أسدلت الستارة يوم أمس على فعاليات مهرجان بيروت السينمائي بدورته الـ16 حيث تم توزيع الجوائز على الأفلام المشاركة في صالة سينما Vox في مجمّع "سيتي سنتر" (الحازمية) بحضور وزير السياحة ميشال فرعون .
قدمت حفل الختام الممثلة بياريت قطريب التي قدمت حفل الإفتتاح أيضاً، وقد أطلت لجنة التحكيم على المسرح لتوزيع الجوائز وهي مؤلفة من الممثل اللبناني، كارلوس شاهين، وضمت الصحافي، بيار أبي صعب، ومديرة العلاقات الثقافية في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، ندى دوماني. لكن الأخيرة غابت لالتزامات مهنية خارج لبنان .
كارلوس قال في البداية إن الافلام التي شاهدتها اللجنة تنطوي كلها على نظرةٍ خاصة إلى منطقتنا التي تمتد من البحر الابيض المتوسط الى الخليج.
وأضاف: "المنفى، والطفولة، والوحدة، والبحث عن الجذور، والعلاقة بالاب وبالارض، والانتقال الى عالم الراشدين، واكتشاف الرغبة، هي المواضيع التي بدت هواجس المخرجين الشباب المشاركين في هذه الدورة".
وتابع :"كل لجنة تحكيم تكون في طبيعتها غير موضوعية، وتعكس مشاعر أعضائها، وتكريم الفيلم يشكل بحد نفسه تحدياً، لذلك لجنة التحكيم تهنئ جميع المخرجين المشاركين بدون استثناء."
فيلم "روبير" للمخرجة اللبنانية، غنى عبّود، فاز بجائزة "ألف" لأفضل فيلم وثائقي للعام 2016 ، ويتناول الفيلم قصة روبير البالغ من العمر 57 عاماً ولا يزال عالقاً في ماضيه ومعه صورة جميلة لبيروت القديمة يلعب الموسيقى في متجره الصغير للحلاقة في شارع الحمرا، من خلال منح الحياة إلى الجدران ملهى ليلي خاص به.
غنى البالغة من العمر 26 عاماً أطلت على المسرح لتستلم الجائزة وشكرت بطل العمل روبير حيث ان نجاح العمل جاء بسبب صدقه وصراحته، على حد قولها.
جائزة أفضل فيلم روائي بحسب تصويت الجمهور، نالها الوثائقي "Letters from Baghdad"، لسابين كراينبوهي وزيفا أولباوم، وهو يتناول قصة غيرترود بيل التي كانت تلقب أحياناً بلورانس العرب أو الخاتون ويخبر الحياة الدرامية للجاسوسة والمستكشفة والناشطة السياسية البريطانية .
جائزة لجنة التحكيم الخاصة نالها فيلمان بالتساوي هما "This is Exile" للمخرج الجزائري، ماني بن شيلا، و"Love" للمخرج السوري، وضاح الفهد.
محبة يروي قصة زوجين يعودان إلى سوريا بعد عامين ونصف من الحرب والحصار في حمص، لاكتشاف ما حدث هناك جراء الحرب فينقلاننا إلى حالة من الأمل.
أما جائزة "سوسيتيه جينيرال" أفضل فيلم قصير، فكانت من نصيب "Motorcycle" للمخرج السعودي، محمد الهليّل، و"Pale Mirrors" للمخرج الإيراني، سالم صلواتي.
صلواتي وجه رسالة من خلال فيديو مسجل ذكر فيه أنه سعيد جداً بالتكريم آملاً أن يعم السلام في المنطقة .
فيلم Motorcycle يتناول قصة خليل الذي تعطلت دراجته النارية فيجبر على استخدام وسائل النقل العام، وPale Mirrors يتناول قصة شاوبو، إمرأة لديها فقط 24 ساعة لتصبح حاملاً.
جائزة أفضل ثاني فيلم قصير كانت من نصيب The Next One لغوندوز سيفدي، الذي يتناول قصة "أموت" وهو يعمل في كاراج لغيار الزيت تابع لأسرته ووالده لم يسمح له بإكمال دراسته رغم أنه قبل في الجامعة .
أما جائزة ثالث فيلم قصير فنالها فيلم The Holy Pole لايلي شاهين، ويتناول قصة ثلاثة طلاب في الثانية عشرة من عمرهم يهربون من المدرسة لاكتشاف الحياة الليلية وشوارع بيروت.
المخرجان الإيرانيان فرناز ومحمد رضا جورابشيان نالا جائزة أفضل مخرج في فئة الأفلام الوثائقية عن "Overruled"، وهو يتناول حياة وآمال لاجئين أفغانيين شباب في ايران .
جائزة لجنة التحكيم الخاصة في فئة الأفلام القصيرة نالها فيلم "South Pole" للمخرج أمين أكبينار، وهو يتناول قصة "محسن" رجل متقاعد يعيش في منزل قديم مع زوجته يكتشف أثناء مشاهدته نشرة الأخبار أنه متهم برئاسة جماعة ارهابية.
وفي تصريح خاص لموقعنا قال الممثل كارلوس شاهين عن تجربته كرئيس لجنة التحكيم للمهرجان إنها كانت تجربة جميلة جداً حيث أنها سمحت له أن يشاهد أفلاماً كثيرة من المنطقة ومن الخليج للبحر المتوسط، كما أنه شاهد أفلاماً لسينمائيين مبتدئين في مسيرتهم، وآخرين قدموا أفلاماً سابقاً، وتتناول هذه الأفلام معاناة المنطقة .
وأضاف أن كل بلد فيه أناس يريدون أن يعيشوا ويقوموا بأعمال سينمائية يُحكى عنها ، وهذا بحد ذاته تحدٍ حيث أننا نعيش في أوطان تواجه الكثير من الصعوبات .
ونوه كارلوس بالأفلام المشاركة مورداً أن بعضها كان مؤثراً حتى .
وعن الافلام اللبنانية المشاركة قال كارلوس إنه شاهد أفلاماً رائعة والإختيار كان صعباً .
ووصف كارلوس أمر منع 3 أفلام من العرض في المهرجان بأنه "كارثة"، حيث أننا نقدم سينما ونعيش في بلدان تعيش كوارث "فهل الفليم سيخرب المنطقة؟ الأمر محزن جداً".
وعن أعماله الجديدة قال إنه أنهى فيلماً وثائقياً، كما أنه يقوم بفيلم روائي طويل، ومسرحية سيعرضها في الربيع.