طقوسي في العمل بالفن تبدأ مُبكراً من مرحلة التحضير

السيناريو هو الحكم الأساسي في قبولي أي عمل فني جديد، وأعشق السينما وللدراما مكانة مهمة أيضاً

لا أرى تقديم البرامج إفلاساً فنياً بخاصة أن هناك بعض النجوم قاموا بها في عز نجوميتهم

النجاح هو الدافع نحو الإستمرارية، والإرتجال أفادني كثيراً

فنان له مذاق خاص في أدائه، فتارة تجده شريراً وأخرى شخصية حنونة ودرامية كما في "دم الغزال"، وأهم ما يتميز به هو أنه يجعلك تذوب في مشاهدته ضمن تفاصيل مختلفة في كل مرة يظهر بها في الأعمال الفنية، فمن أبرز أعماله "مواطن ومخبر وحرامي" و "سرايا عابدين" و "المصلحة" و "عسكر في المعسكر" ومن المسلسلات "ذئاب الجبل" و "الوالدة باشا" والكثير من الأعمال التي إختلفت في نوعيتها وتألق فيها.. هو الفنان صلاح عبدالله الذي يتحدث لـ"الفن" عن أعماله الجديدة وطريقة إختياراته وكيف يستعد لأعماله الفنية والإرتجال وكيفية التوازن بين السينما والدراما وأصعب ما واجهه في حياته والكثير من الأشياء في الحوار الآتي .

في البداية.. ما الجديد لديك من أعمال درامية لموسم رمضان 2017 المُقبل؟

هناك عدد من الأعمال معروضة علي وإستوقفتني بعضها لكنني لا أريد الإفصاح عن أسماء هذه الأعمال، وسوف أستقر على ما سأشارك به خلال أيام.

مع كل موسم درامي جديد.. هل تختلف إختياراتك؟

بالطبع تختلف من موسم لآخر بخاصة أن كل عام تزيد المسؤولية عن العام الذي سبقه، فأنا اسعى إلى أن يكون ظهوري هذا العام عكس ما ظهرت به في العام الماضي، فأصعب من النجاح الإستمرارية.

وإلى أين وصلت الأمور بخصوص مسلسل "شقة فيصل"؟

يتبقى القليل من المشاهد الخاصة بهذا العمل وسوف نقوم بالإنتهاء منها خلال الأيام المُقبلة، لكنه عمل مهم ومختلف في فكرته وتفاصيله وأُقدم فيه دوراً جديداً للغاية.

وكيف تستعد لأداء مشاهدك بأي عمل فني جديد تُشارك به؟

طقوسي في العمل تبدأ من خلال مرحلة التحضير، كما أن طريقتي سهلة وأترك الشخصية تتسلسل وتقف بداخلي لكن حينما أقف أمام الكاميرا أقوم بتفريغ شحنة الطاقة الموجودة بداخلي.

تعاونت مع الكثير من النجوم الشباب ومن بينهم احمد عز والسقا وغيرهما.. فأنت تظهر بإنسجام شديد مع أي ممثل تتعاون معه.. فما السر؟

هو ليس سراً لكن الفكرة في أنني أقرأ السيناريو بشكل جيد وأحب أن أتعامل بمبدأ الفعل ورد الفعل مع أي ممثل أتعاون معه لأنه لو لم يكن هناك إنسجام في أي عمل فني فالجمهور سيشعر بأن هناك شيئاً ناقصاً، كذلك تعاوني مع مخرجين مهمين يُديرون تصوير المشاهد بشكل مميز يخلق حالة من الإنسجام أيضا.

أنت واحد من الفنانين الذين يتميزون بالإرتجال بخاصة على المسرح، هل ترى أن ذلك أفادك في عملك؟

بالطبع.. أفادني كثيرا، لكن الفكرة في أنني كنت ارتجل بالإتفاق مع المؤلف والمنتج والمخرج وهم صناع العمل الفني، فكنت أخرج بطريقة مدروسة، وعلى سبيل المثال ما فعلته بمسرحية "حمري جمري" وببعض أعمالي الأخرى وحققت مشاهد الإرتجال تصفيقاً حاداً من الجمهور وإعجابهم بالأمر، ورغم أن هناك بعض المخرجين يقبلون فكرة الإرتجال إلا أن بعضهم يرفض الأمر، لذا ذكرت لك أن الأمر يكون بالإتفاق وبطريقة مدروسة.

وما رأيك بمن توجهوا لتقديم البرامج من الفنانين بخاصة ان البعض يعتبر ذلك نوعاً من الإفلاس الفني؟

لا أعتقد ذلك الأمر بخاصة أن هناك فنانين كثيرين قدموا البرامج وهم في عز نجاحاتهم، فعلى سبيل المثال أشرف عبد الباقي ومحمد صبحي قدم برامج كثيرة في الوقت الذي كان فيه نجم مسرح وسينما، لكن حكاية الإفلاس الفني صعبة للغاية، إذا فالتجربة ليست خطأ طالما الفنان قادر على تقديمها بشكل مميز ومختلف عن التجارب السابقة التي تم تقديمها.

وما أكثر فترة في حياتك لا تستطيع أن تنساها؟

هي الفترة التي أصبت فيها بوعكة صحية منذ ستة أعوام لا أستطيع أن أنسى هذه الفترة التي أثرت علي في كثير من الأمور والتفكير نحو أشياء كثيرة، وهناك شيء أزعجني للغاية وقتها ولا أستطيع نسيانه وهو شائعة وفاتي بخاصة أن من إختار أن يُطلق هذه الشائعة عرف جيدا الوقت المناسب الذي يطلقها، ففي بداية ما قرأت هذه الشائعات كُنت أجلس مع أصدقائي ومن بينهم المنتج والمخرج وائل عبدالله وصارحني بحقيقة الخبر الذي خرج ضدي، ووصلت لمرحلة الإنهيار حينما سمعت بكاء بعض أصدقائي من خلال مكالمات كثيرة منهم للإطمئنان علي.

أنت من الفنانين الذين لديهم توازن بين ظهورهم السينمائي والدرامي.. فكيف توفق بين الصعيدين؟

السيناريو هو الحكم الأول والأساسي في أي عمل فني أقوم به، ففي الحقيقة أن أعشق السينما وفي الوقت نفسه للدراما مكانة مهمة وجمهور كبير يحضرها في الوقت الحالي، فأنا أختار ما اشعر به من أعمال سواء دراما أو سينما ولا أسعى للتواجد على الإطلاق لأنني كثيرا ما أعتذر عن بعض الأعمال لرؤيتي أنها لا تكون مناسبة لي، فأهم شيء أيضاً في الإختيار هو الإختلاف وإختيار شخصيات تليق بي ولم أقدمها من قبل، فأنا أعشق الفضول تجاه أي عمل فني جديد ومميز.

وماذا يمثل لك النجاح؟

النجاح هو الدافع نحو الإستمرارية، كما أن حب الناس شيء عظيم من عند الله سبحانه وتعالى، لكن في الوقت نفسه هو مسؤولية كبيرة لا بد أن يكون الفنان على قدر المحبة التي منحها الجمهور له، لكن في النهاية النجاح هو توفيق من الله في المقام الأول ومن ثم إختيارات وعوامل أخرى.

وماذا تعني لك الاعمال التاريخية؟

قدمت أعمالاً تاريخية لكنها في التاريخ الحديث، لاسيما أن آخر أعمالي في التاريخي كان "سرايا عابدين" وحقق نجاحاً كبيراً للغاية لكن الفكرة نفسها في النص أهم شيء أن يكون مناسباً بغض النظر إن كان تاريخياً أو عملاً تشويقياً أو أي نوعية، فأنا يجذبني النص في المقام الاول.

وفي النهاية.. ما هي أمنياتك في العام الجديد؟

أتمنى الأمان والإستقرار للعالم العربي كله ومن ثم أدعو الله أن يحفظ مصر والعرب من كل سوء، وعلى المستوى الشخصي أدعو الله كذلك أن يحفظ لي أسرتي ويُبارك فيهم وأن أحقق نجاحات أخرى مع كل عمل جديد أُقدمه للجمهور.