دعونا نتفق على أنّ السينما اللبنانية مع تزايد الإنتاجات في السنوات الأخيرة، بدأت تشهد تطوراً ملحوظاً، الأخطاء كانت كثيرة ورغم تواجدها اليوم في معظم الأفلام اللبنانية إلاّ أنّ نسبتها أقل بكثير من السابق.
.ولن تصبح السينما اللبنانية في الطليعة "بغمضة عين" إلاّ مع تكرار المحاولات والتعلم من الأخطاء وليس تكرارها.
هذه المرة شهدنا على إطلاق فيلم لبناني جديد يحمل إسم "بغمضة عين" من بطولة الفنان زياد برجي بالإضافة إلى العديد من الممثلين، كتابة هيام أبو شديد وإخراج السوري سيف الشيخ نجيب.
يتحدث الفيلم عن معاناة أحد الشبان اللبنانيين الذي تخلى عن حلمه في الفن والغناء ليرضي عائلته وأصبح مهندساً زراعياً في شركة مهمة رغم ذلك يبقى وضعه المادي صعباً ، وفي اليوم الذي ينتظر فيه ترقية في العمل يتفاجأ بتحويل المنصب الجديد إلى قريبة صاحب الشركة دُجى حجازي ، ومع إعجابه بها في البداية إلاّ أنّ علاقتهما تشهد توتراً بسبب طريقة تعاملها قبل أن يكتشفا أنّهما مغرمان ببعضهما.
تمكنت هيام أبو شديد من إظهار شخصيات خفيفة الظل في الفيلم كشخصية "الراقصة سوسن" التي تلعب دورها الفنانة دانا، وإضافة شخصيتَي "أبو طلال" و عباس جعفر إلى أحداث الفيلم اللذين عُرفا في برنامج "شي أن أن" سابقاً، ومع تواجد العديد من المشاهد المُضحكة وأغلبها لهاتين الشخصيتين بالإضافة إلى "الراقصة سوسن" إلاّ أنّ جميع هذه الشخصيات لم تكن مترابطة في ما بينها وتم نقلها من البرنامج إلى الفيلم بدون ما يبرر تواجدها في أحداث العمل، وبمعنى آخر الحبكة شبه غائبة في "بغمضة عين"، مثلاً لو حُذفت مشاهد "أبو طلال" من الفيلم لن تؤثر على الأحداث العامة لكن سيخسر المشاهد جرعة من الضحك، كذلك الحال مع مشاهد عباس جعفر.
زياد بُرجي أثبت في هذا الفيلم أنّه فنان برتبة خمس نجوم، قدّم شخصية الشاب اللبناني بأسلوب قريب من الواقع، ومن المفارقات القليلة في الأفلام اللبنانية هو أن تشعر بأنّ الشخصية التي تُشاهدها تشبه شقيقك أو صديقك أو إبن جيرانك في الحي. زياد كان بارعاً في معظم المشاهد التي قدّمها وتحديداً في تلك التي يُستفزّ بها من بطلة العمل ويؤكد أنّه لا يدخل في أي تجربة جديدة إلاّ ويقدّم فيها أفضل ما لديه.
أما دُجى حجازي فأثبتت أنّها أكثر من فتاة جميلة أو "شبيهة أنجلينا جولي" كما أطلق عليها، أداؤها التمثيلي في تجربتها الأولى كان جيداً، تمكنت من الحفاظ على رصانة الشخصية من دون أي مبالغة في الأداء ، لكننا نرى أنّ دانا تفوّقت على نفسها وشكلّت مفاجأة كبيرة للحضور الذين بأغلبهم لم يتوقعوا أن تكون دانا التي عُرفت قبل سنوات بأغنياتها الهابطة لديها موهبة كبيرة في التمثيل وتحديداً في الكوميديا. فيما يُحسب للمخرج سيف الشيخ نجيب تحسينه لبعض الأخطاء التي وقع فيها في أعماله السابقة وقدّم صورة جميلة وممتازة بالنسبة لما نشهده في بعض الأفلام اللبنانية.
وكان سيظهر الفيلم بطريقة أفضل لو استغرقت هيام أبو شديد وقتاً أطول في كتابته ، فلم تكن منطقية كيف بدأت قصة الحب بينهما وكيف استمرت، وكان يجب أن تكون جميع الشخصيات مترابطة ولها معنى في أحداث القصة. فيما كان الأداء لمعظم الممثلين جيداً جداً كـ الياس الزايك ومي سحاب وسعد القادري بالإضافة إلى الممثلين الذين تم ذكرهم.
موقع "الفن" كان له بعض اللقاءات مع أبطال العمل، ومن ضمنهم زياد برجي الذي قال: " قصة الفيلم كوميدية وخفيفة وسنلاحظ الرسالة المطروحة فيه بطريقة تسلي المشاهد، وهو مزيج بين الكوميديا والرومانسية وليس مطلوباً من السينما اللبنانية ما هو أكثر..أتأمل أن نساهم في تحسين السينما اللبنانية..والسينما لها مكان خاص في قلبي".
دُجى حجازي :"المنتج رائد سنّان هو من دعمني لخوض مجال التمثيل، كما أنّ قصة الفيلم والشخصية التي سألعبها جعلاني أوافق على الفور، بالإضافة إلى الأسماء الموجودة في الفيلم كزياد برجي..وطبعاً سأخوض تجربة التمثيل مجدداً إذا عُرض عليّ عملاً مناسباً".
دانا حلبي :"بذلت كل طاقتي لكي أقدّم هذه الشخصية البعيدة كل البعد عني، وعلى الممثل أن يقدّم كل الشخصيات وخصوصاً تلك التي لا تشبهه، وأتمنى أن يحبني المشاهدون في الكوميديا هذه المرة".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.