أتغلغل بالعائلات في"الاب الروحي" وانتظروني بـ"فخامة الشك".
لماذا لا نقوم بتحقيق وحدة فنية عربية قوية؟
قريباً مذكراتي و لن اتنازل عن "صرخة الأبرياء".
يواصل الممثل اللبناني فؤاد شرف الدين تألقه الفني محافظاً على استمراريته ونضوجه في كل ما يقدمه بالدراما العربية خصوصاً انه صار القاسم المشترك في عدد من المسلسلات المصرية منذ سنوات ، وآخر اعماله كانت في رمضان المنصرم حيث شارك الممثل الراحل محمود عبد العزيز آخر اعماله مسلسل "رأس الغول" الممثلان معهما فاروق الفيشاوي وميرفت أمين، وها هو اليوم يتواجد في مصر حيث يشارك في بطولة "الأب الروحي" الى جانب الممثل محمود حميدة، بالاضافة الى تصويره مسلسل لبناني .
معه كان هذا الحوار الذي بدأه بالحديث عن محمود عبد العزيز فقال :"لطالما أحببت محمود عبد العزيز على المستوى الفني، وإزداد حبي واعجابي واحترامي له بعدما التقيت به في رمضان المنصرم بمسلسل "رأس الغول" وشاركنا في بطولته فاروق الفيشاوي الذي هو صديقاً لي منذ سنوات طويلة، والنجمة ميرفت أمين، وكنت أول مرة التقي بها بمحمود الذي جذبني عشقه للعمل ومثابرته رغم انه كان يعاني من بعض التعب، وما أن جلست معه لنتعرف على بعض قبل تصوير مشاهدنا المشتركة حتى قلت له "والله يا استاذ محمود الوقوف امامك صعب" فرد عليّ :"ليه بتقول كده انت نجم قدير برضو وانشالله حنعمل شغل كويس"،وبالفعل اندمجنا بالتصوير وكان في غاية خفة الظل رغم ان طابع الشر كان يطغي على احداث المسلسل، لكنه كان صاحب نكته ويحب الضحك والحياة.
ما هي أكثر الأعمال التي تحبها لمحمود عبد العزيز؟
لا شك بأن مسلسل "رأفت الهجان" كان علامة فارقة بتاريخه الفني، لكن له أيضاً أعمالاً رائعة مثل "الكيف" الذي عالج قضية الادمان بقالب كوميدي وقدم اغنيته الشهير "الكيما كي"، "العار" الذي تناول فيه الاتجار بالمخدارت وما تلحقة تلك التجارة من عار للذين يتاجرون بها لاسيما اذا كانوا ينحدرون من عائلات كبيرة،وفي الجاسوسية قدم "إعدام ميت"، وفي الرومانسية "حب لا يرى الشمس" بالاضافة الى ادواره المتنوعة مثل الشيخ الاعمى في "الكيت كات"، البلطجي في "ابراهيم الابيض" وغيرهما، محمود عبد العزيز وابناء هذا الجيل قلّ ان يجود بهم الزمن لانهم كانوا يعملون بالفن لعشقهم للفن وليس للكسب المادي والنجومية فقط.
مثلت امام محمود عبد لعزيز باللهجة اللبنانية؟
صحيح، وعندما طلبني المخرج وقرأت السيناريو اعجبني جداً لاني سأتكلم اللهجة اللبنانية بعمل مصري بحت،كما ان مدير التصوير كان ايرلنديا، والمسلسل صور بطريقة سينمائية،والعمل اخذ من الجميع جهداً كبيراً، وبالنسبة لاختياري لدور زعيم المافيا فهذا الامر إعتدت عليه منذ ان قمت ببطولة مسلسل "احلام وردية" حيث غلب الستايل الذي أقدمه، اذ الكل صار يرى بي رجل المافيا او زعيم العصابة الشيك الذي يخطط بهدوء وينفذ برقي جريمته،وعلى فكرة مسلسل "رأس الغول" تطرق لقضية مهمة جداً وهي النصب على الدولة من طرف احد البارعين بهذا الشأن وهو محمود عبد العزيز المطارد من سلطات الامن، يعني القصة كان فيها تشويق واثارة برقي، وأنوه بأن ابنه محمد كان مشاركاً بالانتاج وهو شاب طموح، كما شاهدت بعض اعمال ابنه النجم الشاب كريم عبد العزيز وهو ممثل جيد للغاية سواء في الكوميديا او الادوار الجادة ما يعني انهما بالجينات ورثا عشق الفن من والدهما النجم الكبير الذي لن يُعوض.
وماذا عن دورك الجديد في مسلسل "الأب الروحي"؟
هذا العمل يضم نخبة كبيرة من نجوم مصر ابرزهم محمود حميدة، احمد عبد العزيز، إيهاب فهمي، سوسن بدر، احمد فلوكس، فريدة سيف النصر وغيرهم وسعيد جداً بهذه المشاركة، واجسد دور تاجر سلاح لبناني اتعامل مع كل العائلات الكبيرة والثرية في مصر ومن بينهم عائلة محمود حميدة الذي يتوفى واعمد الى التغلغل في عائلته ومنها الى العائلات الاخرى لتحقيق مآربي الشخصية،وبالنسبة لفريق عمل "الاب الروحي" فالانتاج لريمون مقار ومحمد محمود عبد العزيز ابن محمود عبد العزيز وتأليف هاني سرحان واخراج بيتر ميمي.
وماذا عن مسلسلك اللبناني؟
عنوانه "فخامة الشك" ويشارك في البطولة سابين، يورغو شلهوب، يوسف حداد، جيسي عبود،سامر حنا ومجموعة من النجوم تأليف كلوديا مارشليان واخراج السوري اسامة شهاب الحمد الذي يتمتع يرؤية اخراجية مميزة وله عين ثاقبة وغنية بالابداع، واجسد شخصية رجل ثري لديه ثلاثة اولاد (يوسف وسامر وجيسي) ويحصل ان اشتري املاك شخصاً كان قد دخل السجن واعيش بالفيللا التي كان يُقيم بها المسجون ، وتمر السنوات ويظهر ابنه الذي يجسد دوره يورغو شلهوب ويخطط للانتقام مني لاعتقاده اني سلبت اموال والده فيوقع ابنتي وزوجة ابني بشركه، لكني اتصدى له كوني دائم الشك لظروف مررت بها منذ الصغر نتيجة خيانه حصلت بمنزل عائلتي وتتوالى الاحداث، وتصاعد بقالب اجتماعي وتحصل مشاكل عدة لعدم وجود الثقة في العلاقات، وتصور احداثه بين لبنان ومصر وربما فرنسا كون العمل ضخم جداً واراهن انه سيكون نقلة في الدراما اللبنانية لانه يغوص بعمق صراعات الحادة بين أطراف نافذةفتتشابك خطوطها مع علاقات حب معقدة، وتسلك دروب الانتقام التي تكون تارة عبثية ولكنها دائما محكومة بالشك صاغتها كلوديا مارشليان بأجادة،وانا سعيد جداً بهذا العمل كونه يجمع عدة اجيال وبصراحة النجوم الشباب في لبنان يعملون بجهد وحب كبير.
كيف هي علاقتك بيورغو شلهوب؟
أعتبره مثل ابني تماماً، ولا تنسي انه وُلِد وتربى في بيت فني حيث أن والديه إلسي فرنيني التي قدمت وإياها فيلم "الممر الأخير" ووالده جورج شلهوب، ومن هنا تجدينه يعمل بأصالة نجوم الجيل السابق اذ يدرس دوره جيداً ويستمع للنصائح، وعندما ينتهي من تصوير مشاهده يجلس على الكرسي ويتابع تصوير زملائه بلا ملل.
هل تؤيد الخلطات العربية؟
جداً لأنني مع تبادل الثقافات والاضطلاع على الحضارات الاخرى وبالتالي لتعزيز الفن العربي بشكل عام، ولنقوم بتحقيق وحدة فنية قوية عربية، خصوصاً اني ضد العنصرية والتعصب.
حياتك حافلة بالمحطات الخطيرة؟
جداً،وقريباً ستسجلين مذكراتي بنفسك لأني سأحول قصة حياتي لعمل درامي وسترون العجب،عشت أياماً صعبة دفعتني للعمل بعدة مهن يدوية مثل الحدادة والخياطة والنجارة وهذا لا يُعيبني لأن العمل شرف، وبالتالي حتى يتسنى لي متابعة تعليمي ،كما كنت اهوى الرياضة وتدربت على يد نمر لبنان البطل خليل ابي خليل، ثم بالملاكمة بـ"نادي الكتائب" على يد بطل لبنان هرانت غازاريان،ثم في نادي "أدونيس" على يد البطل عبد الرزاق حجاوي،عام 1961 احببت ايفا قابكيان وتزوجتها خطيفة وانجبت منها اربعة اولاد منهم ابنتي الممثلة جمانه،كنت أحلم أن أصبح ظابطاً لكن ظروف الحياة عاكستني، ومع ذلك كلي اصراراً على الصمود ومتابعة مشواري الفني حتى اخر لحظة من عمري، ومصراً بالتالي على خروج فيلمي الأخير "صرخة الابرياء" الى النور لاني وضعت فيه تحويشة عمري، وأريد أن يراه القاصي والداني لأنه يتضمن قرصات مؤلمة ومن قلب الواقع اللبناني.