كل واحد منهما نجم في مجاله ، فالأول نجم غناء صاحب أغنيات ضاربة عمل وإجتهد لسنوات فأصبح اليوم إسماً منافساً لأسماء كبيرة جداً ، والثاني نجم في مجال تقديم البرامج والتمثيل أثبت حضوره وبقوة رغم المنافسات الشرسة ليصبح ما يقدمه جرعة ضحك ضرورية نتناولها بشكل مستمر .
إنهما ناجي أسطا وهشام حداد ، اللذان جمعتهما الإنسانية وتحديداً بهدف مكافحة المخدرات وإعادة تأهيل المدمنين عليها فأحييا حفل العشاء السنوي الخيري لجمعية نسروتو-أخوية السجون في لبنان ، والذي يعود ريعه لدعم نشاطاتها الإنسانية في تأهيل المدمنين على المخدرات والمساجين ، الذي أقيم أمس في بلازا بالاس طبرجا ، من تنظيم السيدة فرانسواز صادق ، والذي حضره عدد كبير من محبي النجمين .
قدمت الحفل رئيسة التحرير هلا المر التي قالت :"هناك أمران صدماني في حياتي ، الأمر الأول عندما علمت بأن طفلاً عمره 12 عاماً توفي بسبب تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات وهذا شجعني لأعمل مع جمعية "نسروتو" ، والأمر الثاني عندما رأيت إحدى الأمهات تقبّل حذاء محقق كي لا يضرب إبنها ، فأنتم تعلمون أنه يتم التحقيق مع المدمنين ليتوصلوا إلى معرفة من هو التاجر ، فقطعت على نفسي عهداً بأن أساعد المدمنين على المخدرات وجمعية نسروتو ، قدر المستطاع ، وأتمنى منكم أنتم أيضاً أن تساعدوا الجمعية".
وأضافت :"وراء كل جماعة هناك شخص يقودها ، وقائدنا هو شخص سياسته المسيح والله ، وهو يعلم أن العناية الإلهية هي التي ترعاه والجمعية ، هو أب مجتهد جداً ، وله أكثر من 20 عاماً في خدمة السجون ، وبعدها تأسست جمعية "نسروتو" ، هو علمنا المحبة أولاً ، ويسوع يعمل في قلبه ، إنه الأب مروان غانم".
وتحدث الأب مروان غانم وقال :"حضوركم الليلة يدل على أنكم تذكرون ربما مدمناً أو سجيناً أو شخصاً يعيش في مرحلة ضياع ، ولكن الدنيا لا تنتهي هنا ، ورغم كل صعوبات الحياة إلا أنها جميلة ، المسيح وقع ثلاث مرات على طريق الجلجلة ، والمدمن إذا وقع لدينا كل الثقة بأنه سيعود ويتّكل على ربّه ، يسوع قال لنا في الإنجيل "كنت سجيناً فزرتموني ، كنت مريضاً فعدتموني" ، ما نقوم به هو لأننا نرى وجه يسوع في السجين والمريض ومدمن المخدرات".
وأضاف :"هناك أشياء جميلة تحصل في السجون ، ولكن للأسف لا تتم الإضاءة عليها ، وهي جهود قوى الأمن الداخلي لأنه بالفعل ، ومن خلال إختباري منذ العام 1997 ولغاية العام 2016 ، أرى أنهم يقومون بأمور جميلة في السجون ، وذلك بقدر ما تعطيهم الدولة ، ليت الدولة تخفف الهدر وتكرس القليل من مبالغ الهدر لتأهيل السجون لكان وضع السجون أفضل بكثير".
المر قدمت هشام وقالت :"لن أقول إنه الرقم الصعب ، بل سأقول إنه الملك ، لأن الملك هو من يترأس على عرشه ، هو على عرش كل البرامج التلفزيونية ، وذلك بحسب كل الإحصاءات ، وهو كذلك على العرش في الأعمال المسرحية لأن مسرحياته تنجح وتكون الأولى ، هو الأول في الستاند أب كوميدي ، هو إنسان عميق جداً ، ولديه ثقافة جداً شاملة في السياسة والإقتصاد والجمال والفن وفي كل المجالات ، يعطينا المعلومة الذكية في الوقت الذي يضحكنا فيه ، وينتقد نقداً في محله لأنه هو من يحق له أن ينتقد ، لأن لديه هذه الثقافة الواسعة وهذا الإطلاع ، كثيرون يعرفون كيف يُبكونا ولكن قلائل هم من يعرفون كيف يُضحكونا ، يُسمّرنا أمام شاشة lbci مساء كل ثلاثاء لنشاهده ، هو ملك قلوبنا وملك البرامج التلفزيونية ، هو إنسان بكل ما للكلمة من معنى ، وهو بطل بإنسانيته قبل أن يكون بطلاً بنجوميته".
ثم أطل مقدم البرامج والممثل هشام حداد الذي رحب بالحضور وقدم ستاند أب كوميدي جميلاً جداً حيث أضحك الجميع بخفة ظله ، ثم كرمه رئيس الجمعية الأب مروان غانم وسلمه درع التكريم ، فقال هشام :"كل مدمن مخدرات بحاجة إلى القليل من الرجاء ، ونحن أولاد الرجاء ، وما نساهم به هو القليل من هذا الرجاء ليخرج المدمن من محنته" ، وشكر هشام غانم والمر والجمعية .
ثم مازح هشام الأب مروان غانم حيث قال له "أبونا أنا من طائفة الروم الأرثوذكس ، هل يؤثر هذا على تكريمي؟ إن أردت أن تأخذ مني درع التكريم فلا مشكلة" ، فأجابه الأب غانم بأن أعضاء الهيئة الإدارية كلهم روم كاثوليك وروم أرثوذكس ، نحن كلنا بشر مهما كانت طوائفنا".
كما كرّمت الجمعية منظمة الحفل فرنسواز صادق ، والزميلة هلا المر التي قدمت الفنان ناجي أسطا وقالت :"زحلة ليست فقط البردوني وكأس العرق ، زحلة إنتصارات وبطولة ، ومن هذه الإنتصارات والبطولة بطل في الإنسانية وبمحبته وبوجوده وبمساعدته ، فهو ليس فقط صوتاً جميلاً وحضوراً مميزاً ، هو أكثر من مبدع وإنسان خلاق ، جاهد وكافح ووصل ، صوت رائع ، هو الرقم الصعب ، هم يصنفون النجوم صف أول وصف ثانٍ ، ولكنه أكبر من ذلك بكثير ، وتلمسون ذلك من خلال سفراته وسهراته التي يحييها في مربعه الليلي "نوراي" ، هو نجم النجوم بالنسبة لنا ، هو بطل بالأغنية وبطل بالوفاء ، إنه النجم ناجي أسطا".
ثم تم تكريم الفنان ناجي أسطا حيث روى الأب غانم كيف تعرف عليه وكيف نصحه ووجهه في جوقة "نسروتو" حيث كان البعض يستغرب أن غانم يوجه لناجي نصائح قاسية في بعض الأحيان ، وهو الفنان المعروف حينها على صعيد مدينة زحلة ، فكان يقول لهم غانم بأن نصائحه ستفيد ناجي لاحقاً ، وهذا ما حصل بحيث أصبح ناجي نجماً محبوباً ، بعد أن عمل على نفسه وإجتهد وثابر.
ناجي قال إنه إنطلق من جوقة "نسروتو" التي هي مفضلة عليه ، وكذلك شكر المر التي قال عنها إنها علمته الكثير من الاشياء ورافقته منذ إنطلاقته في الجمعية ، فعلّق الأب غانم بالقول "وراء كل رجل عظيم إمرأة ، هلا المر".
وإنطلق ناجي بالغناء حيث أشعل الأجواء بأغنياته الخاصة وبأغنيات لبنانية معروفة ، وتفاعل معه كل الحاضرين رقصاً وغناء ، ليختتم بترنيمته الخاصة للسيدة العذراء "شمعة وبخور وترتيلة".
موقع "الفن" إلتقى حداد وأسطا في هذين الحوارين .
هشام حداد
بماذا تشعر عندما تعلم بأن هناك شخصاً تعرفه يدمن على المخدرات ؟
أنا شاب عمري 38 عاماً ، توفي شخصان من أصدقاء الطفولة خلال الشهرين الماضيين ، أحدهما توفي بجرعة زائدة من الهيرويين الذي يقولون عنه إنه مخدر خطير ، أما الشخص الثاني فكان يتعاطى كوكايين في الحمام ، تعرض لدوخة وإرتفع ضغط فسقط وصدم رأسه بالمغسلة فتوفي ، أقصد أنه لم يتوفَ بجرعة زائدة ولكن نهاية الإدمان على المخدرات عاطلة مهما كانت .
أنا هنا لسببين ، الأول لدعم مكافحة المخدرات هذه القضية السامية ، والثاني هلا المر التي حتى لو تقول لي إنها تريد أن أقدم حفلاً لا دخل له بالمخدرات وله علاقة بأي قضية أخرى فليس لدي مشكل ، فهلا هي من الأشخاص الذين تابعوني وساعدوني ، فأقله أن أكون إلى جانبها .
ناجي أسطا
إلى أين تعود اليوم بالذاكرة مع "نسروتو" ؟
أعود إلى حوالى 16 عاماً مضت ، وإلى إنطلاقتي التي كانت من جوقة "نسروتو" قبل تأسيس الجمعية .
ماذا توجه رسالة للمدمنين على المخدرات ؟
الكل يعلم إلى أين يوصل الإدمان على المخدرات ، وخصوصاً جيل الشباب اليوم حيث نسمع كثيراً عما يحصل في الجامعات ، وعن الوهم أن المخدرات تجلب السعادة لمن يتعاطاها ، يجب أن يكون الشخص مؤمناً كثيراً بربه ، والسعادة تأتي من خلال الأعمال التي يقوم بها الإنسان كل يوم .
لماذا يقال دائماً إن فنانين كثيرين يتعاطون المخدرات ؟
هذا الكلام يُقال دائماً عن كل من يعمل في مجال الفن ، ولكنه لا ينطبق على الجميع ، ولكني قبل أن أدخل الوسط الفني وعدت والدي بألا أدمن على المخدرات لأنه قال لي إنني سأتعرض لهذا الموضوع في عملي الفني ، وبإمكاني تجربة كل شيء في الحياة إلا المخدرات .
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.
