنيا فقط.
ولماذا لم تحذف المشاهد نهائياً من الفيلم؟
لست من النوع الذي يحذف المشاهد من الفيلم ولو كنت مستعدا للتخلي عنها لما صورتها. كل مشهد بالفيلم مهم بالنسبة لي وحذف هذه الثواني من العمل سيؤثر سلباً على القصة ولن نفهم المشهد الذي يليه ولا التبرير الذي سيعطيه البطل للبطلة عما حصل في هذا المشهد. انا فضلت ان أضع مربعات سوداء على ان احذف مشهداً مهماً من الفيلم.
كيف تشعر لناحية منع من هم دون 18 عاماً من مشاهدة الفيلم واجبارك على وضع مربعات سوداء على بعض مشاهد الفيلم ؟
عندما تعمل كمخرج تقدم عملك وتنتظر ردة فعل الجمهور. الفيلم يستغرق سنوات من التحضير ونصوّر مشاهد أكثر بكثير من التي يراها الجمهور في الفيلم فهناك تفاصيل دقيقة جداً اعملها عليها لساعات وأيام .. وبعد طرح العمل تصلك ردة فعل الجمهور وتعرف من خلال من يشاهد الفيلم كيف هي نظرتهم إلى العمل. اتمنى ان ينجح هذا الفيلم بتوسيع الاطار الذي يقيّد الأفلام السينمائية في لبنان.
تتطرق في الفيلم إلى موضوع "المرأة" وعلى الرغم من المشاهد الحميمة نرى انك تناولت الموضوع من دون ابتذال أو اساءة للمرأة. كم كنت حريصاً على هذا الموضوع؟
منذ بدأت بتصوير افلامي الوثائقي اعتبر أنني منحاز للمرأة وأحبها .. وأحب الحب أيضاً.. فالفيلم يتحدث عن الوفاء. واذا نظرت إلى الأفلام اللبنانية التي تطرح في الصالات تجد اغلبتها يتحدث عن الخيانة بينما أنا تحدثت عن رجل يرفض التخلي عن حبيبته وهو متمسك بها وهذا نادر. الرجل في لبنان يجب أن يظهر دائماً بصورة "الدكر" بينما في هذا الفيلم الرجل مختلف فهو حميم ويحب ويضحي ويسمع ويتفاعل.
على ذكر الحميمية، هناك مشهدين حميميين في الفيلم. لو حذفتهما هلى كان العمل سيتأثر سلباً ؟
اذا حذفت أيّ جملة في الفيلم يتأثر سلباً. بالتأكيد هناك مبرر لهذه المشاهد في العمل ولكن لست أنا من يجب أن يتحدث عنها انما المشاهد، هو من يستطيع أن يحكم اذا كانت مبررة أم لا. استخدمت المشهد الحميم بين البطلين "جود" و "رنا" لأظهر مدى تعلقه بها لأنها هي من توددت اليه وهي من اعربت عن رغبتها بحصول هذه العلاقة بينهما. من هنا يظهر مدى تأثير هذه "رنا" على "جود" وكيف غيّرت حياته.
ماذا تتوقع لهذا الفيلم بعد طرحه في الصالات ؟
اتمنى ان ينجح الفيلم جماهيرياً ويجذب المشاهدين. ارغب ان يأتي الجمهور اللبناني الذي يشاهد الأفلام الأجنبية ويرى هذا الفيلم الذي عمل عليه لمدة سنتين شخص حصل على 38 جائزة وبرصيده أكثر من 40 فيلما.
في الختام هل سيعرض الفيلم خارج لبنان وبأيّ نسخة ؟
ان شاء الله سيعرض خارج لبنان وسيكون العرض بالنسخة الأصلية للفيلم.