حبيب بو أنطون إسم لمع نجمه في فضاء الشعر الزجليّ، فاعتلى المنبر في برنامج أوف ليكون انطلاقته المشعّة على المنابر في لبنان والعالم.
حبيب بو أنطون إسمٌ يشبه أسماء كبار الشعراء الزجليين كـ خليل روكز في شعره الوجداني العميق وشحرور الوادي في اندفاعه ودفاعه عن الشعر والزغلول في صوته الجميل وزين شعيب في ارتجاله وقوّته وحماسته.
إنه آخر الشعراء الزجليين الذين يحملون لواء الشعر وهمّه ولن يستسلم في مسيرته الزجلية ليحافظ على التراث الشعبي الجميل الذي يكتنز حضارتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وإبداعاتنا.
أعجب بصوته وبإلقائه وشعره الفنان وائل كفوري فباتا صديقين لدودين في التحدّي الشعريّ والغنائيّ وهذه الجلسات الغنائيّة أحدثت ضجّة في الوسط الإعلامي خصوصاً أن وائل كفوري محطّ أنظار الصحافة عسى أن نرى أعمالاً تجمعهما في القريب العاجل. كما شارك في العديد من البرامج التلفزيونية نذكرمنها غني ت غنيلك مع علي الديك.
عن الشعر والزّجل والفنّ وهواجسه نتحدّث في هذا اللقاء مع الشاعر حبيب بو أنطون:
ما هو سرّ العلاقة التي تجمعك بوائل كفوري خصوصاً أن صوراً انتشرت لكما في جلسات غنائيّة؟
أنا ووائل كفوري صديقان نلتقي كل أسبوع، حتّى أننا نزوره في منزله ونسهر حتى ساعات الصباح الباكر. أنا أحبّه جداً وقد تعرّفت إليه في سهرة خاصّة فهو يحبّ الإستماع إلى الزجل، لكن لديه مشكلة مع الشعراء أن صوتهم ليس جميلاً، أما أنا فشعري جميل وصوتي جميل. وقد قال لي مرة أنا أحبّ أن أستمع إلى الشاعر الزجلي ذي الصوت الجميل. ومرّة طلبني بالإسم لسهرة خاصة وهكذا تتطوّرت العلاقة بيننا. وأنا أحضّر لعمل سأعطيه إياه في ألبومه الجديد.
أخبرنا أكثر عن تعاونك معه في الألبوم الجديد لوائل كفوري.
الأغنية ليست ملعبي فأنا شاعر منبري ومناسبات وقد كتبت أغنيات وطنية وللمقاومة لكنني لم أكتب لفنانين خصوصًا أن مثل وائل كفوري سيطلب 40 أغنية ليختار أغنية أو أغنيتين منها. لكنه ألحّ أكثر من مرة أنه يريد أن أكتب له موّالاً لألبومه الجديد فوافقت وأنا أحضّر له شيئاً جميلاً.
ما هو واقع الزجل اليوم هل ما زال كما كان بالأهمية عينها؟
مرّ الزجل بفتراته الذهبية خلال السيتينات والسبعينات والثمانينات أيام موسى زغيب وزين شعيب والزغلول وغيرهم. إلا أنه وصل إلى مرحلة توقّف الزّجل والحفلات لأنّ الألوان الغنائية الشعبية مثل الدبكة قد سيطرت على الساحة فالعصر عصر الرقص وليس هناك من مستمعين للزجل. فمرحلة التسعينات حتى الألفية الثانية لم يعد هناك شعراء شباب إلى أن ظهرنا نحن في الثلاثينات من العمر خصوصاً أننا أبناء القرية وآباؤنا كانوا شعراء وبات الجمهور يحب الزجل لأننا شعراء شباب. فاصبحنا نرى في حفلاتنا شباباً وصبايا من جمهورنا، فمنذ أن بدأت منذ 15 عاماً لم يكن الجمهور شاباً اما اليوم فنتفاجأ بعنصر الشباب وأفتخر أننا استطعنا أن نجذب إلينا الجيل الشاب من خلال الردات القصيرة والميجانا والدلعونة.
هل يعود السبب إلى البرامج التلفزيونية مثل برنامج أوف الذي أعدّه الشاعر موسى زغيب؟
طبعاً هذا ساعد كثيراً في عودة الزّجل ليدخل إلى كل بيت بعد أن كان قد فقد خصوصًا أن هناك حرباً إعلامية ضدنا فكل البرامج الثقافية والفنية لا تستضيف شعراء زجل إلا أن علي الديك في برنامجه استاضفنا في كل الحلقات وقد حييته وشكرته وانتقدت على ذلك لكن علي الديك الفنان السوري كان يستضيفنا ضمن فقرة من 20 دقيقة. نأسف أن كل التلفزيونات في لبنان لا تستضيف شعراء الزجل إلا برنامج علي الديك الذي أصرّ على إبقاء فقرة الزجل رغم الميزانية المنخفضة للبرنامج. وقد شكرته وقلت إنني أفتخر به أمام الجميع.
مؤخراً أصدرت الجامعة اللبنانية كتاب "روائع الزجل" وقد انتقد كثيراً. هل اطلعت عليه وما هو رأيك به؟
نعم اطلعت عليه وعلمت أنهم كانوا يطلبون من كل شاعر 4 قصائد فيضعون له قصيدتين ومن القصيدتين يحذفون أبياتاً. وعندما تحذف أبياتاً من القصيدة تفقد معناها فهم لم يحذفوا من قصيدة مؤلفة من أربعة مقاطع مقطعاً للإختصار.
ما هو سبب إصدار هكذا كتاب؟
نحن كنقابة قمنا بجولة على المسؤولين لكن من أشرف على الكتاب وأعده ليس لديه فكرة عن الزجل اللبناني. فقد اختاروا أشخاصاً لهم علاقة بالأدب لكن ليس بالزجل فمشروع كهذا الكتاب يجب أن تكون اللجنة المشرفة عليه فيها عضوان من أعضائها شاعران وليس أساتذة أدب. هي مبادرة جيدة لكنها خطوة ناقصة.
ما هو دور نقابة شعراء الزجل؟ وكيف تصف وضعها اليوم؟
"بلا طعمة" وجودها كما غيابها.
ما هي مطالب شعراء الزجل اليوم؟
مطالبنا أن تستضيفنا المهرجانات الدولية في لبنان مثل بيت الدين وبعلبك وبيبلوس لليلة واحدة أقلّه وأن تكون الحفلة مجانية. من أجل المحافظة على هذا اللون الشعري الذي يشبه هذا الشعب. أما النقابة فتعطي بطاقات انتساب لشعراء عندهم ثلاث قصائد فقط وهذا من أجل الإنتخابات. مع أن النقيب جورج بو أنطون نسيبي وأحترمه. لكنني لا أهتم لأمر هذه النقابة.
ما هي أعمالك القادمة من حفلات أو كتاب؟
لدينا جولات في أوروبا وحفلات وسأصدر قريباً كتاباً يتضمّن أشعاراً لي.