مرة جديدة نشهد على محاولة أخرى في السينما اللبنانية. السينما التي بدأت تشهد نشاطاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة وقبولاً من البعض. ومع كل محاولة، نشهد تطوراً جديداً في الإمكانيات، بدءاً من الإنتاج الذي بدأ يتحسن مروراً بالمواهب الجديدة والإخراج والإنتاج وصولاً إلى الأفكار الجديدة التي تُطرح وتشبه واقع اللبنانيين. وعدد الأفلام التي تُعرض في الصالات يبشر خيراً بمستقبل السينما اللبنانية. لعلّنا نُفلح في صناعة فن ننافس فيه على صعيد عالمي في بلدٍ فشل فيه المسؤولون من إدارته وأوصلوه مؤخراً إلى المرتبة الثانية عالمياً في نسبة التلوث.
مساء الأربعاء كان الموعد لإنطلاق الفيلم اللبناني الجديد "ماكس وعنتر" الذي تقوم بإنتاجه شركة Falcon Films بعد فيلمي "باباراتزي" لرامي عياش و Welcome to Lebanon الذي قام ببطولته وسام صباغ ، كما وعدت الشركة بفيلمين جديدين .
الفيلم تدور أحداثه حول الشاب اللبناني ماكس والذي لعب دوره إيلي متري يعمل في مجال البورصة في أميركا ولديه كلب مدرب يدعى "عنتر"، ويخسر ماكس أمواله في البورصة الأميركية ليعود إلى لبنان برفقة كلبه ويعملان سوياً في مهنة الحراسة. وبطريقة ما يتعرف ماكس إلى الشابة ناديا "سينتيا خليفة" وشقيقها الصغير آدم أي كريم الزين ويحاول مساعدتهما برفقة كلبه بعد تهديدهما بسبب إيجاد والدهما "مجدي مشموشي" حلاً لمشكلة النفايات في البلد ، وتتسارع الأحداث المشوقة .
الفيلم من كتابة وإخراج السوري عماد جندلي الرفاعي الذي قدّم موضوعاً جريئاً في ما بتعلّق بأزمة النفايات التي يعاني منها كلّ اللبنانيين من جميع الطبقات الإجتماعية ، وخُطف مجدي مشموشي بسبب مشروعه الذي اقترحه لحل هذه الأزمة ووافقت عليه الدولة اللبنانية. الفكرة مختلفة ولم تكن كليشه وتلامس واقعنا، لكن المعالجة لم تكن بالقوة المطلوبة لهذا الموضوع الحساس. مشاهد كثيرة لم يكن لها أي مغزى، فمن أهم مبادئ كتابة السينما أن يكون لكل مشهد معنى ومتصل بسياق الأحداث، فمثلاً رغم حلول الفنانة دومينيك حوراني ضيفة شرف على الفيلم إلاّ أنّ تواجدها لم يكن له داعٍ خصوصاً أنّ مشاهدها جاءت في بداية الفيلم ، ومن المهم أن تكون الدقائق العشر الأولى محبوكة بطريقة جيدة جداً لجذب المشاهد لمتابعة باقي العمل.
أما إيلي متري فكان الدور الذي حصل عليه يليق بقدراته الممتازة وموهبته، وقدّمه على أكمل وجه خصوصاً في المشاهد التي جمعته بالكلب في الفيلم، لاسيما عندما طلب من "عنتر" النزول إلى الحي وشراء البندروة من صاحب محل الخضار الذي يلعب دوره الممثل عمر ميقاتي الذي وقف على قدميه مجدداً بعد تعرضه لأزمة صحية وقدّم دوراً كوميدياً أضحكنا فيه مراراً ، فهو قيمة مضافة لكل عمل يطل فيه ، مثله مثل سعد حمدان ومجدي مشموشي.
رغم أن الفيلم من الأفلام اللايت كوميدي إلا أننا لم نضحك على بعض المشاهد المضحكة ، كما وأن سينتيا خليفة قدّمت أداء أقل من المتوقع، في ما تفوّق عليها الطفل كريم الزين والذي لعب دور شقيقها حيث استطاع أن يلفت الأنظار بأدائه العفوي الذي استخدمه فكان اختياره صائباً ومناسباً للشخصية المكتوبة.
الإخراج لم يكن موفقاً في مشاهد الكلب "عنتر" خصوصاً في المشهد الذي تتعرّض فيه سينتيا خليفة لإعتداء ويقوم فيه الكلب بإلقاء القبض على المعتدي، حيث بدا المشهد نافراً. رغم أنّ الكلب كان مدرباً وقدّم أداء مذهلاً على الشاشة الكبيرة لكنه ظلم في بعض المشاهد بسبب طريقة التصوير. بالإضافة إلى أنّ الحي الشعبي الذي صوّر فيه سبق واستخدمه المخرج سيف الشيخ نجيب في فيلم Welcome to Lebanon من إنتاج Falcon Films أيضاً.
وبالعودة إلى حفل الإفتتاح فقد حضر عدد كبير من أهل الفن والإعلام بالإضافة إلى أبطال الفيلم، ومن ضمنهم الكلب الذي إلتقط الصور إلى جانب "ماكس وعنتر"، كما إقترب الحضور وإلتقطوا الصور التذكارية معه. ليجلس وقت عرض الفيلم في المقاعد الأمامية ويشاهد الفيلم الذي شارك في بطولته، ولعلّه ضحك على طريقته في بعض المشاهد وخاب أمله في مشاهد أخرى.
وكان لموقع الفن بعض التصريحات الخاصة من أبطال الفيلم، نبدأها بالممثل إيلي متري: "كل تجربة لها صعوبتها وسهولتها وتسليتها، السهولة أن تتعاطى مع كلب مدرب، لأنّه ينفذ ما تطلبه منه ، لذا فعلياً لم تكن العملية صعبة كما يعتقد البعض ، ومثل الجميع أيضاً هو يشعر بالتعب والجوع ، لكن صدقاً كان التصوير معه أمراً ممتعاً وقد أصبحنا صديقين".
سينتيا خليفة قالت لموقعنا: "دوري كتير مهضوم وخفيف والعمل لايت كوميدي أي أنّه لا يوجد ثقل كبير في الشخصيات، لكنه جميل ويصل بطريقة سلسة ومهضومة للناس، ونصور إلى جانب كلب كما أنّه يوجد معنا طفل في الفيلم وهو كريم الزين. أتمنى أن ينال الفيلم حقه ويحصد محبة الجمهور".
الطفل كريم الزين: "أقدم في الفيلم دور شقيق ناديا أي سينتيا خليفة، وشخصيتي مثل إيلي متري وأنا هكذا في الفيلم، وهذه ليست تجربتي الأولى في التمثيل فقد سبق وشاركت في بعض الإعلانات بالإضافة إلى فيلم أميركي عن اللاجئين، ولم أواجه أية صعوبات في التمثيل خلال التصوير، وتسلينا كثيراً ، كما ساعدوني كثيراً لأقدم الدور بطريقة جيدة".
دومينيك حوراني: "سعيدة جداً بالنجاح الذي تحققه السينما اللبنانية، أشارك كضيفة شرف في الفيلم وكان تحدياً كبيراً أن يصور فيلم مع كلب ولم أكن أتوقع أنّهم يستطيعون فعل هذا الشيء لأنّ الكلب من الصعب أن يتأقلم مع التصوير، المخرج عماد الرفاعي أراد أن أظهر كضيفة شرف بشخصيتي الحقيقية، داخل الفيلم سترون مشاهداً قوياً جداً، خرجت فيه من نفسي حيث أقوم بضرب رجل وهذا أمر من الصعب تقبله في العالم العربي".
ملاحظات
- لاحظنا غياب 3 من كبار ممثلي الفيلم ، عمر ميقاتي ومجدي مشموشي وسعد حمدان ، وكذلك غيابهم عن البوستر الدعائي للفيلم رغم أن لديهم قاعدة جماهيرية كبيرة .
- مشهد البوسطتين اللتين تتباريان مأخوذ من فيلم "أبو علي" بطولة كريم عبد العزيز ومنى زكي .
- كان هناك خطأ تقني حيث أن الصوت لم يكن مناسباً لحركات الشفاه .
- سررنا بوجود عدد كبير من الفنانين منهم وسام صباغ وباسم مغنية ولفتنا أنهما صفقا كثيراً لزملائهما .
- برافو للكلب عنتر الذي إلتقط الصور مع الجميع وتابع فيلمه بدقة منذ بدايته وحتى نهايته .
- إنه الفيلم الأول الذي يعالج مشكلة النفايات في لبنان حيث أنه يشير إلى أن هناك حلاً ، عسى أن تصل الرسالة إلى المسؤولين ليجدوا حلاً لهذه المشكلة على الأرض .
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغط هنا .