بدأت مشوارها الفني عام 1982 بمسلسلي "يوميات ظريفة" و"امرأة لا تعرف اليأس"، ثم توالت أعمالها وقدمت ما يقارب المئة عمل أهمها "جميل وهناء"، و"دنيا"، و"زمان الصمت"، و"مخالب الياسمين"، و"عصي الدمع"، و"أسياد المال"، و"الخط الأحمر"، و"رياح الخماسين"، و"الدبور"، و"بنات العيلة"، و"بواب الريح"، و"نساء من هذا الزمن".
ظهرت خلال رمضان الفائت بستة مسلسلات هي "صدر الباز"، و"خاتون"، و"الخان"، و"زوال"، و"عطر الشام"، و"قناديل الشام".
الممثلة السورية أمانة والي حلت ضيفة على موقع "الفن" وكان الحوار الآتي .
لنبدأ من مسلسل "أزمة عائلية"، ما الشخصية التي تؤدينها؟
أؤدي فيه دور الجارة المقربة من العائلة التي تدور حولها الأحداث حيث تشاركهم همومهم ومشاكلهم.
والعمل اجتماعي كوميدي لايت منفصل متصل، يسلط الضوء على الآثار الاجتماعية الناتجة عن الأزمة السورية.
كيف تصفين العمل مع المخرج هشام شربتجي؟
ثقتنا به كبيرة جداً لدرجة أننا عملنا معه بالوقت الضائع وبدوام متعب جداً والتزام كلي، فالعمل مع مخرج كبير مثله فرصة لا تعوض.
ما الجديد الذي يقدمه بعد غياب؟
في "أزمة عائلية" يحاول خلق شخصيات فريدة وبعيدة كليا عن "الكاريكترات" التي قُدمت في أعماله السابقة، من خلال اعتماده على كوميديا الموقف. شهادتي به مجروحة فهو لم يكن يوماً بعيداً عن الدراما، حتى في فترة انقطاعه كان متابعاً لكل ما قُدم محلياً وعربياً، لكن رؤيته المختلفة على صعيد الأزمة تجعله متميزاً بالطرح وهذا الجديد الذي يقدمه الآن.
هل طرح أعمالاً كوميدية في ظل الظروف الراهنة فيه نوع من المخاطرة، خصوصاً أن ما قدم لم يكن على المستوى المطلوب؟
نهائياً في حال توافر النص الصحيح، فالخطورة بالكوميديا أنها إما أن تكون ناجحة بامتياز أو فاشلة بجدارة، لكن في عمل كهذا تتوقف المخاطرة على المخرج والدور، فالنص جيد نوعاً ما والأدوار ظريفة وثقتنا بشيخ الكار كبيرة.
كيف تقيمين أعمال الموسم الماضي؟
بصراحة لم أتابع جميع الأعمال لذا لا يحق لي تقييم موسم كامل، لكن سمعت أنه كان أفضل من العام الماضي، وأتمنى ألا أكون مجحفة بحقه، فمشاهدتي اقتصرت على كل من "زوال" وأيام لا تنسى" وكانا على درجة كبيرة من التميز، إضافة لمسلسل نص يوم الذي تابعته من باب التنويع، ولا أنكر الثناء الكبير الذي تلقته أعمال مثل "الندم" و"عطر الشام" و"خاتون".
ما الدور الذي تميزتِ به خلال الموسم الماضي؟
شخصيتي في "زوال" كانت ظريفة جداً كونها تمتاز بطابع تقدمي رغم بساطتها وعفويتها، وأظن أن رسالتي قد وصلت ضمن النسيج الذي أخرجه أحمد ابراهيم أحمد.
انتهيتِ مؤخراً من تصوير مسلسل شو القصة، حدثينا عن شخصيتك؟
أؤدي شخصية "كنة" لديها أربعة أولاد شباب متزوجون يقطنون منزل واحد، تجمعهم سلسلة من العلاقات والمشاكل التي تخلق بين "الحماية" و"الكنة" بطريقة كوميدية خفيفة.
بالعودة إلى العام 2015، جسدتِ دوراً إستثنائياً في "عناية مشددة"، هل أثر ذلك على خياراتك لاحقاً؟
بصراحة، رغم مشاركتي بكم كبير من الأعمال إلا أنني لستُ راضية عن أدائي خلال الموسم، وألوم على ذلك النصوص والأدوار التقليدية المعروضة عليّ التي لم تحقق طموحي وفرصتي بالتميز كما فعل كل من "نساء من هذا الزمان" و"زمن البرغوث" و"عناية مشددة". وذلك ما دفعني للعمل مع هشام شربتجي كون الدور سيقدمني بطريقة مختلفة.
ما الدور الذي يحاول المخرجون إلصاقه بك؟
أظن أن شخصية "الأم" خيار مفضل لدى المخرجين بحكم عمري، ولأننا نعيش أزمة نصوص فدور الأم أصبح مستهلكاً لدى الكتاب وتقليدياً لدرجة أن جميع الأمهات "شغل حبيبي وتقبرني"، وللأسف ذلك يبقي أي ممثلة في الظل بدون الخروج بنتيجة مرضية.
من أفضل الممثلات السوريات اللواتي جسدن دور الأم؟
جميع الممثلات مميزات وعلى نفس المستوى في الأداء سواء منى واصف أو هدى شعراوي أو نجاح حفيظ أو سامية الجزائري وغيرهن من الأمهات اللواتي تفوقن بالأداء وساعدهن بذلك النص الجيد.
وللأسف ذلك ما يحزنني، (تضحك) "اكتب مثلاً دوري بإيدي"؟!
أغلب الشخصيات التي قدمتها تندرج تحت إطار الأدوار الشريرة ، هل تفضلين أداءها؟
أحب أداء الأدوار الشريرة فهي لا ترهقني كونها غالباً ما تكون مكتوبة بشكلٍ أجمل، وفاعلة ومحركة للعمل، وعندما أؤدي شخصية من هذا النوع ألعبها من باب الشفقة عليها لأنها تعاني عذابات نفسية مرهقة، كما أفرغ من خلالها بعضاً من طاقتي السلبية بدلاً من تفريغها في الحياة.
ولا أخفيك أنني ترددت بداية حينما عرض عليّ المخرج أحمد إبراهيم أحمد دور "هموم" في مسلسل عناية مشددة لما يحمله من قسوة.
ألا تخشين من تنميطك بهذا النوع؟
الوسط الفني قد يجبرك بطريقة أو بأخرى على التنميط ووضعك ضمن نموذجٍ معين.
أنا قاومت هذا الأمر قدر المستطاع من خلال سعيي لتنويع أدواري، تبعاً للعروض المقدمة لي.
أيمكن أن تمتهني الكتابة لاحقاً؟
"كل عمري بصلح أدواري"، وأطالب المخرج والكاتب بإجراء معالجة درامية للنص، فأدواري لم تنجح من فراغ. لكن ممارسة الكتابة كمهنة أمر مستبعد فهي تحتاج إلى تفرغ تام و"أنا ما بحب القعدة" عدا أنني ممثلة وأحب اختصاصي.
هل مساحة الشخصية أمر مهم بالنسبة لك؟
مشكلتي ليست بمساحة الشخصية بقدر النص الجيد، لكن غالبية الأدوار الصغيرة تكتب بإستهتار بناء على طلب المنتجين بتسخيرها للممثل الكومبارس وصاحب الأجر المتدني.
مشاركاتك السينمائية قليلة مقارنة بالعمل الدرامي.. فما السبب؟
شاركت مؤخراً مع أحمد ابراهيم أحمد كضيفة على فيلم "ما ورد" بدور صغير وخاص جداً، وعملت سابقاً في الفيلم الإيراني "طريق النجاح" الذي حصد جوائز عديدة. ولكن للأسف أعتبر السينما حلمي الضائع الذي لن ألقاه مجدداً فالعمر له حق، رغم أنه كان هوسي منذ صغري ومنه استقيت رغبتي بالتمثيل وأتمنى أن يعوضني ابني بهذا الحلم.
وبالنسبة للمسرح؟
ابتعدت عن المسرح منذ حوالى ثلاث 3 سنوات نتيجة ضعف النصوص، لكنني لم أفقد الأمل بعد، ففي حال توفر الدور الجيد سأعود بالتأكيد.
هل شجعت إبنك على دخول الوسط الفني ودراسة التمثيل؟
بصراحة، كان ذلك بناء على رغبته رغم أنني حاولت ثنيه في البداية وإقناعه بممارسة الفن كهواية إلى جانب مهنة أخرى نتيجة الوضع الاقتصادي، إلا أنه أصر بعد نقاش طويل وقال لي "سايرتك لتفرحي جنب العالم وجبت صيدلة بس رح ادخل التمثيل".
هل تحاولين توجيهه بالفن؟
جداً ، ففي وقت فراغي أرى المشاهد التي يؤديها ونتعاون على تجسيدها بطريقة أفضل وأنصحه بالقراءة ومشاهدة بعض المسرحيات.
ما الكتاب الذي تطالعينه هذه الأيام؟
حالياً، أطالع عدداً من صفحات "أميرة في المنفى" قبل النوم، ففي ظرف ضغط العمل لا أستطيع التفرغ التام للقراءة، لكن عندي مكتبة مهمة جمعتها منذ أيام الجامعة، إضافة لمطالعتي للجرائد والمجلات وبعض الروايات على الإنترنت، إلا أنني أفضل إحساس الورق.
كيف تقضين أوقاتك بعيداً عن التمثيل؟
أوقات إستراحتي أصبحت قليلة إلا أنني أعشق السفر كثيراً وأحاول زيارة البلدان الأخرى عند مقدرتي أو على الأقل الجنوح إلى اللاذقية، رغم أنني حالياً لا أمتلك وقتاً كافياً حتى لزيارة "الربوة". كذلك أتواصل مع صديقاتي من الوسط الفني أمثال وفاء موصللي ولينا حوارنة، ومن خارج الوسط لديّ صديقتان إحداهما طبيبة وأخرى صيدلانية، كما أتردد على بنات عمي وإخوتي وزوجاتهم، فطبيعتي الاجتماعية تخولني خلق توزان دائم بين حياتي الخاصة وعملي كي لا أصاب بالاكتئاب. كما أقضي وقتي في المنزل مع ابني بشكل أساسي وأستمع للموسيقى على الدوام.
خضت تجربة الدوبلاج مرة واحدة ولم تكرريها ما السبب؟
أحببت خوض هذ التجربة لكن تبين لي أنها متعبة بالفعل، وتحتاج إلى إلتزام وتفرغ لوقت كبير، كما أن أجرها قليل مقارنة مع أداء الممثل لشخصية بمسلسل تلفزيوني، وفي حال عرضت عليّ شخصية جيدة بمبلغ مادي مناسب من المحتمل أن أوافق في حال سمح لي وقتي بذلك.
هل تشاهدين المسلسلات المدبلجة؟
مع بداية دخول الدراما التركية إلى الوطن العربي أحببت مشاهدتها للتعرف على مضمونها ولمعرفة "ليش الناس طق عقلها فيها"، فإكتشفت أنها أسوأ من السيئ، ولا أحتمل متابعة المسلسلات الهندية التي تتضمن ردات فعل مبالغ فيها مدة كل منها ثلاثة أرباع الساعة، بينما من الممكن أن أتابع الأعمال الكورية وأعتبرها جيدة إلى حد ما.
ألا تشاهدين نشرات الاخبار؟
ابتعدت منذ سنتين تقريباً عن مشاهدة نشرات الأخبار بعد أن دخلت بموجة كآبة عارمة واعتكفت على البكاء لمدة 24 ساعة، ما اضطرني لاستشارة أحد أصدقائي الأطباء النفسيين ونصحني بعدم متابعتها بشكل مكثف واكتفيت بعدها بالاطلاع على الأخبار عبر تصفح الانترنت.
وحالياً أحبذ مشاهدة أفلام الأبيض والأسود إلى جانب الأفلام الأجنبية رغم أنها تضمنت مؤخراً كماً كبيراً من العنف والأكشن وكأن القائمين عليها يريدون عبرها أن يغذوا فينا روح الحرب فهذا النوع لا أتابعه أبداً.
ما البرامج التلفزيونية التي تتابعينها؟
أتابع منذ الصباح برنامج "صباح الخير" الذي يبث عبر قناة سما الفضائية، أحب فقرة الأبراج مع نجلاء قباني والطبخ، أو أتابع البرنامج الصباحي لقناة الفضائية السورية، كما أشاهد برنامج "المسامح كريم" الذي يقدمه جورج قرداحي، وبرنامج "هيدا حكي" للإعلامي "المهضوم والظريف" عادل كرم، وعندما يراودني شعور الملل أتابع محطة ناشيونال جيوغرافيك، فأحب التعرف على عالم الحيوان وأستمتع بمشاهدته.
ما نوع الموسيقى المفضل لديك؟
أفضل الموسيقى الغربية نتيجة تأثري بأخي الذي كان يغني هذا النوع منذ صغري، وبشكل خاص أحب top 10" السبعينات والثمانينات" مثل أغاني "آنغل بيرد" و"توم جونز" إضافة للـ top 10"الفرنسي" وأحتفظ بكاسيتاتهم إلى الآن.
لنختم حوارنا بالحديث عن حياتك الخاصة... قلتِ سابقاً إنك تزوجتِ مرتين ونصف ما سر هذه المقولة؟
صحيح وبالفعل أعتبر أنني تزوجت مرتين ونصف، لأن آخر زواج لي من الموسيقي غزوان زركلي لم يستمر إلا قرابة 4 أشهر، وبعدها انفصلنا.
ما سبب هذا الانفصال السريع؟
ما إن تعرفت إلى غزوان اتخذنا قرارنا بالزواج، وربما هذا التسرع بالقرار سرّع عملية انفصالنا، لكننا ما زلنا صديقين لغاية الآن.
ألا تفكرين مجدداً في الزواج؟
بعد إنفصالي الأخير اتخذت القرار بعدم الزواج مجدداً وما زلت مصرة على قراري، وانفصالاتي لا تعني أبداً أن أزواجي السابقين كانوا سيئين أو العكس، بل يعود سبب انفصالي عنهم لإختلافنا بالطباع لا أكثر.