يعتبر المسرح الغنائي نظراً لما يشكله من تاريخ فني عريق ارثا وكنزا للمهرجانات اللبنانية القادمة والتي وعلى ما يبدو ستكون حافلة طالما ثمة استقرار امني.
ولعل المسرح الغنائي في لبنان شكّل دعامة اساسية للمهرجانات وعلى وجه الخصوص بعلبك مع مسرح الرحابنة الذي حمل هم الوطن والانسان والأمة، فقدمها بلوحات مميزة وخلابة. بعدها واصل المسرح الغنائي استمراريته على ركح بعلبك مع الموسيقار ملحم بركات وغسان الرحباني ومع كركلا ومسرحية "من ايام صلاح الدين" لماهر وفريد وصباغ.
الملاحظ اليوم من خلال المهرجانات أن هامش المسرح الغنائي ضيق جدًا لأسباب غير واضحة. وإن قررت تلك المهرجانات أن تعوّل على مسرح غنائي ما أو فنان ما، فهي تلزمه سنويتها بشكل غير مقبول قد يدفع بالحاضرين إلى حالة من الملل.
فعلى سبيل المثال، قد نشاهد الفنان ذاته في مهرجانين وعلى مسافة قريبة زمنياً، الامر الذي ينعكس سلباً على صورة المهرجان وجمهوره، لانه وفي نهاية المطاف ظهور الفنان ذاته في المهرجانين خلال فترة زمنية قصيرة قد يفيد أحدهما على حساب الآخر. وهنا ومن باب اللياقة يتعين على الفنان الاعتذار، لأن استهلاك اسمه بشكل متكرر يضر به وبزملائه النجوم.
لذلك وعلى مشارف مهرجانات صيف 2017 ندعو كلّ القيمين عليها إلى إتاحة الفرصة أمام مواهب جديدة في المسرح الغنائي وعدم تلزيمه لفنان واحد كل الاعوام من باب التنوع ولأن لبنان زاخر بالمواهب الغنائية والاستعراضية على حدّ سواء.