رعى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام حفل افتتاح الطابق السفلي من المتحف الوطني بعد اعادة ترميمه واضافة الكثير من الأثار عليه، بحضور وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، ووزير الثقافة روني عريجي، وعدد الوزراء والنواب والشخصيات الرسمية والثقافية.
بدأ الحفل بكلمة لعريفة الحفل عرّفت من خلالها على الطابق السفلي الذي سيتم افتتاحه، حيث يحوي على 520 قطة أثرية، من ثم عُزف النشيدان الوطنيان اللبناني والإيطالي، كما عرض فيلم وثائقي عن ترميم الطابق السفلي.
وفي كلمة له شكر وزير الثقافة ريمون عريجي الرئيس سلام علىر حضوره في حفل الإفتتاح، مؤكداً ان سلام يمنح الجميع ثقة في الاستمرار، وهو يتحمل مسؤولية الحكم في ظل الشغور الرئاسي وتوجه اليه بالقول: "انتم تعرفون جيدا صيغة لبنان السياسي المعاصر وهذا ما يعطينا ثقة والآمان".
ووجه كلمة لوزير الخارجية الايطالي مشيراً الى انه سعيد بوجوده، وشكره على الدعم لإعادة ترميم المتحف من قبل الحكومة الإيطالية، مشيراً الى ان ما يجمعنا مع إيطاليا شراكة التاريخ من بعلبك الى المدرسة الرومانية في بيروت، والانتماء الجغرافي على البحر المتوسط وتوجه للوزير الإيطالي بالقول: "اننا نتطلع الى مشاريع مشتركة متنوعة مع ايطاليا على كافة الصعد".
وعن الطابق السفلي أشار الى ان هذه المقتنيات الاثرية التي تنتمي الى الفن الجنائزي هي شواهد على انماط حياة وحضارة نشأت على الساحل الشرقي للمتوسط واغنت التراث البشري رسالات سماوية ومعارف، وقال: "ان ثراء حضارتنا يتجاوز حدودنا الجغرافية، ومتاحفنا هي نحن، هي المكونات من الجعرافية والدين والنظم، وهي تاريخ منقوش بالحجر والادوات.. احتفالنا اليوم هو تناسل للأزمنة، والوطن امانة في اعناقنا لأجيال تأتي بعدنا، ونؤكد تشبثنا بالثوابت التاريخية المؤسِسة ولدستورنا الذي حفظ حقوق الجميع وناظم انتظام المؤسسات".
ووصف حفل الافتتاح بأنه "لحظة مصافحة التاريخ، ولفت الى ان "حركة التاريخ مسار لا يتوقف ورسالة لبنان دور خلاق والإشعاع الفكري الإنساني في المحيط العربي والمدى الوسيع".
وفي ختام كلمته حيا عريجي الرئيس سلام وثمن وجود الوزير جينتيلوني وتقدم بالشكر الكبير للفريق الايطالي والمديرية العامة للإثار على العمل الجبار الذي قاموا به، كما وجه تحية للأمير موريس شهاب وآن ماري عفيش مديرة المتحف.
من ثم عرض فيلماً وثائقياً عن مقتنيات الطابق السفلي الذي يجمع لأول مرة في لبنان مومياء وأكبر مجموعة نواويس في العالم.
من جهته أشار جينتيلوني في كلمته انه سعيد بهذه المناسبة شاكراً الحضور والإعلام على الإضاءة على هذا الحدث، مشدداً على ان لبنان هو مركز ثقافي مميز، والحكومة الإيطالية تساعد في مجال إعادة ترميم المراكز الثقافية إيماناً منها بالدور الثقافي.
من ثم قدم العازف شون آرسين وصلات من العزف الموسيقي، وبعد ذلك كانت كلمة لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي اشار الى انه عند اندلاع الحرب اللبنانية دخل اللبنانيين نفقاً مظلم استغرق عبوره 15 سنة مريرة، لكن بقي جزء من اللبنانيين يؤمنون بالدولة، ومن هؤلاء الأمير موريس شهاب الذي جمع تلك الاثارات، ووجه تحية لذكرى شهاب، وشكر كل من ساهم بعده الى هذه المرحلة، وخص بالشكر رئيسة المؤسسة للتراث السيدة منى الهراوي، ووزير الثقافة ريمون عريجي، وجهاز المديرية العامة للأثار، وللسيدة أن ماري عفيش حافطة المتحف الوطني التي رافقت اعمال التأهيل لحظة بلحظة، ولديها خبرة متقدمة في هذا الميدان بحسب ما وصفها سلام.
وأشار سلام الى ان جهود جميع الأشخاص والهيئات ما كانت لتثمر الا بالمساعدة المقدمة من الجمهورية الإيطالية الصديقة، التي تكرم وزير خارجيتها بزيارته الى لبنان وحضور هذا الحدث، وهذه الخطوة توضح الصلة العميقة بين العلاقات الإيطالية-اللبنانية واعادة الضوء الى العلاقات التاريخية بين روما القديمة ولبنان، شاكراً الفريق الإيطالي الذي أشرف على ترميم الطابق السفلي على مهنيتهم العالية، وقال الرئيس سلام: "قيل لي يوماً، حين كنت وزيراً للثقافة، أمام بعض النواويس والتعاويذ التي تحبس الأنفاس لجمالها، إنّ أجدادنا القدماء برعوا في "الفن الجنائزي". أقول لكم اليوم، وبخاصة لضيوفنا الأعزاء، إن اللبنانيين انصرفوا عن هذه المهنة منذ زمن، وصاروا يقيمون اعتبارا كبيرا لفن العيش الذي برعوا فيه".
وختم الرئيس سلام كلمته: "نعيش حاضرنا الصعب كإختبار يومي في فن الحياة.. ونكتب كلَّ يوم مع أبنائنا المنتشرين في كلّ أرض سطراً جديداً في سجل الحضارة".
من ثم كانت جولة على الطابق السفلي من المتحف والتعرف على محتواياته.