هي شاعرة مرهفة الإحساس، تكتب بنبضات قلبها فتحمل كلماتها أصدق التعابير وتصل إلى حيث اللاحدود، وهي إعلامية حملت هم الوطن والمواطن بكل صدق وموضوعية فأوصلت الرسالة بكل أمانة .
إنها الإعلامية والشاعرة ليلى الداهوك التي وقعت كتابها "نوافذ الصمت" بدعوة من نقابة محرري الصحافة في لبنان ، خلال ندوة أقيمت حول الكتاب في قصر الأونيسكو بحضور الإعلامي جورج بكاسيني ممثلاً رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري ، والعقيد الإداري فايز مشموشي ممثلاً قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ، والرائد شربل حايك ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص ، مدير عام مدارس الرهبانية اللبنانية المارونية الأب يوسف سليمان ورئيس الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة "أوسيب" الأب طوني خضرة ، الفنانة ميشلين خليفة ، وشخصيات ثقافية وإجتماعية وأصدقاء .
بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ، ثم أطلت الإعلامية ميريلا جعيتاني محاسب التي رحبت بالحضور وقالت كلمة في الداهوك ، وبعدها كانت كلمة نقيب المحررين الياس عون الذي قال :"ليلى الداهوك في ديوانها "نوافذ الصمت" شاعرة بالسليقة ، تمردت على الأوزان الشعرية ، غرزت فيه بعد تجارب في الحياة الدنيا كل ما يدغدغ المخيلة ، لقد تطلعت إلى الدنيا الواسعة ووجدتها مثقلة بالتعب وغارقة بالمصائب والآهات ، ولما كانت منذ نشأتها تحب الحياة الحلوة عملت عبر قصائدها في "نوافذ الصمت" على بلسمة الجراح ، والإعداد لأيام مفعمة بالأمل والإنشراح والمكوث في أيكة الحب ما دام الحب هو الأمل المنتظر".
رئيس منتدى "قناديل سهرانة" الشاعر الإعلامي زياد عقيقي قال في كلمته :"من ضجيج الشوارع ، من صخب طاحونة الحياة ، في هيكل الصمت المقدّس ، نلتقي ، ليلى تصلّي ، كاهنة البوح تصلّي ، بخور حروفها عابق وسط المكان ، أقفلوا النوافذ ، أقفلوها كيلا يتسلّل الصوت إلى رهبة اللحظة ، أغلقوها ، فالصمت أجمل ما يرنّم في قداسها الروحِ ، قلت الصمت ، أنصتوا ، أسمع دقّات نبض القلب ، قلبها ، إيقاعٌ غريب ، وتهوّم في عتَمة الصمت راقصة ، ويبدأ يبدأ كلّ شيء!
قلت اغلقوها ، فها كاهنة الحرف تشعل قنديل الحنان ، ها هي ليلى تقيم طقوسها في عَتمة السطر ، تطوّف في سكون الصمت ، أنثى من دخان ، ها ويرتفع الرنيم ، كناي بوح ، أغمضوا أعينكم في قدس الصلاة ، أغمضوها ، فالنوافذ نامت عميقاً ، وجاء عاشق الليل ، جاء الحلم ، جاء نديمها الحبريّ وابتدأ الزمان".
العميد الركن الشاعر غابي القاعي قال :"ليلى صديقتي ، منذ قررت أن تقتلي الصمت في داخلك وتطلقي العنان لصراخك المجلبب بهمس دافئ ، هللت بالشعر فجعلتِ القصيدة لعبة بين يديك ، وباتت الكتابة لديك توقاً نحو المثالية التي هي والسذاجة نقيضان ، غير أنه لا خوف عليها معك ولا إختلاف .
ليلى ، في كتابك هذا نثرت من رحيق روحك عطراً فإمتزج بعصارة تجاربك المنوعة ، وخطه يراعك عبارات في غاية الشفافية ، لأنك في كل واحدة منها بدوت منسجمة مع ذاتك ، غير منقطعة عن ماضٍ لم تبقِ سجينته ، وعن حاضر تعيشينه..
أي كائن أنت؟ لا أحد مثلك ، من هنا أسمح لنفسي بأن أدعوك ملكة منذ الأزل تتربع على العرش مزهوة غير تاركة لغيرها أي مقعد قريب من مرتبتها".
وكانت محطة موسيقية بأغنية من كلمات ليلى الداهوك ، لحن وتوزيع وعزف كمال مرقص ، غناء إبراهيم إبراهيم .
رئيسة مجلس الفكر د. كلوديا شمعون أبي نادر قالت في كلمتها :"ماذا عن "نوافذ الصمت"؟ ، إنما الصمت توطئة للكشف ، لإماطة اللثام عن الحجاب ، وفي سفر التكوين حكي عن صمت عظيم ، كما ستختتم الأزمنة بالصمت ، وفي القواعد النسكية يختزل الصمت بالإحتفاء البهي لأن الله يسكنه ، وليلى الداهوك تصوفت عفة في عشقها المرادي ، وها بوحها الإيماني يصدح في فضاءات الوجدان ، ها هيامها نوراني يسكن معبد حنايا الروح....
حبر ديوانك ، نزف دمائك المسفوكة ظلماً وقهراً وعذاباً ، نحت محنتك شعراً كحرفي يدق النحاس بالمسمار ، فتولد تحفة بريقها ذهب لا يشع إلا ليشتد الوخز ، وكلمة نبض التي ذكرتها أكثر من 40 مرة جعلتني أصغي إلى دقات قلبك المتعطشة للحب الحقيقي ، نبضك إشعاعات وإنسكاب وينابيع حب وسيمفونية عناق وبحور وحقول..مع ذلك تقولين أنا قلب بلا نبض".
الشاعر الدكتور ميشال جحا ألقى كلمة قال فيها :
"من قبل أن تتوالد الأزمان
كنا هنا وديارنا لبنان
أرسى ببحر السابحات شراعنا قدموس
وانصاعت لنا الشطآن
وإذا بقاع الأرض حتى والسما
من أرضنا فيها لنا فرسان
وطني كلام الله في أديانه
إن مُسّ يوماً مُست الأديان".
ويا ليلى ، وكم هذا الإسم ينحت في قلبي وفي حياتي ، وهل تدرون من ليلى ؟ وما ليلى ؟ فيا ليلانا الداهوكية ، أتراك حذوت حذو أبو نواس ؟ أم دهكت أكؤس الراح في الحان وإكتفت بجرع خيالية من كروم العبقرية ؟..وإن كانت في مدار الوحي فلا السماء لديها أمطرت دجاجاً ولا الأرض أنبتت بيضاً ، أتراها هي التي على حد قولها ، تبصر جيداً ولا ترى شيئاً ، من ليلى ؟"..
الشاعرة ليلى الداهوك شكرت الجميع وقالت :"لن أقول كلمة لأني شعرت بأن الأجمل هو أن أشكركم ، ممثل رئيس الحكومة الإعلامي جورج بكاسيني ، ممثل قائد العقيد فائز مشموشي ، ممثل مدير عام الأمن الداخلي شربل حايك ، كنت لآخر لحظة خائفة لأني تلقيت إعتذارات كثيرة عن الحضور في الساعات الأخيرة ، ولكن الرب يدبر أشخاصاً محبين لا نتوقع حضورهم ، وحضور الرسميين في حفل ثقافي يدل على أن لبنان بألف خير ، وأشكر الرهبانية اللبنانية المارونية المدير العام الأب يوسف سليمان ، كمال مرقس وإبراهيم إبراهيم قدما من وقتهما ومن جهدهما من دون أي مقابل ، وكل الإعلاميين والشعراء والأصدقاء".
موقع "الفن" إلتقى الداهوك في هذا الحوار .
مبروك كتابك ، كم إستغرق من وقتك للتحضير ؟
شكراً ، "نوافذ الصمت" هو كتابي الرابع ، إستغرق 4 سنوات من الكتابة ، لأني لا أكتب في كل الأوقات ولا يأتي الوحي دائماً ، وليس في كل وقت يخرج مني الألم والحب ، هو فعلياً إستغرق ثلاث سنوات تحضير ، وبقيت عاماً لأستطيع أن أطبعه للأسف بسبب المشكلة المادية التي نعاني منها في لبنان وهي أنه ليس هناك دعم للثقافة ، وأخيراً إستطعت طباعته بفضل الشاعر الغالي طوني خزامي صاحب مطبعة أميون ، فبفضله أبصر "نوافذ الصمت" النور .
من أنتِ ؟
أنا فراشة تحب الضوء كثيراً ولكنها لا تفهم أن الضوء يحرق ، فتذهب إليه دائماً وهو يحرقها .
لمن تكتبين ؟
أكتب لأوجه رسائل عديدة ، رسالة إلى الظلم في كل أنحاء العالم ، إن كان يطال المرأة أو الرجل أو الطفل ، دائماً ما أوجه رسائل ترفض الظلم وتطلب أن تسود المحبة والسلام ، ولنستطيع فعلياً أن نعيش مثلما خلق ربنا هذا الكون ، بجمال وبإبداع وبمحبة مع بعضنا ، ولكي تعود الحياة مثلما كانت منذ بدايتها .
كتابك يحمل عنوان "نوافذ الصمت" ، وللصمت معانٍ كثيرة ، أنتِ كيف تفسرينه؟
الصمت هو أبلغ لغة للكلام .
وهذه النوافذ عن أي صمت تحكي ؟
هي تحكي عن صمت الحب بكل أبعاده .
أنتِ صامتة في الحب ؟
ليس فقط في الحب ، بل أصبحت صامتة في كل شيء ، وصرت أصرخ على الورق فقط ، لم أعد أتكلم إلا على الورق.
ماذا عن برنامج "نقطة إتفاق" الذي تقدمينه عبر قناة "مريم"؟
حتى الساعة الصوت يصل ، أتمنى أن يصل أكثر وأكثر لنستطيع أن نصل إلى كل العالم ، ولنضيء على كل السواد ونحوله إلى بياض .
هل أنتِ إعلامية أم كاتبة بالأكثر ؟
أنا إعلامية أكيد وأفتخر .
هل الكلمة التي لا تستطيعين إيصالها في الإعلام تمررينها في الكتاب ؟
ولا مرة لا أستطيع أن أوصل الكلمة في الإعلام ، أقول دائماً ما أريد قوله .
يعني أن سقف حريتك عالٍ في الإعلام ؟
صحيح ، ولذلك لا أثبت في وسيلة إعلامية واحدة .
ولكن يبدو أنك مستقرة في قناة "مريم"؟
ربما لأنني أتحدث عن الإنسان ، فلا يستطيعون منعي من التحدث عن الأمور الإنسانية ، أنا أتحدث عن هذه الأمور بكل صدق وبقدر ما أريد .
كلمة أخيرة .
أريد أن أقول أدام الله الوسائل الإعلامية التي تعمل بمناقبية وبصدق مثل موقعكم "الفن" ، لدعم الإنسان والثقافة والحب والسلام في لبنان ، ولنرتقي إلى عالم حقيقي إسمه عالم الإنسان .
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.