فنانة لبنانية شابة صاحبة موهبة مميزة، لم تنل شهرة كبيرة بل اكتفت بالنجاح الذي حققته على صعيد الحفلات والغناء في البيانو بار. أخيراً أطلت على الجمهور من دون سابق إنذار وقدمت عملها "أنا مش فنانة" لتشكل من خلال هذا العمل صدمة ايجابية لدى الجمهور.
الفنانة سيفين تطل عبر موقع "الفن" قبل أيام من طرح ألبومها الجديد ، وتتحدث عنه في هذا اللقاء المميز والصريح .
أهلاً وسهلاً بك عبر "الفن".
شكراً.
من هي سيفين التي فجأة أطلت علينا من خلال أغنية "أنا مش فنانة"؟
أنا في مجال الغناء منذ فترة طويلة. وهذه الأغنية التي ذكرتها هي جوابي على سؤالك. أنا أغني منذ 20 عاماً تقريباً وتحديداً في لبنان لكنني للأسف لست معروفة لأنني لا أقدم الموسيقى التجارية ولا أصور الفيديو كليبات. أنا أغني منذ العام 1998 في لبنان والخارج وفي الحقيقة أنا أقدم الموسيقى الغربية. تركت لبنان عام 2010 وبقيت 5 سنين بالدوحة واختفيت من لبنان. هذه السنوات الخمس ساعدتني لكي أفكر كيف سأتمكن من أن أخطو خطوة إلى الأمام وأنا أقوم بأغنية خاصة لأنني لم أعد أريد أن أغني أغنيات الفنانين الآخرين مع أنني أحبها كثيراً. وبدأت أعمل بهذا الإتجاه وعندما كنت في الدوحة اكتشفت مايك ماسي وألبومه "يا زمان" وتواصلت معه وبدأنا عام 2012 التحضير للألبوم.
وكيف قررت هوية العمل الذي تريدينه ؟
عندما تواصلت مع مايك ماسي وأرسلت له فيديوهات أغني فيها لأهم النجوم قال لي إن صوتي جميل لكن "من هي سيفين؟" أين هي شخصيتك؟ كنت دائماً أشعر بأنني وصلت إلى مرحلة لم أعد مكتفية بما أنا فيه لكن في الوقت نفسه لم أكن أعرف هويتي الفنية والموسيقية. لهذا كنت أسعى إلى أن يظهر في الموسيقى والأعمال التي سأقدمها شيئاً من شخصيتي. أنا بطبعي لا أحب أن اقدم أعمالاً تشبه الآخرين. وشعرت بأنه لدي هوية خاصة وميزات لا تشبه أحداً وتجعلني أكون مميزة عن غيري ولا أشبه أحداً. في الماضي كنت أسأل الجمهور ماذا يريدني أن أغني، أما اليوم أنا بدأت أسأل نفسي ما الذي أحب أن أغنيه وماذا أريد من الفن والموسيقى.
كيف تلخصين مراحل تحضير الألبوم التي استغرقت 4 سنوات ؟
كانت بتعقد.. إنها من أجمل الأيام التي أمضيتها. عندما كنت أحضر إلى بيروت كنت أدرك تماماً أنه لدي مخيّم تحضير مع مايك فكان يبدأ نهارنا الساعة 9 صباحاً. كنا نستعرض الأفكار التي حضرتها والنصوص التي جلبتها معي وهو كان يجلس على البيانو ويعزف ويؤلف الموسيقى. أجمل مرحلة كانت عندما كنا ننجز الأغاني .. كنت كلما أرجع إلى قطر أشعر بحماسة كبيرة لمواصة العمل وتحضير المزيد. استغرقت معنا كتابة الأغاني وتلحينها سنتين تقريبا.
التعامل مع شخص واحد في الألبوم هل هو أمر مفيد لناحية عدم الوقوع بالتكرار ؟
الألبوم كله من توزيع مايك ماسي والأغاني من ألحانه أيضاً ما عدا أغنية واحدة. الفكرة أنني عرفت من أختار .. مايك من الأشخاص القلائل الذين لديهم هذا التنوع الكبير بالموسيقى التي ينجزونها. في ألبوم "يا زمان " لمايك ماسي لا يوجد أغنية تشبه الأخرى. وحتى في التوزيع هناك تنوع كبير بالآلات المستخدمة. كما أن مايك لا يعتمد التركيبة الكلاسيكية في التسجيل والتوزيع بل يعمل على التنويع. في ألبومي الجديد لا يوجد أغنية تشبه الأخرى وبصراحة أنا متحمسة جداً لأسمع الالبوم للجمهور لأنني فعلاً سعيدة بالموسيقى والعمل ككل.
كم أغنية يتضمن الألبوم ؟
الألبوم يضم 10 أغاني منوعة بين العربية والفرنسية والانكليزية . هناك أغنية لبنانية "كتير مهضومة" في نفس أجواء "أنا مش فنانة " عنوانها "شغلة Belle". انتهينا من التسجيل وطبع الألبوم وسيطرح في تشرين الثاني.
كيف اخترت فكرة أغنية "أنا مش فنانة" ؟
تعرفت إلى نامي مخيبر شاب سبق وكتب مجموعة أغاني لمايك ماسي. نامي يكتب بطريقة جميلة جداً باللغة الفرنسية وبطريقة أجمل بعد في اللهجة اللبنانية. أحببت من باب التنويع أن اتعاون معه. التقيت به وأخبرته ماذا أريد وما الذي أرغب في غنائه. وقلت له: " بصراحة أنا مش فنانة" ولا أجد نفسي أبداً مستعدة لتغيير شكلي وغناء الأغاني السائدة على الساحة الفنية. وأبلغته أنني أريد أن تكون الموسيقى والنصوص التي أقدمها لا تشبه النمط السائد. وأخبرته أيضاً ما الذي حصل معي مع مدير إحدى شركات الانتاج الذي أعجب بصوتي لكنه طلب مني أن أقوم بتجميل أسناني وأن أكبر صدري وأموراً أخرى.. من هنا انطلقنا من فكرة أنني أريد أن تكون الأغنية تشبهني وتعرف عني.
الأغنية فيها جرأة .
أعرف! لكن هناك جمهوراً كبيراً قال لي "فشيتيلنا خلقنا" وهذا ما كنت أتوقعه. أنا أسلط الضوء على أمور نتحدث فيها بمجالسنا فلماذا لا نقولها في العلن! أنا ليس لدي شيء ضد هؤلاء الفنانات أنا فقط أقدم نظرتي للفن. وما نشاهده اليوم من المؤسف أن يسمى فن.
أحدثت هذه الأغنية ضجة كبيرة .
نحن لدينا ميول للاستخفاف بالجمهور وماذا يحب. اذا كانوا يقدمون نوعاً معيناً من الأعمال فهذا لا يعني أبداً أن الجمهور ليس متعطشاً لعمل مميز من نوع آخر. أضف إلى أن العمل جاء في نهاية فصل الصيف الذي طرح فيها الكثير من الأغاني التي حصدت انتقادات كبيرة ومن الطبيعي انه عندما يأتي عمل يعاكس ما هو سائد بالتأكيد سيحدث ضجة.
من ينتج لك هذا العمل ؟
من عرق جبيني. كل التكاليف هي من تعبي وتعب عائلتي والمقربين مني. أما من ناحية الإنتاج الموسيقي فمايك ماسي أشرف على تنفيذ الألبوم.
ماذا تنتظرين من هذا الألبوم ؟
هذا بالتأكيد ليس آخر ألبوم أطرحه. أحببت كثيراً تجربتي مع مايك ومع الموسيقيين الذين تعاونت معهم. أنا أرغب في أن يسمع العالم كله هذا الألبوم وخصوصاً خارج لبنان وفي الدول الفرنكوفونية. أنا أرغب في أن أقدم هذه الأغاني على المسرح مباشرة مع الفرقة الموسيقية. أريد لهذا العمل أن ينتشر ويكتشفه أكبر عدد من الناس. هدفي كان أن أشتهر بلبنان من خلال أعمالي الخاصة وليس من خلال الغناء في الحفلات التكريمية للفنانين الكبار.
أظهرت قدرات تمثيلية في كليب أغنية "أنا مش فنانة". هل تفكرين باستثمارها ؟
أنا قبل أن أبدأ الغناء كنت أحلم أن أكون ممثلة. ولا أزال أفكر بالأمر وأرغب أن أستثمر هذه الموهبة في لبنان. أنا متأثرة جداً بالإستعراض. لم أجد بعد العرض المناسب.
هل تفكرين يوما بالإعتزال ؟
عندما أصبح فنانة من النوع الذي نشاهده اليوم سأعتزل.
ماذا لديك من أعمال جديدة قريباً غير الألبوم ؟
أنا أريد أن تأخذ أغنية"انا مش فنتانة" حقها. وبعد طرح الألبوم سأركز على دعم أغنية فرنسية وأخرى انكليزية كما أنني أرغب بتصوير "شغلة belle". وليس مصادفة أن تكون شقيقتي المخرجة فهي أكثر شخص يعرفني ومعاً نشكل فريقاً متجانساً.