من أجمل الأصوات الحلبية، صاحب إحساس عالٍ حيث تلامس أغنياته القلب مباشرة .
إنه المطرب محمد خيري صاحب الأخلاق العالية في تعاطيه مع زملائه الفنانين ومع الصحافيين ، والذي يحل ضيفاً على موقع "الفن" في هذا الحوار الذي أجريناه معه في"Teatro Verdun"حيث يغني .
أراك في "Teatro Verdun" ، أنت تعمل مع شركة الإنتاج لطارق كرم؟
بالتأكيد أنا حالياً وقعت مع شركة"Teatro Verdun"فردان الممثلة بطارق كرم وهو أخي الكبير طبعاً وفي المستقبل هناك أعمال جديدة، وأنا أغني هنا يومين في الشهر ويختلفان كل شهر.
نحن نشعر بأن القدود الحلبية والقصائد تنقرض، كيف تحافظ على القدود والفلكلور؟
أنا عُرفت في البداية بغنائي للقدود لكني أعطيها نَفَس الـ2016 حتى يتقبلها الجيل الجديد لأنني إذا لم أطور فيها أنا كمحمد خيري "ما عملت شي ما عملت بصمة خاصة فيي" إضافة إلى الأغاني الطربية الخاصة بأم كلثوم ووردة وعبد الحليم، ولا تكون حلبية فقط بل طربية بشكل عام.
أنت خريج مدرسة حلب، ماذا قال لك جمهور حلب حين سمعك ؟ ومع الأسف أن حلب مدمرة لكن أهلها ذواقة الفن الأصيل.
أنا خريج مدرسة حلب وخريج صباح فخري أيضاً، وجمهور حلب خطير جداً، وأي فنان كـ محمد عبد الوهاب حين أتى إلى حلب وأحيا أول حفلة له فحين فتحت الستارة وجد أربعة أو خمسة أشخاص فسأل المتعهد: غريبة سأغني أمام 5 أشخاص؟ فقال له هؤلاء هم اللجنة وإذا غنيت بشكل جيد أمامهم غداً الصالة ستكون ممتلئة وهذا ما حصل، جمهور حلب لا يرحم، وبالطبع حفلاتنا بحلب ليست ساعة أو ساعتين بل تبدأ من منتصف الليل حتى الساعة 5 صباحاً.
صباح فخري قال مرة الساعة 6 صباحاً "هلأ بلش يفتح صوتي" وبقي يغني حتى الساعة 9 صباحاً، أنت كم تستطيع أن تبقى من وقت وأنت تغني؟
أنا عملت مع الأستاذ صباح فخري بالكورال عملت معه ست سنوات، ليست المسألة كم من الوقت يستمر الفنان في الغناء لكن بحسب الجمهور فكل ما يرى الفنان الجمهور متفاعلاً معه أكثر يعطيه أكثر فالمسألة لها علاقة بالحالة الإبداعية التي توصل للفنان بحسب الجمهور الذي يخاطبه، وإذا كان الجمهور ذواقاً ويعلم ماذا يقدم له الفنان، فسيبقى الفنان معه أكثر وقت ممكن.
هل تذكر من سمعك من اللجنة؟
لا، لكن أول من سمعني وآمن بي ودعمني هو الأستاذ صباح فخري.
هذا وسام على صدرك فأستاذ صباح فخري مدرسة كبيرة.
بالتأكيد.
ما هو شعورك تجاه ما يحصل في حلب؟
طبعاً وأتأسف على كل ما يحدث في الوطن العربي وليس فقط في سوريا ، وهناك موجة هستيرية تحدث في الوطن العربي ككل لإلغاء شخصيتنا وهويتنا وعروبتنا ، فأتأسف على سوريا لأنها بلدي و"حلب بتضل بالقلب".
أنت من أي منطقة بسورية؟
انا من حلب، وبالطبع لا أحد يرضى بخراب بلده و"قلبنا بيوجعنا عالبلد وعالشهداء اللي عم يروحوا"، وندعو أن يعم السلام الوطن العربي كله وليس فقط سورية.
أنت مستقر بلبنان؟
نعم.
مع من تعاملت في أغنيتك اللبنانية "كنتي غرامي"؟
هي من ألحان جوزيف جحا، كلمات الدكتور ميشال جحا وتوزيع المايسترو باسم رزق.
ماذا يقول مطلعها؟
"كنتي غرامي وفنوني كنتي الملاك البعيوني لغيري قررتي تكوني ولغيرك هلأ رح كون".
هكذا حدث بحياتك؟
بالتأكيد، هذه في حياة كل الناس.
لديك غرام وجنون؟
هناك غرام جديد ، بالطبع لا يوجد إنسان ليس مغروماً أو مجنوناً.
هل هي لبنانية ؟
لا دخل للجنسية بالموضوع، لكن الحب يعطي الفنان حالة إبداعية.
مؤقتة أم مشروع زواج؟
أنا دائماً أتحدث في الإعلام أنني مطلق ولدي طفل عمره خمس سنوات، كانت تجربة مرت في حياتي، بالتأكيد فكرة الزواج ليست بعيدة كثيراً لكنها مستبعدة في الوقت الحالي لأن لدي مستقبلاً وفناً ورسالة أؤمن بها وأريد أن أقدمها للناس.
هل تدعم إبنك "ناصر" ليصبح فناناً ؟
بالتأكيد هو فنان منذ الآن ويردد الأغاني معي، وإذا كانت لديه الموهبة لمَ لا؟
هل تجد تناقضاً بين الحياة الفنية والحياة التي تربيت عليها؟
لا أبداً بالعكس الفنان اليوم إذا كان لديه أساس صح في البيت حين يدخل إلى المجال المهني يحافظ على الأسس التي تربى عليها، واليوم الأخلاق ثم الأخلاق ثم الأخلاق ثم الفن، لأن الأخلاق هي أهم شيء وأهم من أي فنان، وإذا وجدنا فناناً كبيراً مع صوت ومقدرات وليست لديه أخلاق هنا المشكلة عندها الناس تنفر منه، وأنا أحب أن أقوم بشيء تربيت عليه حتى بمهنتي وحتى الفن هو مهنة وأنا حالياً أصعد على المسرح ليس كهاوٍ ، ومطلوب من أي شخص أن يكون ذا أخلاق في أي مهنة إن كان محامياً أو محاسباً أو مدير بنك أوفي أي مهنة.
كلمة أخيرة لقراء موقع الفن.
أحيي لبنان وشعب لبنان الذي قدمني بصورة جيدة وساهم في إنطلاقتي بشكل كبير جداً وأحبني ودعمني وأقول لهم إن سوريا بالفعل هي الروح والدم ولبنان هو الجسد والبلد الذي قدم محمد خيري بصورة أوصلته للوطن العربي.